• مكتب الإرشاد أعطاه تعليمات بأن يحيد الشرطة والإعلام والقضاء ويحابى القوات المسلحة.. وعندما أراد مرسى الرد على انتقادهم له لقلة اتصالاته مع الجماعة أمره الشاطر بـ"الصمت"
• بديع اتفق مع ضباط استخبارات على صرف المعتصمين وفتح صفحة جديدة ثم حرضهم بـ"نفدى الرئيس بأرواحنا وسنعيده للقصر الجمهورى على أكتافنا"
• الشاطر قرر منع مرسى من اتخاذ أى قرارات تخص الدولة إلا بأوامر من مكتب الإرشاد
• مرسى قال للسيسى: "اعملوا ما تريدون.. لكم مطلق الحرية فى فعل ما تريدون" وإذا لم يكن قادة الجيش يخافون على البلد لتحالفوا مع الإخوان وعاشوا سلاطين
ما زالت هناك العديد من الأسرار التى دارت فى حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى منذ أن تولى الرئاسة فى30 يونيو 2012 حتى تم عزله بعد خروج مظاهرات حاشدة ضده وتأييد القوات المسلحة لرغبة الشعب فى 30 يونيو 2013، تتكشف يومًا بعد يوم، وعلى صفحاتها سردت جريدة الشرق الأوسط جانبًا من هذه الأسرار على لسان الزميل الكاتب الصحفى عبد الستار حتيتة، حيث كشفت قيادات سابقة فى مؤسسات مصرية كبرى منها مؤسسة رئاسة الجمهورية عن وقائع ومواقف مجهولة فى حياة عدد من الشخصيات التى ارتبط اسمها بأحداث شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة منهم مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر.
فقال ضابط برتبة لواء يدعى «م.ف» عمل بالقصر الجمهورى خلال فترة حكم مرسى إن "بديع" كان يدير اجتماعات لمكتب إرشاد الجماعة من على مقعد رئيس الدولة بالقصر الجمهوري، وذلك بحضور مرسى، مضيفًا أن الشاطر صرخ ذات مرة بوجه مرسى فى واحدة من هذا النوع من الاجتماعات، الأمر الذى استفز الأجهزة المصرية المعنية، كما أن الشاطر قرر فى اجتماع آخر داخل القصر منع مرسى من اتخاذ أى قرارات تخص الدولة إلا بأوامر من مكتب الإرشاد.
وكشف لواء سابق فى الشرطة العسكرية المصرية، يدعى "ع.خ" عن أن "بديع" نقض اتفاقًا مع الجيش بخصوص فض اعتصام رابعة العدوية وذلك بعدما ألقى القبض عليه فى المرة الأولى فى يوليو بقرية سياحية بمرسى مطروح، وهى واقعة سابقة للقبض عليه فى المرة الثانية بالقاهرة فى أغسطس 2013.
بينما أيد سياسى كان فى موقع رفيع داخل حزب "الحرية والعدالة" يدعى «ح.إ» ما أفاد به لواء فى القصر الجمهورى تحدث للمرة الأولى عن أن صقور جماعة "الإخوان" وأتباعهم فى القصر أظهروا مخاوف من أن يكرر مرسى ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات ضد ما سمى بـ "مراكز القوى"، وينقلب على "الإخوان".
وعن ملابسات القبض على "بديع" للمرة الأولى فى يوليو 2013، قال المسئول السابق فى الشرطة العسكرية إنه فى الساعات الأولى من صباح اليوم الثانى من ذلك الشهر جاءت أوامر بتوقيفه حيث كان يخضع للمراقبة من جانب الأجهزة الأمنية المختصة وذلك منذ فراره من القاهرة فى يونيو عقب حرق المتظاهرين مقرات إدارية للجماعة بالعاصمة، مضيفًا أن بديع كان يقيم فى فيلا بمنتجع «أندلسية» بمرسى مطروح تحت حراسة من ميليشيات مسلحة تابعة لـ«الإخوان»، مشيرًا إلى أن المنتجع نفسه الذى يقع على شبه جزيرة شمال شرقى المدينة مملوك لرجل أعمال على علاقة بالجماعة.
وقال اللواء السابق: "قرار توقيف بديع جاء بعد أن بدأت ميليشيات الجماعة تجهز لتهريبه إلى ليبيا عبر طريق (سيوة – جغبوب) الذى يبعد نحو 300 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة مرسى مطروح، ونحو 60 كيلومترًا عن حدود ليبيا غربًا".
وأضاف أن المعلومات التى كانت لدى الأجهزة الأمنية المصرية تتلخص فى أن «الإخوان» المصريين اتفقوا مع قيادات من إخوان ليبيا (الذين كانوا يحكمون الدولة آنذاك) على استقبال بديع وخمسة آخرين من قادة «الإخوان» وقادة الجماعة الإسلامية (التى عملت لفترة ذراعًا عسكرية لـ«إخوان مصر»)، وأن عملاء تابعين للأمن فى مرسى مطروح يعملون أدلاء بين البلدين نقلوا التحركات التى يزعم المرشد القيام بها، وأن رجال المرشد نفسه شعروا بأنهم مراقبون، فقرروا التعجيل بتهريب بديع إلى ليبيا.
وكانت خطة تهريب المرشد تتكون من شقين، الأول نقله فى سيارة أجرة تنطلق به من قرية «أندلسية» وتتوجه به عبر طريق «علم الروم» إلى ناحية الشرق، أى فى الطريق المتجه إلى الإسكندرية، وذلك للتمويه، ومن ثم الدوران من نقطة الكيلو 28 على الطريق الساحلى الدولى الواقع شرق مدينة مرسى مطروح، للدخول فى الطريق الدائرى الدولى الذى يتوغل فى الصحراء غربًا، حتى يصل عند نقطة الكيلو 15، ومنها يسلك الطريق إلى واحة سيوة جنوبًا، جدير بالذكر أنها مسارات مشابهة لتلك التى سلكها فيما بعد القيادى الإخوانى صفوت حجازى الذى كان يرأس ما يسمى «مجلس أمناء الثورة المصرية»، قبل توقيفه متخفيًا فى سيارة أجرة على طريق سيوة الذى كان يعتقد أنه خالٍ من الأكمنة الأمنية خلال أحداث الفوضى التى كانت تضرب البلاد فى ذلك الوقت من صيف العام الماضي.
أما الشق الثانى فى خطة تهريب المرشد إلى ليبيا، التى كانت الأجهزة الأمنية تراقب تفاصيلها، وفقًا للمصادر، فكان قد جرى تجهيزها على أيدى كوادر إخوانية فى واحة سيوة وعناصر من الجماعة الإسلامية الموالية لها وعدد من مهربى الأسلحة ممن يعملون أيضًا أدلاء فى الدروب الصحراوية التى تربط منطقة سيوة بواحة جغبوب الليبية، وكانت المهمة تتلخص فى استقبال المرشد قبل الدخول إلى الواحة الصغيرة، ونقله بسيارتى دفع رباعى مجهزتين لمسافة 60 كيلومترًا ومن هناك إلى مدينة بنغازي.
وقبل تنفيذ خطة تهريب بديع بساعات، جرى افتعال معارك أمام مديرية أمن محافظة مطروح الواقعة فى الشارع الرئيس فى قلب المدينة، من أجل شغل السلطات الأمنية عن تحركات المرشد، بحسب شهادة اللواء الذى كان يعمل فى الشرطة العسكرية، وذلك فى إشارة على ما يبدو لهجوم محدود بالأسلحة الخفيفة سيطرت عليه قوات الأمن سريعًا فى ذلك اليوم وسط المدينة، وراح ضحيته ما لا يقل عن 4 من المهاجمين الملثمين الذين استخدموا أسلحة آلية فى تنفيذ الهجوم.
وبالتزامن مع هذه الأحداث كانت قوات من الشرطة العسكرية قد تمكنت من شل حركة حراس بديع فى فيلته بمنتجع «أندلسية»، ونقلته فى مدرعة تابعة للجيش إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الغربية الواقعة غرب مطار المدينة.
وفى تلك الأثناء كان الألوف من جماعة «الإخوان» والموالون لها يواصلون الاعتصام وتحدى القادة الجدد للدولة فى ميدانى رابعة والنهضة بالقاهرة وخلالها تسربت أنباء عن القبض على المرشد فى «أندلسية»، لكن جرى نفيها فى حينها.
وتابع المصدر فى تصريحات لـ"الشرق الأوسط" حسبما نشرها الزميل والكاتب الصحفى عبد الستار حتيتة، قائلاً: فى تفاصيل يكشف عنها النقاب للمرة الأولى، إن بديع ظل محتجزًا فى قيادة المنطقة العسكرية الغربية لمدة يومين وجاءته خلال إقامته لجنة من القاهرة تضم خمسة بينهم ضباط فى الاستخبارات، وأجروا معه حوارًا استغرق أكثر من 6 ساعات على فترات متفرقة طول فترة احتجازه، وجرت معاملته معاملة طيبة، وأنه فى بعض الأحيان كانوا يتناولون طعام الغداء أو العشاء والمرطبات والشاى معًا على مائدة واحدة، وفتحوا معه كل القضايا التى تواجه مصر والمنطقة والعالم، وقدموا له ما يثبت ارتكاب مرسى أخطاء جسيمة فى إدارة الدولة، كما عرضوا عليه مقاطع فيديو يظهر فيها ملايين المصريين ممن خرجوا فى الشوارع والميادين مطالبين بخروج «الإخوان» من الحكم.
وتابع قائلا: إن أعضاء اللجنة أفهموا بديع أن الأجهزة المختصة تريد فقط أن تحافظ على الدولة المصرية، وتتحاشى الدخول فى صدام يسقط فيه ضحايا مع أى جماعة أو مجموعة، وأخطروا المرشد العام لـ«الإخوان» أيضًا بأنه "لا يوجد لدينا أى مشكلة إلا أن نحافظ على البلد.. ستخرج وتتحدث مع الناس.. نحن لا نريد أن نلقى القبض على أحد ولا أن نقتل أحدًا".
وكان المطلوب من بديع حال موافقته على العرض الذى تقدمت به لجنة التفاوض، أن يلقى كلمة فى ميدان رابعة العدوية يصرف بها المعتصمين، ويفتح الطريق لصفحة جديدة فى التعامل بين الدولة والجماعة، دون أن يكون هناك تفكير حتى ذلك الوقت فى حظر «الإخوان» أو إصدار قرار حكومى قضائى بأنها "منظمة إرهابية"، كما لم تكن السلطات قد أحالت أيًا من القيادات الكبيرة للتحقيق فى النيابة العامة.
ويقول المصدر، وهو لواء سابق فى الجيش، إن بديع وافق على العرض، وأبدى مرونة، وابتسم عدة مرات وهو يهز رأسه بالموافقة، وأظهر أيضًا تفهمًا لكل الأطروحات التى قدمها له رجال اللجنة، وعليه جرى توصيله بطائرة عسكرية إلى مطار تابع للقوات المسلحة بالعاصمة ومن هناك جرى نقله بواسطة سيارات تابعة للسلطات حتى باب بيته فى القاهرة، لكى يتهيأ للنزول بعد ذلك إلى ميدان رابعة لإلقاء الخطاب، بعد يومين أو ثلاثة، كما هو متفق عليه.
ويضيف أن الأجهزة المعنية كانت تراقب ما سيقوم به المرشد، إلا أنه بعد أن مكث فى بيته بدأ فى التشاور مع باقى قيادات (الإخوان)؛ منهم الشاطر وغيره من الجناح القطبى المتشدد، مثل عصام العريان ومحمد البلتاجى، وتوصلوا لطريقة تتعلق بترتيب وصوله من منزله إلى ميدان رابعة، وقالوا له لو جئت هكذا، سيفكر الجميع أن هناك أمرًا غير طبيعى وراء الموضوع، وبالتالى عليك أن ترتدى ملابس امرأة منتقبة وتأتى فى سيارة إسعاف، جرى توفيرها له عن طريق أعضاء فى (الإخوان)، وأن تدخل داخل الاعتصام كأنك جئت متخفيًا، وذلك حتى يكون هناك نفى كامل لما تردد عن أن السلطات ألقت القبض عليك فى مرسى مطروح، أو أنك كنت تخطط للذهاب إلى (الإخوان) فى ليبيا.
وتابع المصدر أن بديع صعد على منصة رابعة العدوية، وبدلاً من الالتزام بالاتفاق، ألقى كلمة تحريضية أمام آلاف المعتصمين، قال فيها: "أنا لم أفر، ولم يقبض علي، ونحن نفدى الرئيس مرسى بأرواحنا وسنعيده للقصر الجمهورى على أكتافنا"، واختفى بديع بعد ذلك، إلى أن جرى القبض عليه فى شقة كان مختبئًا فيها، يوم 20 أغسطس 2013، فى منطقة سكنية مجاورة لمقر الاعتصام فى شرق القاهرة، أى بعد فض اعتصام رابعة بنحو ستة أيام، ويواجه بديع منذ ذلك الوقت حتى الآن تهمًا بالتحريض على القتل وقطع الطرق وغيرها، مع المئات من قادة وكوادر "الإخوان".
وعلى جانب آخر، يذكر اللواء «م.ف» الذى عمل بالقرب من مرسى داخل القصر الجمهوري، أنه حين بدأ الشارع المصرى يتجه إلى الهدوء خلال الشهر الأول لتولى مرسى السلطة فى صيف 2012، بسبب انفتاحه على القوى السياسية ومع كبار قادة الجيش والأمن والإعلام، شعر مكتب الإرشاد بالقلق مما بدا له أنه ابتعاد من مرسى عن الجماعة.
واستطرد المصدر قائلاً: "بعد شهر من حكم مرسى، الدولة هدأت قليلاً، وبدا أن الجميع رضخ للأمر الواقع، بمن فى ذلك خصوم مرسى و(الإخوان) فى الانتخابات الرئاسية، وأصبح الرئيس الجديد يقابل القيادات السياسية بمن فيهم مرشحون سابقون للرئاسة، واستقبل إعلاميين وكتابا وصحفيين وغيرهم كما كانت العلاقة بينه وبين الأجهزة الرئيسية مثل الجيش والشرطة والقضاء والإعلام على ما يرام والكل استبشر خيرًا وقال الجميع إننا قد أصبح لدينا رئيس جديد منتخب لمدة 4 سنوات".
وحسبما يقول المصدر، أنه فى تلك الأيام اجتمع قادة «الإخوان» وقد شعروا بالقلق بسبب ابتعاد مرسى عن الجماعة وتمضية معظم ساعات النهار فى القصر الجمهورى مع قيادات رسمية من الأجهزة المعنية فى الدولة، ويقول: "وصلت لنا معلومات أن مكتب الإرشاد أخذ يتحسب من أن مرسى يسير فى اتجاه الدولة، والدولة ستأخذه من (الإخوان)، وأنه يمكن أن ينقلب على الجماعة كما انقلب السادات على القيادات التى كانت معه، مثل سامى شرف وعلى صبرى".
وأشار المصدر إلى أن ما زاد من مخاوف مكتب الإرشاد أن وصول مرسى للحكم كان مثل وصول السادات للحكم..«حين مات عبد الناصر كانت القيادات الموجودة كلها قيادات كبيرة ومخيفة، بينما كان الضعيف بينهم هو السادات..ولو أنهم كانوا اختاروا مثلاً شعراوى جمعة -وزير الداخلية وقتها- كان سيقف له سامى شرف (وزير شئون رئاسة الجمهورية) وبالتالى اتفقوا على اختيار السادات على أساس أنه الأقل نفوذًا وتحت أيديهم، بينما فى الحقيقة كان السادات ينتظر اللحظة المناسبة حتى جاءت فوضعهم فى السجون.
وبالمثل كان نفوذ مرسى ضعيفًا داخل مكتب الإرشاد مقارنة بالكبار من أمثال الشاطر ومحمود عزت وبديع نفسه، مشيرًا إلى أن مرسى قبل أن يصبح رئيسًا، كان يقوم بمهام ثانوية لقادة «الإخوان»، تجعل إمكانية التجرؤ عليه من مكتب الإرشاد قائمة، وأنه بعد أن أصبح قائدًا للدولة، بدا أن ثقة الجماعة فيه ليست على ذلك القدر الذى قد يتصوره البعض.
ويتابع المصدر نفسه قائلاً: «وصلنا أن قيادات مكتب الإرشاد كانت تتخوف من هذا الموضع وتضع تجربة السادات مع القيادات السابقة للنظام فى الحسبان، وعلى هذا قام مكتب الإرشاد بعقد اجتماع فى مقره فى المقطم، برئاسة بديع، وكان الشاطر أبرز الموجودين فيه حيث أبدى قلقًا من تصرفات الرئيس (الإخواني)، وعدم اتخاذه أى خطوات ترضى الجماعة ومكتب الإرشاد، لا من خلال طلب المشورة ولا من خلال عرض نواياه التى يريد أن يبنى عليها طريقة إدارته للدولة، وعلى ذلك قرر مكتب الإرشاد فى ذلك الاجتماع الذى عقد فوق هضبة المقطم، التوجه إلى مرسى فى القصر الجمهورى، كان هذا أول اجتماع فى مقر دار الحكم الجديدة التى ينعم فيها مرسى بالحراسات والخدم والمستشارين، وعقد هذا الاجتماع الأول من نوعه فى مطلع أغسطس عام 2012، فى قاعة المقابلات المخصصة لكبار زوار الرئيس، وهى قاعة واسعة فيها نحو 20 مقعدًا إضافة لكنبة موجودة بجوار المقعد المخصص للرئيس.
ويقول المصدر الذى كان شهد على هذه الواقعة وشهد أيضًا عددًا من الاجتماعات الأخرى المشابهة لجماعة «الإخوان» فى القصر: «دخل الشاطر أولا، وقام بفتح ذراعيه على آخرهما وتقديم المرشد بديع لكى يجلس على مقعد الرئيس، ثم دخل عصام العريان، مسئول المكتب السياسى لـ(الإخوان)، ومحمود غزلان الأمين العام السابق للجماعة.. وغيرهم.
كان عدد المجتمعين يتراوح بين 7 و9 فى وجود مرسى نفسه، وكانت وظيفتى أن أكون فى ظهر الرئيس طول الوقت، ولهذا لم يكن من السهل إبعادى عن باب قاعة الاجتماع، بينما كان يحظر على أى من العاملين فى القصر تقديم المرطبات أو الدخول للقاعة أو الاقتراب من الاجتماع، وكان عدد من (الإخوان) ممن جرى تعيينهم للعمل داخل القصر هم من يقومون بالمهمة، سواء تقديم الشاى أو النعناع الأخضر المنقوع فى الماء الساخن، وهو مشروب يفضله الشاطر وغزلان.. كما حضر هذا الاجتماع أيضًا، أى الاجتماع الأول لـ(الإخوان) فى القصر، محمد البلتاجي، رغم أنه لم يكن عضوا فى مكتب الإرشاد.
وجلس بديع على الكرسى المخصص لرئيس الدولة، وبجواره الشاطر الذى جلس على الكنبة المجاورة لمقعد الرئيس والمخصصة عادة للشخصيات الكبرى التى يستقبلها رئيس البلاد، ثم جلست المجموعة الأخرى على باقى المقاعد، بينما جلس مرسى فى آخر كرسي، أى الذى كان يوجد فى مواجهة المنضدة ناحية باب الخروج والدخول.
وبدأ المجتمعون فى الكلام، وتوجيه الانتقادات على تصرفات مرسى وقلة اتصالاته مع الجماعة، وحين أراد مرسى أن يرد، تصدى له الشاطر، وأمره بالصمت، وأخطروه بأن قيادات مكتب الإرشاد ستجتمع فى هذه القاعة الرئاسية كل يوم خميس، وطلب منه قادة (الإخوان) أيضًا، على لسان الشاطر، ألا يجرى أى اتصال أو مقابلة مع أى أطراف داخلية أو وفود خارجية، (إلا بمعلومة من عندنا وتتخذ القرار الذى نبلغه لك)، وفقًا للمصدر نفسه.
وذكر اللواء الذى عمل بالقرب من الرئيس الإخوانى طوال مدة رئاسته المضطربة، ملابسات الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى فى 21 نوفمبر 2012، وتسبب فى عاصفة من الغضب الشعبى أطاحت بحكمه فى نهاية المطاف.
ولم يلق مرسى الإعلان الدستورى ولكن المتحدث باسم الرئاسة، وهو رجل من جماعة «الإخوان»، هو من قام بالمهمة، حيث قام باستدعاء طاقم المصورين فى التلفزيون الرسمى الموجودين فى القصر، وقام بتسجيل البيان وإرساله لكى يجرى بثه فى قنوات التلفزيون الحكومى والقنوات الخاصة أيضًا، ويوضح المصدر قائلاً: إن مرسى لم يكن قد قرأ الإعلان ولا يعرف عنه شيئًا إلا بعد أن تسبب بثه فى ردود فعل غاضبة على القنوات وعلى المواقع الإخبارية على الإنترنت، فى مساء اليوم نفسه.
ويضيف أن ما حدث من ملابسات قبل كشف النقاب عن الإعلان الدستوري، سار على النحو التالي: تلقى مرسى اتصالاً من مكتب الإرشاد وأعلمه أنه كتب إعلانًا دستوريًا ووافق عليه، وأنه سيرسله لياسر على الناطق الرسمى باسم رئاسة الدولة، وأنه قام بإخطار (علي) لكى يلقيه كبيان رئاسى ويرسله لكى يبث فى التليفزيون، وأن مرسى حين اتصل وسأل الشاطر عما يحويه الإعلان، أجابه قائلا له: ستعرف من التلفزيون، وهو ما حدث فيما بعد".
وتابع المصدر قائلا: «أعتقد أن مرسى لو كان قد قرأ الإعلان الدستورى لما مرره، لأنه يتضمن تحصينًا لقراراته السابقة واللاحقة، وهذا أمر لم يكن ليمر دون مشاكل مع العديد من الأطراف فى الدولة، خاصة القضاء والأحزاب السياسية، شعرت أن مرسى أصيب بإحباط، وبدا حائرًا، لكن الاتصالات بدأت تتوالى من قادة (الإخوان) لطمأنته، وقالوا إنهم سيرسلون الآلاف من عناصر «الإخوان» لتأييد الإعلان الدستورى فى الميادين والشوارع وأمام الصحف والقنوات التليفزيونية الموالية للجماعة».
وأوضح "المصدر" أن من بين التعليمات الأخرى التى وجهها مكتب الإرشاد لمرسى وجرى إبلاغها له فى لهجة وطريقة حاسمة لا تقبل النقاش أو التشاور، هى أن يبتعد عن رؤساء الأجهزة الذين كانوا يدخلون ويخرجون من القصر وقتما شاءوا وطلب منه أيضا أن "يحيد الشرطة والإعلام والقضاء"، وأن "يحابى القوات المسلحة بقدر المستطاع".
ويؤكد مصدر عسكرى آخر هذه المعلومات، ويزيد عليها قائلا إنه لهذا السبب بدأ مرسى فى ذلك الوقت فى التقرب من قادة الجيش.
ويشير فى هذا الصدد إلى رواية ظلت متداولة بين القيادات العليا فى القوات المسلحة أيام حكم "الإخوان"، مفادها أن مرسى تحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسى حين كان وزيرًا للدفاع، وقال له: "اعملوا ما تريدون.. لكم مطلق الحرية فى فعل ما تريدون"، ويضيف هذا المصدر: "لو لم يكن قادة الجيش وعلى رأسهم السيسى خائفين على مصر لتحالفوا مع (الإخوان) وأصبحوا سلاطين يفعلون ما يشاءون".
أسرار الحكم فى عهد الإخوان..قيادات الإرشاد أبلغت مرسى باجتماعها بالقاعة الرئاسية كل خميس..بديع كان يجلس على مقعد الرئيس..المعزول لم يعرف شيئًا عن الإعلان الدستورى..والشاطر قال له:"ستعلم من التليفزيون"
الخميس، 21 أغسطس 2014 09:19 م
الرئيس الأسبق محمد مرسى ومحمد بديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed ali
اصحي يا نائب ياعام ، قضيه مضمونه (عكس حفلات البرائه) ، إنتحال وظيفه رئيس جمهوريه بدون حق !
-
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين محمود
? عهد لهم و? زمة
عدد الردود 0
بواسطة:
طه
المعزول
المعزول كان نكتة --الحمد لله انه مشى
عدد الردود 0
بواسطة:
أم مصريه
لا تلوموا الخرفان على مافعلوه .. لوموا الأوغاد اللى وصللوهم لكده فى فرمونت
عدد الردود 0
بواسطة:
adm
اشتون
عدد الردود 0
بواسطة:
انسان
خطورة التمويل
عدد الردود 0
بواسطة:
ايوب مصر
صحيح لم يكذب من اطلق عليك الاستبن
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا
الحمدالله انه في مصر رجال
عدد الردود 0
بواسطة:
كانت سنة سودة سود الله وجوهكم
محمد طرشي والأربعين حرامي. ،،، بل زنلطحية في رياسة الجمهورية
،
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤمن افندى
انا مسلم وبس!!!