الإمام الأكبر يدعو لمواجهة التطرف الفكرى.. ويؤكد: العقائد لا تفرض وتطبيقها بالاقتناع.. الحركات المسلحة أيا كان اسمها لا تعبر عن روح الإسلام.. أحمد الطيب: لا يجوز مقاتلة الأعداء إلا إذا حملوا السلاح

الخميس، 14 مايو 2015 01:28 م
الإمام الأكبر يدعو لمواجهة التطرف الفكرى.. ويؤكد: العقائد لا تفرض وتطبيقها بالاقتناع.. الحركات المسلحة أيا كان اسمها لا تعبر عن روح الإسلام.. أحمد الطيب: لا يجوز مقاتلة الأعداء إلا إذا حملوا السلاح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن قَصر الجهاد على حمل السلاح اختزال للدِّين فى جزئيةٍ معينة، وأن الحركات المسلحة أيًّا كان اسمُها لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدِّين، مضيفا أن طريق الدعوة إلى الله لم يحدده النبى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ- ولا العلماء، وإنما حدَّده القرآن الكريم فى نصٍّ صريحٍ يقول فيه المولى سبحانه: ﴿ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ﴾ النحل: 125

وأضاف أنه ليس أمام المسلم إلا وسيلةٌ من ثلاث وسائلَ يبلِّغ بها رسالة الإسلام؛ وهي: الحكمة التى تعنى الحجة والبرهان، ثم الموعظة الحسنة التى تُلين القلوب، وبها معطياتٌ عاطفية تزيِّن للإنسان الإيمان، ثم الحوار شريطة أن يكون بالتى هى أحسن، فإذا لم يستجب المدعوُّ فدعه وشأنه: ﴿ أن رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.

وأشار إلى أن هذا يؤكد أن الإسلام لم يضع فى أذهان المسلمين فى يومٍ ما أن ينشروا دينهم بقوة السلاح؛ لأنَّ الإسلام يؤمن بأنَّ العقائد لا تُفرض، وإنما الاقتناع بالحجة والبرهان، كما أن الإسلام حرَّم ترويع الناس أيًّا كانت معتقداتهم، ويكفى فى تحريم ذلك قول النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ: (منْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدةٍ، فإنَّ الملائكةَ تلعنُهُ حتَّى ينتهى، وإنْ كان أخاه لأبيهِ وأُمِّهِ".

وأضاف خلال حديثه الأسبوعى الذى يعرض غدًا الجمعة على الفضائية المصرية، أن الحركات المسلحة الآن أيًّا كان اسمُها وأيًّا كانتْ اللافتةُ التى ترفعها، لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدين، مؤكدًا أن الجهاد فى الإسلام كلمةٌ مطلقةٌ تعنى بذل المجهود فى سبيل الله، فهناك جهاد الشيطان، وجهاد النفس، وذلك بمقاومة الشهوات والميول الشيطانية، وهذا لا يقلُّ شأنًا عن القتال.

وقال: هناك جهاد بالحجة والبرهان، وجهاد بالمال، وجهاد بالتَّصدى للفقر والجهل والمرض وصرف الناس عن دين الله؛ لأنَّها تهدم مباشرةً المقاصد الكُلَّية للشريعة الإسلامية؛ وهي: حفظ الدِّين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض، فسواء كان عدوك عدوًّا حسيًّا على الجبهة أو عدوًّا معنويًّا؛ كمحاربة الفقر والتخلف، هذا كلُّه جهادٌ فى سبيل الله، وأمَّا قصرُ الجهاد على حمل السلاح فهذا اختزال للدِّين فى جزئيةٍ معينة.

وشدد على أنه لا يجوز مقاتلة الأعداء إلا إذا رفعوا السلاح، قائلا: "قال الله تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ أن اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة190، ولم يقل سبحانه: وقَاتِلوا فِى سبِيل اللَّه الَّذِين يخالفونكم فى الدِّين، وإنْ كان قتال المخالف للعقيدة موجودًا فى كتب مقدسة أخرى، ومِن أسفٍ لا أحد يتحدَّث عن هذه الكتبِ، وإنما هم متفرِّغون فقط لنقدِ الإسلام بعد تأويل آيات القرآن تأويلاً فاسدًا".

وأوضح الإمام الأكبر أن الجهاد بمعنى القتال تارةً يكون فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين؛ كصلاة الجنازة، وتارةً يكون فرض عين؛ كالصلاة والصوم، وذلك إذا هجم العدوُّ على بلدٍ مسلمٍ ودخلها، وأمعن فى القتل والتخريب والترهيب، فحينئذٍ يكون القتال واجبًا على كلِّ فردٍ مكلَّفٍ من أفراد هذا البلد؛ لأنَّ البلد أمام خطر داهم، وإذا كان للجهاد وزارة للدفاع ترتب أموره، ولديها محاربون مُدرَّبون على مواجهة العدو؛ فإنه فى هذه الحالة يكون فرض كفاية، فلا يجب على الجميع، وإنما على المدربين والمؤهلين لملاقاة العدو.

واختتم حديثه، بأنَّ إعلان الجهادِ وترتيب أموره خاصٌّ بولى الأمر ومَن يُنيبه، وبمصطلحاتنا الحديثة هو حقٌّ الحاكم على وزارة الدفاع، ولا يمكن فى عصرنا هذا إعلان الحرب خارج وزارة الدفاع أو خارج دائرة الحكم، ولا يجوز لأى شخصٍ أو أى جماعة حركيَّة أن تُجيِّش جيشًا وتخرج عن هذا النطاق.

يذكر أن حديث الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة