وقالت الصحيفة فى البداية إنه لو كان ممكنا تقسيم العالم، كما يقول بعض المحللين بين عالم النظام وعالم الفوضى، فإن ليبيا تقف بالتأكيد كنموذج للنوع الثانى. فعالم الفوضى هو الذى يضم الدول الفاشلة والأراضى التى يؤدى فيها فراغ السلطة إلى الفوضى بل وحتى العنف والحرب الأهلية، وهى المكان المثالى للجماعات الإرهابية الطائفية.

وقد أصبحت ليبيا مكانا مماثلا، وعلى أعتاب أوروبا مباشرة. فالفصائل المتحاربة كانت تحاول على مدار أشهر تقسيم هذا البلد الشاسع وموارده النفطية.
وتابعت الصحيفة قائلة إن أوجه القصور فى ليبيا هى فشل جماعى. وتتراوح المسئولية بين عدم قدرة الغرب على توقع والالتزام ببناء الدولة، وتاريخ ليبيا المتعلق بالهوية الوطنية المنقسمة، ناهيك عن الفراغ المؤسسى على مدار عقود من ديكتاتورية القذافى.
ومضت الصحيفة قائلة إن هناك طريقين مطروحين فى التعامل مع ليبيا، الأول هو التدخل باستخدام القوة وهو الحل الذى تفضله مصر، وقد نفذت مؤخرا ضربات ضد داعش فى ليبيا ردا على قتل التنظيم لواحد وعشرين شخصا من مواطنيها، والثانى هو الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة تفاوضية بين الجماعات المتحاربة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ورأت الصحيفة أن قصف مناطق فى ليبيا سيثير مخاطر مواجهة إقليمية أكبر وسيؤدى إلى حشد نفس الجماعات التى تزعم تلك الغارات أنهما لتحييدها.