يسرا محمد سلامة تكتب: الاقتصاد المصرى بين الحاضر والتاريخ

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 12:00 م
يسرا محمد سلامة تكتب: الاقتصاد المصرى بين الحاضر والتاريخ أرض زراعية - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر بلد زراعية، وأساس ثروتها الزراعة، وكانت هذه الثروة السلاح الذى ارتكز عليه محمد على وخلفاؤه، فى محاولاتهم النهوض بمصر اقتصاديًا، وهو نفس السلاح الذى نبَّه العالم لمصر، ولخيراتها التى من الممكن أنْ تستفيد منها القوى الاستعمارية، وهو ما فعلته إنجلترا عندما قامت باحتلال مصر فى 1882، لاحتياج مصانعها فى لانكشير للقطن المصرى، ومنذ ذلك الوقت حتى الحرب العالمية الأولى، لم تقم مصر بزراعة سوى محصول واحد ألا وهو القطن.

طوال القرن التاسع عشر كان الاقتصاد المصرى من القوة بمكان، بحيث جعل من محمد على مثلاً يقف فى وجه الدولة العثمانية، بل ويصل به الحال إلى أنْ يفكر فى الجلوس على عرش السلطان العثماني، وكاد أن يُحقق هذا الحلم لولا تدخل الدول الأوروبية وعلى رأسها إنجلترا لردعه عن ذلك.

كما استطاع هذا الاقتصاد فى أواخر عهد الوالى محمد سعيد باشا، وأوائل عهد الخديوِ إسماعيل أن يقف على قدميه وسط ما كان يحدث فى العالم من اضطرابات بسبب الحرب الأهلية الأمريكية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حققت تجارة القطن المصرى فى فترة الحرب مكاسب هائلة، لم يحدث أن جنتها الخزينة المصرية من قبل، ونفس هذا الاقتصاد ساعد إسماعيل على فتوحاته فى شرق أفريقيا، التى كان ملكًا عليها دون منازعٍ.

واستمرت قوة هذا الاقتصاد ظاهرة أمام الدولار الأمريكى، الذى لم يكن هينًا – لأنَّ الولايات المتحدة كانت قوة اقتصادية مميزة آنذاك – ففى عهد محمد على كان الدولار يُساوى 15 قرشًا، وفى أواخر القرن التاسع عشر وصل إلى 20 قرشًا، وهذا إنْ دلَّ على شئ فإنما يدل على مدى القوة التى وصل إليها الاقتصاد المصرى من صلابة وتماسك، أمام الاقتصاديات الاستعمارية الكبرى، وهو فى ذلك اعتمد فقط على مصدر اقتصادى واحد "الزراعة" فى العملية التجارية.

أمَّا اليوم، فالأمر مختلف جد الاختلاف، أين نحن من ما صنعوا أجدادنا؟!، هل العيب فينا أم فى مواردنا؟!، أكاد أجزم أنَّه فينا لا محالة، لأنَّ موارد اليوم أضعاف ما كانت عليه فى السابق، لكنَّ المشكلة ستظل دومًا فى عدم استغلالنا لها بالشكل المناسب، الذى يسمح لمصر بأن تعود هيبتها الاقتصادية من جديد، نعم لازلنا بلد زراعية فى الأساس، فالأرض الخصبة متوفرة، وبإمكاننا توفير غيرها من مساحات صحراوية شاسعة، والنيل لازال موجودًا ولله الحمد، وبعد ما تم اكتشافه من موارد معدنية مختلفة، أصبحنا بلد صناعية أيضًا ومصدرة لمصادر الطاقة المختلفة، ولازال يُكتشف العديد من مصادر هذه الطاقة حتى اليوم، بالإضافة إلى الإمكانات البشرية التى يتم تصديرها للخارج وهى طاقات – إنْ جاز التعبير – تُعد من المصادر الاقتصادية فى وقتنا الحاضر، السؤال الآن: لماذا لا تُستغل كل تلك الموارد؟!، هل من المعقول القول أنَّ أسلافنا كانوا أجدر منَّا على الاستفادة من خيرات هذا البلد عكسنا، إذا كانت الإجابة بنعم، إذن أقولها وأنا مُتحسرة على حالنا الذى وصلنا إليه بإيدينا لا بأيدى غيرنا" "يا ليتنا عِشنا فى زمنهم هذا لا زمننا"، أمَّا إذا كانت الإجابة "بـ لا" فأرجو من مسئولينا العمل على عودة هيبة مصر الاقتصادية، فنحن أُمَّة يعرف عدونا قبل صديقنا ما لديها من قُدراتٍ لا تنضب أبدًا بإذن الله، فهل لأهلكِ يا مصر أنْ يعرفوا قدركِ؟!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة