وقفت "نهال" مترددة أثناء سؤال مكتب تسوية المنازعات لها للمرة الأخيرة قبل أن يبت القاضى بالدعوى "هل أنتى متأكدة من رغبتك بالانفصال عن زوجك"، فانهارت وانسالت الدموع من عيناها بعد أن لاحت برأسها الذكريات الجميلة التى جمعتها وحبيبها ولأول مرة تهرب من فمها الكلمات وكأنها فقدت النطق ونظرت باتجاه "خالد" الذى كان يمسك قلبه بيده، خوفا من ضياع أجمل سنوات حياته ومحاولات الصلح التى ما زال يقوم بها حتى قبل دخوله للمكتب بقليل "هذه هى قصة الزوجين من داخل محكمة الأسرة بإمبابة وفى دعوى الخلع التى حملت رقم 16754 لسنة 2014.
البداية كانت عندما تعرف "خالد" على "نهال" التى تقدمت لتشغل وظيفة فى الشركة التى يعمل بها جمعتهما صداقة وأخوة دامت كثيرا فكانوا مقربين والجميع لاحظ ذلك إلا أصحاب قصة الحب نفسها، فهم كانا يفضلان الصداقة عن متاهات الحب وعذابه يفضلون الأخوة التى لا تفرق بينهما، خوفا من التلازم التى تصاحب أى قصة حب من "غيرة وعناد وشك وخنقة"، من الممكن أن تصبيهما .
تطورت مع الأيام قصتهما فقام كل منهما بالاعتراف، وقررا أنهما لن يتحولا إلى النماذج المعتادة وسيشكلان مثالا مختلفا عن الآخرين، وبالفعل تمت الخطبة وبدأت التحضيرات لحفل الزفاف وهم غارقين فى سعادة يحسدهما الجميع عليها إلى أن جمعهما منزل واحد فى ليلة تعتبر بالنسبة لكليهما حلم طالما تخيلاه سويا فمرت الليلة بين توتر جمعهم من كثرة الفرحة وحب وانسجام ومودة بعد أن بدءا حياتهما بركعتين لله ليبدأ مرحلة جديدة فى كنف الله عز وجل .
مرت أيام العسل وجاءت الحياة بظروفها الصعبة وحاول كل منهم أن يجعل همه إسعاد الآخر والحفاظ على ذلك الشىء الجميل الذى جمعهم ولكن "تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن"، بعد أن دبت إلى حياتهما الهادئة البسيطة الخلافات، بسبب تدخل كل من أهلها وأهله فى المشاكل البسيطة التى لا تخلو منها أى منزل وبعدها تضخمت الأمور إلى أن عرف الشيطان طريقه إليهما وأصبحت علاقتهما تشوبها الكثير من عدم التفاهم والصخب وقررت الزوجة "نهال" ترك المنزل له دون إبلاغه وهنا انهارت قصة حبهما ووقعا فى فخ الخلافات وذهبت الزوجة لمحكمة الأسرة لتفاجئ زوجها بدعوى الخلع .
بدأ الزوج محاولة استيعاب الصدمة وقرر أنه لن يتخلى عنها رغم عظم الذنب الذى فعلته فى حقه وحاول بكل الطرق أن يرجعها ولكن "الذن على الودان"، علها تواجه بالرفض إلى أن وقفت أمامه بمكتب تسوية المنازعات لتستجيب لتوسلات زوجها "خالد" بعد أن نظرت فى عينيه المليئتين بالحب، وقالت لمسئول مكتب التسوية، لا غير متأكدة برغبتى فى الانفصال لترجع روح زوجها مرة أخرى إلى جسده".
تم التنازل عن الدعوى أمس الأحد وإنهاء جميع الإجراءات القانونية أمام محكمة الأسرة بإمبابة.
"نهال" بمكتب تسوية المنازعات تنهى خلاف دام 9 أشهر وتتنازل عن الدعوى.. الزوجان عاشا قصة حب لمدة 6 سنوات من الخلافات وتدخل الأهل سبب لجوء الزوجة لخلع زوجها
الإثنين، 30 يونيو 2014 03:21 ص