هل تتحول هجمات باريس لـ11 سبتمبر جديدة؟..المصريون بفرنسا: عددنا يفوق ربع مليون والدولة عاملتنا بكل كرم.. الإرهاب يهدد رزقنا وأهالينا لا يستطيعون زيارتنا بسبب الفيزا..وعيون الفرنساويين تلوم أطفال العرب

الأحد، 15 نوفمبر 2015 10:34 م

هجمات فرنسا - أرشيفية

كتبت نورهان فتحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدون ولا كلمة، نظر "جون" ابن الـ10 سنوات لزميله أحمد فى نفس الصف، والذى كان يلعب معه فى الأمس وعيونه كلها لوم وأسى، ليمشى الأول حتى دون أن يلقى التحية عليه.. هى مأساة جديدة تكتبها دموع الفرنساويين وتدفع ثمنها الجاليات العربية، وعلى رأسها المصرية ممن يقيمون بصفة دائمة فى جميع أنحاء فرنسا، ويبلغ عددهم قرابة الـ5 ملايين، فى مشهد حزين ومأساوى جداً يعيد إلى ذاكرة العالم ما حدث بعد هجمات برج التجارة العالمى فى الولايات المتحدة عام 2001 من معاناة للعرب والمسلمين بوجه عام، واليوم نتحدث إلى المصريين فى فرنسا لنعرف ما يدور فى عقلهم وهمومهم وشكواهم، فى ظل هذه الهجمات الإرهابية وتشوه صورة العرب، كالآتى:

فى البداية يقول "سعد عطية" – 29 سنة – يعمل فى شركة ديكور خاصة مقيم فى فرنسا منذ عام 2005: "أسكن على بعد 5 دقائق من منطقة الاستاد، وكنت أجلس مع أصحابى فى الكافية حينما سمعنا صوت التفجيرات، بعدها جاء الطيران والإسعاف، وفجأة ملأ الأمن كل مكان لتأمين خروج الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء".

وأضاف: "كان فيه محطة أتوبيس قدام الاستاد وكلها زجاج انفجرت وكلها مكسرة، وتخوفت جدا حينما سمعت فى التليفزيون أنهم عثروا على باسبور شخص مصرى وآخر سورى وثالث فرنسى".

ربع مليون مصرى فى فرنسا

وتابع: "المصريون هنا عددهم يزيد عن ربع المليون شخص وكل العرب يتحملون المسئولية من تونس للجزائر ومصر فى محاربة الإرهاب، فالشعب الفرنسى ينظر للمقيمين الآن نظرة حزن ولوم، ولكنهم شعب مؤدب ولا يتحدث بما يكتم فى نفسه".

وعن المقيمين قال "عطية": "فرنسا تعطى المقيمين حقوقا أكبر حتى من أولا البلد فهم فى غاية الكرم معنا، ويستقبلوننا رغم طرد العديد من البلاد الأوروبية الأخرى لنا، وحتى وإن كان رحيل كل العرب من البلد صعبا بسبب كثرة عددهم إلا أننا لا نرغب فى أن يصل بنا الحال إلى هذه الدرجة".

أما "مارلين شحاتة" - 38 سنة - المقيمة فى فرنسا منذ 13 عاما وأم لطفلين، فأوضحت أن أكبر مشكلة تواجهها الجالية أنهم لا يستطيعون استقبال أهلهم من مصر فى باريس بسبب منع فيزا تشنجن، وحتى حاملو الفيزا لا يستطيعون دخول البلد بسهولة".

ربة منزل مقيمة فى فرنسا: ما حدث لا يبشر بالخير

وعن أطفالها قالت "مارلين": "ابنى بيتر يذهب إلى تدريب السباحة مرتين فى الأسبوع، واليوم السابق للتفجيرات كان ولدى مع أصدقائه فى التدريب وكانت الأمور عادية جدا، إلا أننى لاحظت تغييراً بين الأطفال وبعضهم بعد التفجيرات، وأشعر أن الأمور تتدهور كل يوم أكثر، صحيح أن أهل البلد هنا فى غاية الكرم والذوق معنا لكننا نعذرهم لأنها مأساة بكل المقاييس".

وأضافت: "ما حدث بعد 11 سبتمبر لا يبشر بالخير، وحتى لو كان الشعب الفرنسى مختلفا عن الأمريكى إلا أن ردة فعل الناس تختلف من شخص لآخر".

واختتمت حديثها بالقول: "لا نطفئ التليفزيون خشية سماع أى اسم عربى بين التحقيقات، وأملنا الوحيد أن تمر هذه الأزمة بسلام".

طباخ مصرى: نتمنى ألا يهدد الإرهاب مصادر رزقنا

أما "محمد بدوى" طباخ مصرى مقيم فى منطقة "باربس بلفيل" منذ 3 سنوات، فقال: "الكثير من المصريين والعرب يسكنون هنا فى المنطقة، وتأثرنا جدا حينما سمعنا الخبر، ومن وقتها وقوات الشرطة لا تهدأ، والأمن تضاعف فى الشوارع، ونحن نقدر حجم الأزمة التى يمر بها الشعب الفرنسى، ونحن كمصريين مستعدون للمساهمة بكل الطرق فى التعاون مع هذا الشعب الذى أكرمنا، ولى العديد من الأصدقاء العرب الذين يبادلون الفرنسيين نفس الشعور".

وحول عمله قال "بدوى": "أعمل بأحد المطاعم القريبة هنا، والتى تقدم اللحوم الإسلامية، وعشنا فى فترات هدوء قبل هذه الأحداث، ومن يمشى هنا بأوراق سليمة ووفق القانون ترحب به البلد، وأنا على يقين بأن من قاموا بهذه التفجيرات دخلوا إلى البلد بجوازات مزورة، ثم أقاموا لفترة فى البلد حتى قاموا بهذا العمل الإرهابى الدنىء".

واختتم: "لى العديد من الأصدقاء الفرنسيين، ونحن كمصريين لا نتمنى لفرنسا إلا كل خير، وألا يهدد الإرهاب مصادر رزقنا".

ربع مليون مصرى فى فرنسا

ربة منزل مقيمة فى فرنسا: ما حدث لا يبشر بالخير

طباخ مصرى: نتمنى ألا يهدد الإرهاب مصادر رزقنا

موضوعات متعلقة..