أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام كرم الطوخى يكتب: أفكارنا تعكس رؤانا المختلفة

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 06:00 م
عصام كرم الطوخى يكتب: أفكارنا تعكس رؤانا المختلفة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حياة أى منا لا تتشكل بسبب الظروف والمصاعب التى نمر بها، ولكن بما يحتفظ به العقل من صور حياتية فى الذاكرة يتم تخزينها، وأحاسيس يتشكل بها رؤى معينة، ولا تتولد تلك الأحاسيس إلا إذا كانت هناك فكرة تسبق مثل هذه الأحاسيس، وبموجبها يعتمد سلوكك على أحاسيسك التى تعتمد أساسًا على أفكارك، والتى تكشف حقيقة ما نفكر فيه عندما تصبح واقعًا فعليًا.

لذلك فالعقل وما يحمله من أفكار مسبقة تجاه شىء معين ويتم تعزيزها بتخيلات وتصورات فهى التى نتصرف وفقًا لها وسلوكياتنا ما هى إلا مظهر خارجى لها، فتخرج على هيئة أفعال، تكشف عن نوعية الصور التى شكلها عقلك والتى عن طريقها يكون مردود أفعالنا فى مواقف ولحظات اتخاذ أى قرار، لذلك لن يتولد لدينا أى أحاسيس إلا إذا كانت لدينا فكرة مسبقة عنها، لذلك أفكارنا تعكس رؤانا المختلفة لأى شىء نريده. يقول إبراهام ماسلو: "ما يستطيع الرجل أن يكونه يجب عليه أن يكونه، فهذا ما نسميه تحقيق الذات".

فإذا كنت تريد تغيير ذاتك فليس المطلوب منك تعديل سلوكك ولكن تغيير الأفكار التى توجد بداخل وعيك وإدراكك والتى نسميها الأفكار لذلك فالأفكار هى التى تعكس ما نريده فى واقعنا الفعلى.

فهناك من يعانون من الفشل فى الحياة إزاء تجارب واختبارات مروا بها، فتتولد بداخلهم تلقائيًا صورًا لمواقف إخفاقات متكررة لهم ولغيرهم، بل يجترون ما حدث لهم من آن إلى آخر، ويبحثون عما يعزز الشعور بالفشل، بل ويتجنبون محاولة خوض تجارب جديدة قد تتحقق لهم النجاح، بل يرفضون تطوير قدراتهم، ويستكينون للأفكار الهدامة المهيمنة عليهم، بل تجد نظرتهم للناجحين غير منطقية كون نجاحهم بالنسبة لهم من محض الصدفة، وبسب ما تهيأ لهم من الظروف المناسبة لنجاحهم، لذلك تجد أفعالهم نتاج الصور المسيطرة على عقولهم والتى صنعوها بأنفسهم لتلك المواقف أو عن حالتهم النفسية والفكرية والجسمية والمالية..، أو علاقتهم بالآخرين والتى يتصرفون وفقًا لها. وفى النهاية قد لا ينفع معهم أى شىء يعيد إليهم الثقة التى فقدوها إذا استمروا على ذلك المنوال.

على عكس ذلك من يفكرون بطريقة إيجابية للنجاح ويحتفظون بهذه الفكرة والرؤية أينما ذهبوا، بل تجد الصور المحفزة والمجددة للثقة بداخلهم تهيمن عليهم، ويسعون إلى تطوير قدراتهم بصفة مستمرة بل تجدهم يبحثون عن خبرات الآخرين لتعزز ما بداخلهم، فهم يتصرفون وفق صور متفائلة ورؤى تتشكل بدافع الإبداع رغم ظروفهم القاسية والتى لا تقف حائلا أمامهم بل تجدها محفزة لهم لتغييرها.

يقول براين تريسى: "كل الناجحين من الرجال والنساء هم من كبار الحالمين فهم يحلمون كيف سيكون مستقبلهم ويتخيلون كل تفاصيل فيه ثم يعملون كل يوم من أجل بلوغ رؤيتهم البعيدة هذه ومن أجل تحقيق هدفهم وغرضهم هذا".

لذلك أنت بما تفكر فيه وتسعى إلى تحقيقه يتوقف ذلك على قدر هيمنة الرغبة المشتعلة بداخلك، وقوة تسخير قدراتك لتحويل ما ليس مرئيًا إلى واقع فعلى، فبقوة فكرك العميق تستطيع تصحيح الكثير من الأخطاء والتصدى لأى حماقات والتغلب على الكثير من المعوقات وبيقينك ستجد الحلول المناسبة بتحصين نفسك بقوة تفكيرك وتوجهك الوجهة الصحيحة لأمور حياتك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور

الي الاستاذ عصام كرم الطوخي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة