المواطن المصرى أكثر وعيا من هؤلاء الذين يدعونه لمقاطعة انتخابات مجلس النواب، هو يعلم تماما أن استكمال خارطة طريق 30 يونيو علامة مهمة تحدد مستقبل هذا الوطن ويعلم تماما أن الدعوات الخبيثة التى يطلقها حزب مصر القوية بقيادة أبو الفتوح ما هى إلا تعبيرا متواريا عن فشل أبو الفتوح وحزبه فى الوجود على الساحة يريد أن يغطى عليه بدعوات المقاطعة.
يتحجج بعض الداعين للمقاطعة بأن الوضع سيئ وأن بعض المرشحين فى الدوائر غير مشجعين، وتلك حجة مردود عليها، لأنها تعنى ضرورة مشاركة المصريين فى الانتخابات لإنقاذ مقاعد البرلمان من مرشحين لا يستحقون الجلوس عليها، وإنقاذ مصر من نواب ربما يشغلون وقتها بمعارك صغيرة وأداء برلمانى ضعيف وبالتالى فإن المشاركة واجبة لكى يختار المواطن المصرى نوابه، ولكى تبدأ عملية حصد ثمار الثورتين، التى اشتعلتا من أجل هذا الهدف.. هدف رد الاعتبار لصوت المواطن المصرى الانتخابى.
المشاركة فى هذه الانتخابات واجبة لإنقاذ هذا الوطن من بئر التطرف، من هذه الوجوه المتشددة التى تريد أن تجعل من البرلمان ممرا سريا يعبرون من خلاله إلى قوانينا وحياتنا السياسية لكى يصبغوها بصبغتهم المتطرفة، لكى يكونوا نواة جديدة لكيان يهدد سماحة الحياة المصرية مثلما فعل الإخوان من قبل.
شاركوا فى الانتخابات لحماية قيمة الصوت الانتخابى للشعب المصرى الذى حظى به من بعد الثورة، لا تهدروا مكاسب الثورتين بالمقاطعة والسلبية، انزل وأخبر الناس برغبتك انزل وشارك واختر من تشاء أو أخبر جميع المرشحين بأنك لا تريدهم المهم أن تشارك، المهم أن تقف أمام الصندوق حتى لا تمر الأيام ويأخذنا الغضب ونكتشف أننا أضعنا بدعوات أبو الفتوح وغيره المكسب الأول والأهم من الثورتين وهو صندوق الانتخابات وصوت المواطن المصرى.
