بالصور.. فلسطين تستفيق من الحلم الآسيوى.. "الفدائى" منح الأراضى المحتلة "9 أيام" وحدة استثنائية بعد سنوات "الانقسام والقتال".. وأطفال "غزة" لغز يُحير العالم

الثلاثاء، 20 يناير 2015 10:23 م
بالصور.. فلسطين تستفيق من الحلم الآسيوى.. "الفدائى" منح الأراضى المحتلة "9 أيام" وحدة استثنائية بعد سنوات "الانقسام والقتال".. وأطفال "غزة" لغز يُحير العالم المنتخب الفلسطينى
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجدت التغريبة الفلسطينية ضالتها أخيرًا وحطت الرحال بالعاصمة الأسترالية سيدنى لتحيا تسعة أيام خالدة فى تاريخ وطن ذاق كافة معانى القهر والألم، لكنه لم ينهزم بعد، فمن كان يدرى يوما أن تصبح مشاركة الفدائى فى أمم آسيا لأول مرة فى تاريخه بريق أمل وُلد من رحم المعاناة ليتوحد شعب بعد سنوات من الانقسام، ويفرح شباب وأطفال شاخوا قبل الأوان بعدما رأوا آباؤهم وأمهاتهم يزفون أخواتهم لقبروهم بدلا من بيوتهم.

وشارك المنتخب الفلسطينى فى منافسات بطولة أمم آسيا للمرة الأولى فى تاريخه، باعتباره بطلاً لكأس التحدى الآسيوى بعد الانتصار على الفلبين فى المباراة الختامية بهدف دون رد.
تسعة أيام استثنائية فى تاريخ موطنى !
"فلسطين لن تذهب بعيدا فى البطولة القارية، أعلم ذلك لكنها سافرت أبعد ما تتخيلون" بتلك الكلمات بدأ شاب فلسطينى يُدعى على نايف أبوعرمانة حديثه عن مشاركة منتخب بلاده لأول مرة فى أمم آسيا، مضيفا: "يعلم الشعب الفلسطينى قبل بدء البطولة أن مشواره سيتخلص فى ثلاث مباريات فقط هى عمر الدور التمهيدى، فضربة البداية أمام اليابان ثم الأردن وأخيرًا العراق لتُقام المواجهات فى الفترة ما بين 12 يناير إلى يوم 20 من الشهر نفسه، لتعيش فلسطين تسعة أيام استثنائية من الوحدة والسعادة بعد سنوات من الخلاف والانقسام بين أبناء الشعب الواحد".
تعليق - 2015-01 - اليوم السابع
لافتة لإحدى مقاهى رفح الفلسطينية

 الجمهور الفلسطينى يشاهد منتخب بلاده لأول مرة فى أمام آسيا - 2015-01 - اليوم السابع
الجمهور الفلسطينى يشاهد منتخب بلاده لأول مرة فى أمام آسيا

جذور الصراع

وللعلم فإن جذور الصراع بين حركتى فتح وحماس يرجع إلى تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، تنفيذاً لاتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، لتبدأ موجة من الصادم بين الطرفين لا تزال مستمرة إلى وقتنا الراهن بعدما رفضت حماس التوقف عن العمل العسكرى ضد إسرائيل حينها، فيما رغبت منظمة التحرير اللجوء للحوار والجلوس على مائدة المفاوضات، ليحتدم الخلاف منذ ذلك الوقت بين الطرفين لدرجة الاقتتال الدامى على مر السنوات خاصة بعد فوز حماس بالانتخابات الوطنية عام 2006.
صحفيون فلسطنيون يجرون متابعة حية لمباراة الفدائى أمام الأردن- 2015-01 - اليوم السابع
صحفيون فلسطنيون يجرون متابعة حية لمباراة الفدائى أمام الأردن

الكرة تُوحد شعب.. تفرق على تحرير وطنه

العجيب فى الأمر، أن الشعب الفلسطينى تجمع على حب منتخب كرة القدم ببلاده لكن تفرقت به السبل فى اختيار وسائل تحرير وطنه من الاحتلال الإسرائيلى الجاثم على الصدور، ولم يتوقف الأمر عند حد الاختلاف فى الرؤى، فأعضاء حركة حماس يتبنون منهج الإسلام السياسى، بينما فتح تقترب من النهج العلمانى، فالاختلافات الأيدلوجية والمصالح انحرفت بهم عن مسار حلم فلسطين حرة، فلجئوا إلى اقتتال سالت على إثره دماء كان من المفترض أن تسيل من أجل مقدسات وطن وأرض وشعب طالت معاناته.
انبهار فلسطينى بانجاز الفدائى رغم الهزائم- 2015-01 - اليوم السابع
انبهار فلسطينى بانجاز الفدائى رغم الهزائم

فلسطين بطلا لـ"أمم آسيا"

"الشعب الفلسطينى لا يُمكن اختزاله فى قادته "، أعادنا بهذه الجملة أبوعرمانة من سبر أغوار الصراع بين حركتين مفترض أنهما تريدان لوطنهما التحرر من الاحتلال، قائلا: "تلقينا هزائم فى البطولة ربما يعتقد البعض فى عالم الساحرة المستديرة أنها ثقيلة لكنه لا تعنى لدينا الكثير فالفدائى انتصر قبل أن يُهزم، وعاد بالكأس قبل الطيران لأستراليا، فالانجاز يكمن فى تخطى منتخبنا كافة العقبات من سوء إعداد فى ظل عدم إقامة معسكرات على المستوى المطلوب"، مضيفًا: "معاناة الفدائى استمرت لآخر لحظة بعد رفض سلطات الاحتلال سفر عدد من اللاعبين مع البعثة إلى أستراليا لكن هذا لم يُسنى عزم الشباب الفلسطينى القادر على النجاح مهما كانت العقبات المواجهة له".

وتأكد وادع المنتخب الفلسطينى لأمم آسيا بعدما تلقى هزيمتين متتاليتين أمام اليابان برباعية نظيفة وثم الأردن بنتيجة 5/1، وفى الختام أمام العراق بهدفين دون ضمن منافسات المجموعة الرابعة لأمم آسيا.

النشيد الوطنى.. فلسطين لن تركع!
ويرصد لنا ابن مدينة رفح لحظات عزف النشيد الوطنى ورفرفة أعلام الفدائى فى سماء سيدنى، قائلا: "إنها فرحة لا تُساويه أخرى، فشريط معاناة وآلام الشعب الفلسطينى يمر أمام الأعين حين يبدأ عزف النشيد الوطنى فلكل كلمة له أثر فى النفوس، مرددًا جانب منه :"فدائى فدائى فدائى.. يا أرضى يا أرض الجدود.. بعصف الرياح ونار السلاح.. وإصرار شعبى لخوض الكفاح.. فلسطين دارى فلسطين نارى.. فلسطين ثارى وأرض الصمود"، مضيفًا: "لحظات عزف النشيد الوطنى أوصلت للعالم أجمع رسائل فشلت الأمم المتحدة فى ترجمتها طوال العقود الماضية، بأن فلسطين لن تركع لن تهزم لن تسجد لغير الله مهما طال الظلم والبطش والتجبر المعتدى الصهيونى، الفدائى لن يمحى من على الخريطة".
فرحة عارمة فلسطينية بالظهور الأول - 2015-01 - اليوم السابع
فرحة عارمة فلسطينية بالظهور الأول

انقطاع التيار لن يمنع فلسطين من دخول التاريخ

وتابع أبو عرمانة: "معاناة الشعب الفلسطينى مستمرة طوال الوقت حتى فى أوقات سعادته"، موضحًا: "التيار الكهربائى انقطع أكثر من مرة ونحن نتابع مباريات المنتخب من داخل إحدى مقاهى رفح إلا أننا اعتادتنا على الظروف الصعبة ومصممون على الفرحة برغم كل العقبات والآلام"، مؤكدًا:"لا تتصور مدى فرحة الشعب الفلسطينى بهدف الفدائى الوحيد فى البطولة لذلك الحين رغم الهزيمة الثقيلة فى المباريات".

ودخل جاكا حبيشة، لاعب المنتخب الفلسطينى التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما سجل أول هدف لمنتخب بلاده فى تاريخ مشاركاته ببطولة كأس الأمم الآسيوية فى شباك الأردن ضمن منافسات المجموعة الرابعة.
متابعة شديدة لمباراة الفدائى أمام الأردن- 2015-01 - اليوم السابع
متابعة شديدة لمباراة الفدائى أمام الأردن

انقطاع التيار الكهربائى المعتاد خلال متابعة المباريات- 2015-01 - اليوم السابع
انقطاع التيار الكهربائى المعتاد خلال متابعة المباريات

أطفال فلسطين براءة العجائز !

وينتقل أبو عرمانة للحديث عن الفصل الأهم من وجهة نظره فى قصة تسعة أيام استثنائية فى تاريخه وطنه، متحدثا عن أطفال فلسطين قائلا: "ما أحلهم صغار غزة.. فأنا فى قمة السعادة.. بمنظرهم وهم يتابعون اللقاء، فهؤلاء لغز حيّر العالم بأسره يحتفظون ببراءتهم رغم الشيبة قبل الأوان، فرغم الظروف الصعبة وقصف العدو ولحظات الرعب والألم الذين يعايشونها، لكنهم يستمتعون بأوقاتهم مثل باقى أطفال دوال العالم، موضحًا: "أطفال العالم يتمنون حياة أفضل فيما يتمنى صغار فلسطين الحياة نفسه ورغم كل هذا تابعوا المباريات بشغف كبير وبفخر ممزوج باعتزاز الكبار لأنهم عايشوا حدثا رحلت أجيال كاملة ولم تعاصره، واستمعوا للنشيد الوطنى يشدوا فى سماء أكبر بطولات العالم على عكس غيرهم الذين لم يتابعوه سوى فى مؤتمرات رسمية عديمة القيمة فى كثير من الأحيان!".
طفل فلسطينى يُتابع اللقاء برفقة والده - 2015-01 - اليوم السابع
طفل فلسطينى يُتابع اللقاء برفقة والده

أطفال غزة براءة لم يكسرها الحصار- 2015-01 - اليوم السابع
أطفال غزة "براءة" لم يكسرها الحصار

وأنهى الشاب الفلسطينى حديثه بنبرة أمل ممزوجة بالحزن، "أعلم يقينا بأن الوضع سيعود على مكان عليه بعد انتهاء البطولة، وعودة المنتخب الوطنى للبلاد، لتحل تفرق وكراهية السياسة بعد حب ووحدة الرياضة وتذهب الوحدة الوطنية، ولكنى أتمنى من الله أن يتعلم قادتنا وشعبنا درسا من تسعة أيام لم نعايشها منذ زمن طويل".
طفل فلسطينى فى لقطة تاريخية بظهور الفدائى فى الحدث القارى- 2015-01 - اليوم السابع
طفل فلسطينى فى لقطة تاريخية بظهور الفدائى فى الحدث القارى

سعادة فلسطينية لا تتكرر كثيرًا- 2015-01 - اليوم السابع
سعادة فلسطينية.. لا تتكرر كثيرًا





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة