فكرة أن تُحب ما تعمل لكى تعمل ما تُحب، فكرة تدعو إلى خوض غمار أى عملٍ يُقدم عليه الإنسان حتى وإن كان مُجبرًا بشىء من الحب، حتى يُعطى فيه أفضل ما عنده، فكرة رائعة، لكن الفكرة الأروع منها أن تُحب عيوب أقرب أصدقاءك إليك، لكى تستطع التعايش مع طباعهم دومًا دون تذمرٍ، فهى تخلق حالة خاصة من الود والتفاهم والراحة النفسية، الأمر الذى يؤدى وكنتيجة لما سبق إلى التسامح المستمر مع النفس.
فالصديق هو الإنسان الوحيد الذى يُمكنك انتقاؤه فى حياتك، فأنت لن تستطع انتقاء عائلتك مثلا، زملاء الدراسة، أو العمل، لكنك لست مضطرًا لانتقاء أصدقاءك، لأنَّ هذا الانتقاء اختيارى لا إجبارى، خاصةً وأنَّه بإمكانك أن تعيش بلا أصدقاء – رغم أنها تجربة قاسية – لكنها موجودة ولن يُحاسبك أحد وقتها عليها، فلن يسألك الناس لماذا لم تُصادق، ولن تجدهم يتحدثون من وراء ظهرك عن عدم مُصادقتك لأحدٍ سوى نفسك.
لذا إمَّا أنْ تقبل صديقك بعيوبه هكذا وإلا فالأفضل لكَ ولهُ، أن تفترقا لكى يجد كلا منكما ضالته فى صديقٍ آخر، فالبُعد فى هذه الحالة خيار صحيح جدًا لكما أنتما الاثنان، وقبول عيوب من تُحب أكبر دليل على احترامك لهم؛ لأنك عندما تتقبلهم بما هم عليه فهذا معناه أنَّك تُقدّر تمامًا علاقتك بهم وحرصك الشديد على هذه العلاقة رغم تأففك فى بعض الأحيان من موقف أو تصرف أو رد فعل صدر عنهم.
الصداقة، رغم قلة حروفها، إلا أنَّها تحمل فى طياتها معانٍ كثيرة من الصدق، والصبر، والخُلق الطيب، وتحمل المسئولية، والأمانة فى حفظ أسرار هذا الصديق، حتى وإنْ انتهت صداقتكما، والوفاء، وحُسن التصرف، وهى صفاتٍ لو تواجدت فى اثنين على هذا الكوكب لهانت الدنيا وما فيها أمام صديق صدوق يُقدّرك ويحترمك ويفهمك، ويحرص عليك وعلى مصلحتك، ويبقى معك فى السرّاء والضرّاء، مصائب الدرب لا يُهونها إلا وجود شخص فى حياتك تأمنه، وتألف إليه، ساعتها فقط ستُدرك جيدًا معنى الصداقة التى إنْ قَصَّرت فيها ولم تُعطها حقها عليك، فلا تلومن إلا نفسك.
يسرا محمد سلامة تكتب: عندها فقط ستُدرك جيدًا معنى الصداقة
السبت، 21 نوفمبر 2015 10:05 م
اصدقاء ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور
الصداقة الحقة