محمد صبرى درويش يكتب: ماذا يعنى وجود عاصمة إدارية جديدة ؟

باتت القاهرة أكثر تكدسًا، وباتت أزمات المرافق بشكل عام تمثل تحديًا كبيرًا للحكومة، وظلت أزمة الإسكان محل مشكلة لسكان القاهرة الكبرى، وأصبحت فرص توفير الخدمات بالشكل اللائق والأدمى لقاصدى القاهرة هى فرص قليلة، نظرًا للزحام والكثافة السكانية العالية.

أرى مصر الآن تنطلق نحو أوروبا جديدة بعاصمة إدارية جديدة، وبيئة عمل متكاملة حديثة وعالية التقنية وتخطيط عمرانى عالى الجودة يعكس تحضرًا وتمدنًا يُضاهى التطور العمرانى الحديث فى دول العالم المتطور.

كما أن نقل الوزارات وبعض الجهات الحكومية "سيرحم" القاهرة الكبرى من ويلات الكثافات المرورية التى انقضت عليها فى العقد السنوى الماضى، ويستطيع سكان الأقاليم الوصول للخدمات بطرق مباشرة بعيدًا عن الزحام فى عاصمة جديدة أو لؤلؤة معمارية جديدة تنير ما بين السويس والقاهرة وتعكس حضارة ونظافة ورقى فى شتى ومختلف مقاصد الدولة.

أرى الدولة المصرية الآن حكومةً وشعبًا ينطلقون نحو سيناء فى تدشين هذه العاصمة الإدارية الجديدة، وهى فاتحة خير لتطوير سيناء والزحف نحو تنميتها وتنمية محور قناة السويس، وهى إنطلاقة مصرية جديدة نحو الشرق تعكس قوة عمل وإرادة لشعبٍ لا يتوقف أبدًا عن صنع الحضارة .

بلا أدنى شك عاصمة إدارية جديدة لمصر تعنى حضارة مصرية جديدة تُدشن على أرض وطننا بسواعد أبنائها وعِلِمِهم، والفكرة ليست جديدة وهى مطلب شعبى خصوصًا لسكان القاهرة منذ سنوات مضت، ولكن ربما لم تسمح الفرصة لذالك، والآن مصر تنطلق نحو ركب العمران الحديث، وربما هناك بعض العوائق فى مصادر التمويل لكن العوائد الاستثمارية المتوقعة أرى أنها ستجذب تمويلًا كبيرًا للعاصمة الجديدة سواء بدخول التمويل عن طريق الاستثمار المباشر أو غيره.

خيرٌ كثير ينتظر مصر واستثمارات كثيرة وفرص عمل كبيرة تتوالى إن شاء الله لشعب مصر عقب بدء العمل فى هذا المشروع العملاق الذى يقتلنا الشوق لرؤيته ينفذ على أرض الواقع دون تأخير أو وقتٍ يُهدر.

حضارتنا حتمًا ستعود إلينا وريادتنا نحن الأجدر بها وتاريخنا يثبت كل يوم أن ما تمر به مصر ليس انكسارًا ولكنه مجرد أزمات عابرة تنتهى فقد فى الوقت الذى يقرر شعبها ذالك.