على درويش

طريق الشيطان

الجمعة، 05 يونيو 2015 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشيخ محيى الدين بن عربى رضى الله عنه، وهو الصوفى الزاهد العلامة والولى الذى لا يتكرر فى زمانه ولا بعد زمانه رضى الله عنه: «إن الإنسان عندما يكذب تخرج من فمه رائحة نتنة تفر منها الملائكة المحيطة به لتقف على بعد فراسخ منه»، وسواء علم الناس ببشاعة الكذب أو لم يعلموا، فمن المؤكد أن الكذب فعل كله قبح يشوه الحقائق، ويضل الآخرين ويضحك عليهم، ولكنه يسفه صاحبه، لأنه مجرد أن تكتشف الكذبة فصاحبها يسقط فى أعين الناس، ويعرف بين الناس باسم الكذوب، ويا له من اسم ويا لها من صفة، وذلك لأنها صفة تكشف عن شخصية أولا تخشى المواجهة، وثانيا لا تحترم الآخرين، وثالثا مجموعة القيم التى يتحرك فى إطارها الكذوب تتسم بالضعف والقبح فى نفس الوقت.

ومع استمرار الكذوب فى الكذب والإصرار عليه يعرف بالتالى بين الناس فى الأرض، ويعرف فى السماء، وفى عالم النور والملائكة بالكذب، فإن استمر فى نفس المنهاج «طريق الشيطان» ولم يستمع إلى التحذير الإلهى بعدم اتباع خطوات الشيطان، فإنه يكتب عند الله كذابا، وهذا يعنى أن الاتهام قد ثبت عليه، وأصبح من المنافقين، وهذا لأن الصفة الأولى للمنافق هى الكذب.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، إن أول صفات المنافق «إذا حدث كذب»


والمنافق فى الدرك الأسفل من النار، يقول الله تعالى فى سورة غافر: «إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب»، ويقول نبى الإسلام فى الحديث: «كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار».

وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام مادحا الصدق: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا» وحذر من الكذب: «إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).

لعل أخطر أنواع الكذب من دون استثناء أن تكذب على الله، يقول الله عز وجل «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة