استيقظ مبكرا على غير عادته مع أذان الفجر، فقام وصلى ثم احضر كوب شاى، وجلس على سريره يقلب فى محطات التلفاز على أمل أن يجد شيئا يبهجه، وقطع ذلك صوت رسالة قادمة على هاتفه المحمول، الذى يعود إلى عصر الأنالوج، فظروفه لم تسمح له بدخول عصر الديجيتال ليحمل هاتف من عصر الأندرويد .
التقط الهاتف ليجد رسالة من الفتاة الوحيدة التى تجعل الهواء يدخل إلى جسده النحيل ويخرجه، لكى يتمسك بالحياة التى لم يعد له أملا فيها إلا هذه الفتاة، فقرأ الرسالة فيجد طلبا بلقائه اليوم ضرورى فى العاشرة صباحا، وبعد قراءتها هرع إلى الشرفة ليتأكد من أن بنطلونه وقميصه الوحيدين منشورين على الحبال لينشفا، وبعد أن تأكد عاد إلى سريره تملأ رأسه الأفكار المتضاربة.
ما سر طلب هذا اللقاء الذى على غير العادة، وماذا تريد؟ فنظر إلى الساعة المعلقة أعلى تلفازه ليجدها تشير إلى التاسعة والنصف، فهرع إلى الشرفة ليلتقط ملابسه وقد جفت، ثم يدخل ويقف وراء الشرفة ليلقة نظرة على فتاته وقد سبقته إلى مكان لقاءهم المعتاد، وبعد أن يشاهدها وهى تختلس النظر لشرفته يجرى مسرعا ليبدل ملابسه ليلحق بها .
وما هى إلا لحظات إلا ويلحق بها فى إحدى محطات مترو الأنفاق، وقبل أن يبادرها باشتياقه لها، تصفعه هى بجملة أنا جالى عريس وماما موافقة عليه، وأنا مش قادره أرفضه ده جاهز، لم يعرف ماذا يرد، ولكنه تيقن أنها تريد أن تنهى علاقتها به، وتريد أن ترتبط بهذا العريس الجاهز كما قالت هى .
فرد عليها قائلا: خلاص أنا بكره هابعت مامى تكلم طنط علشان تخطبك، وهما رايحين الـ"سبا" مع بعض ـ وبعد ما يخلصوا جلسة "المساج"، وقبل ما يعملوا "الأيروبكس" تكون مامى خلصت الموضوع، وقبل ما يشربوا "الأورنج جوث" الحقهم واكلم طنط عن المهر والشبكة، بس خلى بالك الشبكه هاتبقى خاتم سولتير ومحبس ودبله ألماظ، علشان أقدر أفرش الشقه المستويين .
يقول كل هذا وينظر إليها ليجد الصدمة وقد شلت لسانها، وبعد أن يصمت يجدها قد تركته وركبت المترو، دون أن تنطق بكلمة واحدة، ليجلس هو فى مكانه يكتم دموعه التى تغالبه لتنزل غصبا عنه.
محمد على سليمان يكتب : اللقاء الأخير فى المترو
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015 08:00 م
مجموعة من الأشخاص فى المترو - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة