لاعتبارات اجتماعية واقتصادية عديدة، انتهت تلك المشاهد التى اعتدنا على الاستمتاع بها على شاشات التليفزيون فى أفلام الزمن الجميل، حين كانت الفتاة بمثابة التاج الذى يسعى الجميع للوصول إليه ملتمسين فى ذلك شتى الطرق، وأصبح العريس هو الفانوس السحرى الذى تسعى خلفه الفتيات وتكرس حياتها للارتباط به.
وترى جهاد جمال (طبيبة) السبب فى ذلك أن "الزواج غريزة وفطرة عند كل الفتيات وهذا يجعلهن يبحثن عنه لإشباع احتياجاتهن العاطفية والمادية والمعنوية، كذلك نجد أن للأهل تأثير سلبى على الفتاة يجعلها تتسرع فى أمر الزواج هربا من العنوسة، وهذا التسرع يؤدى إلى الاختيار الخاطئ وبطبيعة الحال إلى الفشل".
من جانبه أرجع الشاب مصطفى عكاشة (مهندس) الصراع لأكثر من سبب، أولاً الرغبة فى الاستقرار، ثانيا كثرة المشاكل الاجتماعية التى تؤثر على الفتاة وتجعلها تفكر فى الزواج سريعًا هربًا من بيت الأهل، ولكننا لا نستطيع أن نحكم على هذا الزواج بالفشل أوالنجاح فهذا يتوقف على اختيار الفتاه للزوج المناسب".
أما "ندى" طالبة جامعية، تقول: "أغلب الفتيات فى هذا العصر يلجأن إلى الحيل والخطط للإيقاع بالشباب ولا يشغلن تفكيرهن إلا فى أمر الزواج فقط، وهذا أمر خاطئ، لأن الحياة بها الكثير من الأمور التى يجب التركيز عليها وفى النهاية الزواج قسمة ونصيب".
وتقول أخصائية الاستشارات الأسرية "أسماء حفظى" أن الخطأ فى هذا الموضوع ليس خطأ الفتاة، فما هى إلا وعاء وضعت فيه تلك الأفكار والمعتقدات والمخاوف، فنرى الأم منذ نعومة أظافر الفتاة تبث فيها الحماس للحصول على شاب ذكى ووسيم وذو مركز مرموق، وتلقى لها بالأمثلة من الفتيات التى سبقتها إلى الزاوج وتثنى عليهن وعلى قدراتهن على الإيقاع بالزوج المناسب قبل أن يفوتهن قطار الزواج.
فتصبح الفتاة فى تحد مع نفسها حتى تحقق المراد بأى وسيلة، وهنا يتحول الفتى والزواج بالنسبة لها بمثابة الفانوس السحرى الذى سيحقق لها أحلامها.
ونتيجة لذلك تتفتت القيم والمبادئ والقيود تدريجياً فى سبيل تحقيق الهدف المنشود، وهنا تنشأ العديد من الخلافات بين الفتيات، والسبب الأساسى فيها هو الشباب أو فتى الأحلام.
وتؤكد أن الرجال قوامون على النساء ولهم كل الاحترام والتقدير، فهم نصف المجتمع، هم الإخوة والعون والسند هم الشريك والرفيق، ولكن كل هذا نصف حياة فأين الفتاة من طموحها وتحقيق رسالتها التى خلقها الله لأجلها؟.
وتنصح الفتيات "احلمى وطوفى الدنيا بحثاً عن ذاتك وليكن لكل وقت أذان كما يقول المثل"، فقبل الزواج أنت مشروع مستقبل قد يغير حياة الأمم، وبعد الزواج أنتى مدرسة تعد أجيال للمستقبل وشريكة تعين شريك الحياة على مصاعبها ومتاعبها.
استشارى أسرى: نظرة المجتمع وشبح العنوسة يقودان إلى زيجات متسرعة فاشلة
الثلاثاء، 29 يوليو 2014 09:10 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة