عمال القفاصة بأسوان: نعمل ثلاثة شهور فقط بموسم المانجو وباقى السنة فى بيوتنا.. جئنا من الفيوم لنعمل فى صنعة تعرضنا لتقوس الظهر وبتر الأصابع والعجز قبل الأربعين.. ونناشد الحكومة بتوفير عمل لنا

الثلاثاء، 30 يونيو 2015 09:25 م
عمال القفاصة بأسوان: نعمل ثلاثة شهور فقط بموسم المانجو وباقى السنة فى بيوتنا.. جئنا من الفيوم لنعمل فى صنعة تعرضنا لتقوس الظهر وبتر الأصابع والعجز قبل الأربعين.. ونناشد الحكومة بتوفير عمل لنا عمال القفاصة
أسوان – صلاح المسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القفاصة من الحرف اليدوية الصعبة، حيث يتعرض العاملون فيها لخطر بتر الأصابع، كما يصابون بتقوس الظهر، وقد يصابون بالعجز قبل الأربعين، وقد تكون بذلك من الحرف المعرضة للانقراض لعزوف الشباب عنها مما يستلزم حماية الدولة لها كى لا تتعرض للاندثار مثل بعض الحرف اليدوية، التى لم يعد لها وجود.

القفاصة الصورة -اليوم السابع -6 -2015
القفاصة الصورة


التقت اليوم السابع ببعض القفاصة بأسوان والقادمون من محافظة الفيوم سعيًا وراء الرزق، حيث يصنعون الأقفاص الخاصة بتعبئة محصول المانجو.

فى البداية يقول (أحمد أحمد بيومي) لليوم السابع أنه وزملاءه يأتون كل عام من محافظة الفيوم للعمل بأسوان فى تصنيع أقفاص الجريد، التى يتم تعبئة محصول المانجو فيها، مضيفًا أنها مهنة شاقة وعائدها المادى ضعيف، ولكن لايعرفون أى صنعة أخرى غيرها، حيث ينامون فى نفس المكان، الذى يعملون فيه وهو - عبارة عن مظلة ينصبونها فى أطراف إحدى القرى بأدفو قبلى - شمال غرب محافظة أسوان ويتناولون وجباتهم فيها أيضًا، ويعانون فى ترويج وبيع منتجاتهم من الأقفاص.

وقال إن هذه الحرفة شاقة، حيث تسبب لهم آلامًا مزمنة فى الظهر والأطراف والغضروف وروماتيزم العظام، ولكونهم يستخدمون معدات خطرة مثل الساطور وغيره من أدوات القفاصة، مما يسبب لهم جروحا باستمرار، ويصل الأمر لبتر فى الأصابع وجروح وكسور، وينتج عن ذلك انقطاعهم عن العمل، ولا يقدرون عن الإنفاق على أسرهم، فالعمل فى القفاصة يمثل مخاطرة بكل المقاييس.

وكشف بيومى أنهم يجلبون جريد النخيل من محافظات قنا والأقصر وأسيوط، لأن جريدها أقوى بالمقارنة بجريد النخيل بمحافظة أسوان، الذى يتسم بضعفه، حيث يحرصون على تصنيع أقفاص قوية تتحمل نقل المحاصيل وحفاظا على سمعتهم، مهما كلفهم ذلك من أعباء مادية.

عملية صنع الأقفاص الصورة -اليوم السابع -6 -2015
عملية صنع الأقفاص الصورة


زحف الأقفاص البلاستيك

وأكد بيومى أنهم كانوا فى الماضى يعملون فى مواسم عديدة بالإسكندرية والإسماعيلية، وشبرا النملة بطنطا، لكن واجهوا منافسة قوية من ظهور الأقفاص البلاستيكية والكراتين واجتياحها للأسواق والشوادر، رغم أن الأقفاص الجريد أفضل بكثير لحفظ ونقل الفاكهة بأنواعها، حيث انحصر عملهم فى النهاية لموسم واحد فى العام هو موسم جنى محصول المانجو بأسوان، والذى لا تزيد مدته عن ثلاثة شهور فقط - يقضونها فى الشارع - ثم يعودون لأهاليهم بمحافظة الفيوم لينتظروا الموسم، الذى يليه فى منازلهم بدون عمل، لافتا إلى أن شريحة لا تتجاوز الـ5% من العاملين فى هذه الحرفة متخصصون فى صناعة الكراسى والمناضد الجريد وغيرها، بينما الغالبية من أبناء المهنة يعملون فى صناعة الأقفاص.

ويختتم حديثه لليوم السابع بأنه لا يتمنى أن يعمل أبنه فى صنعة القفاصة، التى ذاق فيها الذل والتعب طوال سنوات عمره ولم ير يوما راحة فيها، وأنه لايتمنى لابنه نفس المصير، حيث يتمنى أن يعمل ابنه فى أى مهنة إلا هذه المهنة، التى يصاب فيها الشاب بالعجز عند بلوغه سن الثلاثين.

ويضيف، أحمد حسين محمود، أنه منذ صغره فى صنعة القفاصة ويتفق مع زملائه فى أنها حرفة شاقة وليست ذات عائد مادى مجز ولكن لابد من السعى وراء الرزق مهما كانت المشاق التى سيتكبدونها.

المعلم أحمد بيومي الصورة -اليوم السابع -6 -2015
المعلم أحمد بيومي الصورة


حلم الوظيفة

ويقول المعلم محمد رجب لليوم السابع: إنه يحلم بوظيفة حكومية بجانب حرفة القفاصة على أن يزاول القفاصة بعد العصر، مضيفا أن أغلب القفاصة يعانون بعد سن معينة، وخاصة الأربعين من قصور فى الذراع اليمنى وليس لهم أى مظلة يحتمون بها وجميعهم يعملون فى القفاصة منذ الصغر حرفتهم غير مربحة، وليس لها مستقبل .

ويقول (سيد محمد إنه من صغر سنه، وهو فى صنعة القفاصة، حيث كان ينفق على نفسه منها وتوقف عن التعليم بالمدارس فى الصف الأول الإعدادى، وامتهن القفاصة، ويتمنى أن يعمل فى مهنة أخرى غير القفاصة لأنها مهنة متعبة تسبب تقوسا للظهر فى سن الشباب لأنه تعرض قبل ذلك لإصابات عديدة كان من نتيجتها انقطاعه عن العمل لفترات متفاوتة، وأضاف أنهم يبدأون يومهم من الفجر ويستمرون حتى ساعة متأخرة من الليل، خاصة أنهم يعملون فى موسم المانجو فقط، وبقية العام بدون عمل ودون مورد رزق، حيث ينتظرون هذا الموسم من العام للعام، وعن أبرز المعدات، التى يستخدمونها فى تصنيع الأقفاص قال هى الساطور والهلال والخفيف وخفة الدق واللقط والعلم.


شباب يتحدون المخاطر الصورة -اليوم السابع -6 -2015
شباب يتحدون المخاطر الصورة


شباب يتحدون المخاطر الصورة -اليوم السابع -6 -2015
شباب يتحدون المخاطر الصورة


المعلم محمد رجب الصورة -اليوم السابع -6 -2015
المعلم محمد رجب الصورة


العمل في ظروف صعبة الصورة -اليوم السابع -6 -2015
العمل في ظروف صعبة الصورة


تقطيع الجريد الصورة -اليوم السابع -6 -2015
تقطيع الجريد الصورة


معدات خطرة الصورة -اليوم السابع -6 -2015
معدات خطرة الصورة


مرحلة التقفيل -اليوم السابع -6 -2015
مرحلة التقفيل







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة