بإحدى المحلات الصغيرة فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، ستجده يقف بين هذه الأقنعة التى تنقل إلينا ثقافة شعوب لا نعرف عنها الكثير، يحكى "محمد عبد التواب" عن هذه الأقنعة ولماذا اهتم بالعمل بها فقط دون غيرها قائلاً: "رأيت هذه الأقنعة فى أكثر من مكان هنا فى شارع المعز، ولكن كانت ليست جيدة الصنع، كما أن المعروض منها ليس كثيرًا، فقررت أن أتخصص فى تجميع الوجوه الأفريقية جيدة الصنع، فهى تعتبر أيضًا من الديكورات غالية الثمن، فكل وجه هنا يعبر عن بلدة معينة فى أفريقيا، كذلك لدى الكثير من الأحجام والخامات، وعلى الرغم من أن هناك محالاً كثيرة تقوم ببيعها، إلا أننى أملك التنوع والكمية الأكبر، فيأتى إلىَّ سياح من جميع أنحاء العالم، لأنهم يعتبرون هذه الأقنعة من التحف الثمينة الواجب اقتنائها".
ويضيف محمد، "الأقنعة الأفريقية دائمًا ما تعبر عن مغزى ما، وهذا هو سبب حب السياح الأجانب لها، فهناك قناع يعبر عن الحزن ويتم تصنيعه بطريقة معينة حتى تظهر ملامح الوجه بهذه الطريقة، كما أن هناك وجوهًا تُعبر عن الرقص ويتم استخدامها هناك فى أفريقيا فى الحفلات والمهرجانات، كما أن الكثير منها يعبر عن التدين، أنا دائمًا أبحث عن القطع الأصلية لأنه يوجد فى الأسواق هذه الأقنعة التى تستخدم فى الزينة والديكور، ولكنها تختلف كثيرًا عن الأصلية".
ويشير، "هى فى الأساس تكون مصنوعة من الخشب، فيكون وزنها فى الغالب ثقيلاً جدًا، ووالدى هو من بدأ فى جمع هذه الوجوه وشرائها من خارج مصر منذ سنوات عدة، حتى أصبح لدينا أكبر المحال فى شارع المعز مهتمة فقط بهذا النوع من الأقنعة الأفريقية".


