قبل أن تغرب شمس كل يوم من أيام شهر رمضان بلحظات، وبينما يسرع المسافرون على طريق القنطرة العريش سيرهم، ليصلوا منازلهم، أو أقرب كافتيريا لتناول الطعام، يضطرون مجبرين للتوقف بأمر الشباب على هذه الطرق، والذين ينتشرون، بعضهم يحمل وجبات جاهزة، وآخرين مشروبات باردة وتمر ومياه يلقون بها للصائمين المسافرين الذين يفاجئون بهم طول الطريق قبالة كل قرية، بينما تقف مجموعة أخرى من الشباب تجبر المسافرين على النزول، وتناول الطعام على مائدة إفطار وسط مدينة بئر العبد.
هو تسابق لعمل الخير بغية إفطار صائم من عابرى السبيل، هذا التسابق يشارك به عشرات من الشباب من مختلف مناطق بئر العبد، والذين يعتمدون على وجبات تعدها أمهاتهم فى البيوت، بينما هم يسارعون لتقديمها للمسافرين مبتغين الثواب فى هذا الشهر الكريم.
قال سالم محمد، أحد الشباب، إن هذه العادة قديمة، وأصبحت تتوارثها الأجيال، وننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لنقوم بهذا العمل، الذى يبدأ قبل موعد الإفطار بنحو ساعة إلى أن يحين موعد الأذان، وخلاله يتجمع الشباب فرادى ومجموعات على طول الطريق، ويقومون بعمل حواجز وتوقيف السيارت، ومناولة من بها بما يجود عليهم من بيوت أهل القرى وعمل الشباب.
وقال إسليم الديقيلى من قرية النصر، نعتبرها فرصة لاقتناص ثواب إفطار صائم، ونقوم بإحضار أشياء بسيطة من البيوت ومجهودات ذاتية كل على قدر استطاعته.
وفى مدينة بئر العبد التى تقع على هذا الطريق، قام الأهالى بعمل مائدة إفطار بجوار الطريق يدعون إليها كل مسافر، وقال منصور سليمان، أحد المشرفين على هذه المائدة أنها تستقبل يوميا من 200 إلى 300 مسافر، ومقامة بمجهودات الأهالى، فالمزارعون يتبرعون بما عندهم من خضروات وفواكة وكذلك التجار، وتجمع جميع هذه الأشياء، وبمساهمات مادية أيضا، يقوم طباخ بتجهيزيها يوميا، ويتطوع نحو 20 شاب فى نقلها ودعوة المسافرين لها.
وأشار أحمد أشتيوى، أحد الشباب، إلى أن الجميع يتسابق ويتطوع لعمل الخير، ويؤثرون على أنفسهم تناول طعام الإفطار فى بيوتهم مع أسرهم، ويقضون الوقت على قارعة الطريق السريع، ينتظرون المسافرين، ليجبروهم بالعشم على تناول الإفطار على موائدهم التى يقضون نهارهم فى التجهيز لها.
بالفيديو.. المتطوعون يتسابقون لاقتناص ثواب إفطار صائم على طرق سيناء
الخميس، 03 يوليو 2014 07:51 م