ألقى السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك بياناً أمام الجلسة الخاصة التى عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء، لبحث الوضع فى غزة، بناءً على طلب المجموعة العربية فى نيويورك، وشارك فيها سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون، ونائبه، ومساعدته للشئون الإنسانية، وكذلك روبرت سيرى منسق الأمم المتحدة لعملية السلام، ونافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الإنسان، وبيير كراهنبول مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الذين قدموا إحاطات بالهاتف المرئى من القاهرة، وجنيف، والقدس.
وأشار السفير معتز أحمدين خليل إلى أن الإحاطات التى قدمها كبار مسئولى الأمم المتحدة أوضحت حجم الموت والدمار والكوارث التى سببها العدوان الإسرائيلى على غزة.
وقال إن ذلك ليس بجديد، لأن إسرائيل تتبع نفس الأسلوب فى الظروف المشابهة، فهى تستهدف المدنيين بصورة عشوائية لقتل أكبر عدد ممكن انتقاماً لمقتل أو إصابة أى من جنودها أثناء المعارك؛ كما تستهدف البنية التحتية من محطات مياه وكهرباء، فقد سبق لها أن قصفت خزانات وقود محطة كهرباء بيروت عام 2006، مثلما فجرت خزانات وقود محطة كهرباء غزة هذه المرة، كما تستهدف ملاجئ الأمم المتحدة، سواءً كانت تابعة للأونروا، أو لقوات الأمم المتحدة فى لبنان كما حدث فى قانا عام 1994، ثم تتهم الآخرين، وترفض التعاون مع لجان التحقيق الدولية.
وأضاف أن تكرار هذا السلوك سببه عدم محاسبة إسرائيل على عدم احترام القانون الإنسانى الدولى، لأن بعض الدول تساعدها على العدوان، حتى أنها تورد لها الذخائر والسلاح فى هذا التوقيت بالذات.
وأثنى مندوب مصر الدائم بهذه المناسبة على الدول التى بدأت تراجع صفقات السلاح المبرمة مع إسرائيل، وأشار إلى أن مصر والدول العربية قد دعت خلال مفاوضات اتفاقية ضبط الاتجار فى الأسلحة إلى تضمين جريمة العدوان ضمن معايير منع تصدير السلاح، كما دعت لتضمين إنهاء الاحتلال فى أهداف التنمية المستدامة، لهذه الأسباب بالذات.
وأكد مندوب مصر الدائم كذلك الحق المشروع لجميع الدول فى الدفاع عن نفسها، وفقاً لأحكام القانون الدولى، وذكر أن قتل المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ لا يمكن اعتباره دفاعاً عن النفس، بل هو جرائم حرب تتطلب المحاسبة.
كما عبر السفير معتز أحمدين عن تقديره لجميع الدول التى أثنت على المبادرة المصرية، ودعمتها، وعرض الجهود الحثيثة التى تمت مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إنسانى لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام صباح أمس، وعبر عن تطلعنا لمد العمل به وتثبيته.
وأوضح أن مصر تستضيف وفوداً من الجانب الفلسطينى، والجانب الإسرائيلى، والأمم المتحدة، والأطراف الهامة الأخرى بما فيها الولايات المتحدة، والرباعية لمعالجة جميع القضايا.
وأكد أننا نرحب بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، لكن الانسحاب وحده ليس كافياً، لأن هناك ضرورة لإعادة البناء، ورفع الحصار عن غزة، من خلال فتح المعابر التى تتحكم فيها قوات الاحتلال، كما أن هناك حاجة لتناول التطلعات المشروعة للجميع، ولمحاسبة المسئولين عن جرائم الحرب.
وشدد مندوب مصر الدائم فى نهاية كلمته على أن الرسالة التى نخلص إليها من اجتماع اليوم هى أن العودة للوضع السابق على العدوان غير ممكنة، وأن الحل المستدام الوحيد يتطلب معالجة جميع هذه القضايا، تمهيداً لاستئناف مفاوضات السلام لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش فى سلام إلى جانب دولة إسرائيل وفقاً لحدود عام 1967.
وأوضح أن العدوان لن يحقق الأمن لإسرائيل، وأن إنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف والدمار على الجانبين، ودعا الجمعية العامة لتحمل مسئوليتها لتوفير الإغاثة الإنسانية، وإصلاح الدمار الذى تعرض له قطاع غزة.
مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: العدوان لن يحقق الأمن لإسرائيل
الخميس، 07 أغسطس 2014 02:01 ص