كشفت حادثة هروب سجينين اثنين من سجن ترحيلات المستقبل بالإسماعيلية، عمق مشكلة أمنية لضلوع شرطيين فى الهروب، فهذا المكان يخضع لحراسة مشددة لوجود سجناء سياسيين وجنائيين خطيرين، بالإضافة إلى محكوم عليهم بالإعدام فى حادث قتل مشجعى النادى الأهلى فى فبراير 2012.
ويقبع خلف القضبان ما يقارب 450 سجينا- تقول مديرية أمن الإسماعيلية إن أغلبهم متهمون بالإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وسجناء جنائيون.
عدد السجناء الحاليين ضعفى سعة السجن الأساسية التى تقدر بـ 150 سجينا فقط، مما اضطر إدارة السجن إلى تكديس السجناء فى الزنازين وحبس الباقين فى الطرقات بين العنابر - حسب مصدر أمنى من قوة تأمين السجن.
وبنى السجن فى التسعينيات من القرن الماضى بمدينة المستقبل – 10 كيلو مترات – غربى مدينة الإسماعيلية ليصبح كسجن ترحيلات، قبل نقل السجناء إلى سجن عمومى لقضاء مدد الحكم، ولكنه تحول فى الفترة ما بعد 30 يونيو، إلى مقر لإقامة سجناء جدد بعد ارتفاع عدد الملقى القبض عليهم بتهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
ويقيم فى السجن 18 متهما من مدينة بورسعيد على ذمة قضية مقتل مشجعى النادى الأهلى، فى 2012، والتى يعاد المحاكمة فيها الآن بعد الحكم بالإعدام على 21 متهما منهم.
ويقول محمد حنفى محامى بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية "سجن المستقبل يحتاج إلى رقابة أكبر، لما يحدث من انتهاكات به، كشفتها واقعة الهروب".
وكشفت معاينة النيابة العامة للسجن وجود ما وصفته بـ"الإهمال الجسيم" داخل السجن بدخول مواد مخدرة لعنابر المساجين الجنائيين، ووجود أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف داخل عنابر المحبوسين سياسيًا.
وقال مصدر أمنى - فضل عدم ذكر اسمه - إنه اكتشف أن المواد المخدرة والهواتف المحمولة تدخل إلى السجناء أثناء الزيارات داخل أطباق الطعام، بتسهيلات من أمناء وأفراد الشرطة.
وذكرت تحقيقات النيابة أن "هناك مذكرة أرسلت من السجن إلى مديرية أمن الإسماعيلية لتركيب أجهزة تشويش على شبكات الهواتف داجل السجن ولكنها لم تجد ردا حتى الآن".
وأمرت النيابة بحبس العميد وائل عزام، مأمور سجن الترحيلات وأحد عشر ضابطا وشرطيا على ذمة التحقيق معهم أمام النيابة فى تقصيرهم وضلوع شرطيين فى تهريب السجينين.
وقال مأمور سجن الترحيلات فى تحقيقات النيابة معه، إنه تقدم بطلب من اللواء محمد العنانى، مدير أمن الإسماعيلية السابق، بزيادة قوة تأمين السجن ودعمه بأساليب حديثة فى المراقبة، ولكن الطلب لم يستجب له.
ووجهت النيابة تهم تهريب سجناء وتقاضى رشوة والتربح لأمين الشرطة وتهم الإهمال الجسيم والتقصير فى العمل لمأمور السجن ونائبه ومعاون مباحث القسم وأفراد شرطة وأمين كانوا موجودين أثناء عملية التهريب.
وتعكف النيابة العامة حاليا على فحص ذاكرة كاميرات التصوير والمراقبة الخاصة بالسجن، للوقوف على تفاصيل خطة الهروب.
تعرض السجن إلى هجوم مسلح فى أحداث الانفلات الأمنى فى يناير 2011، ولكن الهجوم لم ينجح فى تهريب أى من المساجين، وارتفعت قدرات قوات التأمين ثلاث مرات منذ 2011، مرة فى مارس 2013 مع قدوم متهمى "ستاد بورسعيد"، فيما شددت القوات المسلحة وقوات الأمن قدرة التأمين عقب 30 يوليو، بغلق طريق المستقبل المواجة للسجن، واستغلال أحد مبانى دار الأيتام الحكومى الملاصق للسجن لإقامة قوة التأمين.
موضوعات متعلقة..
فى واقعة هروب سجينين بالإسماعيلية.. تحقيقات النيابة: اثنان من أمناء الشرطة بسجن "المستقبل" توليا تهريب المحكوم عليهما بالإعدام.. وزير الداخلية يقرر إحالة المتورطين فى الواقعة للاحتياط للصالح العام
بعد هروب محكوم عليهما بالإعدام.. اليوم السابع يكشف ما وراء قضبان سجن المستقبل بالإسماعيلية.. العنابر تمتلئ بضعف عدد السجناء المسموح به.. والنيابة: مخدرات وهواتف بالوجبات.. وتعرض لهجوم مسلح فى 25 يناير
الخميس، 31 يوليو 2014 02:07 ص