لحظات من الرعب عاشها المغاربة وتحديدا فى إقليم آسفى غربى مملكة المغرب ؛ بالتزامن مع جريان سيول واجتياح فيضانات شوارع الإقليم؛ وأعلنت السلطات المغربية، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا السيول إلى 37 شخصًا، بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة والمناطق المحيطة بها.
الوضع فى المغرب
وأفادت محافظة آسفي بأن نحو 14 مصابًا ما زالوا يخضعون للعلاج بالمستشفى، بينهم شخصان يتواجدان في قسم العناية المركزة، فيما تتواصل جهود الطواقم الطبية لمتابعة حالتهم الصحية.
وتعد الفيضانات ظاهرة متكررة في المغرب، رغم معاناته من جفاف حاد للعام السابع على التوالي. وقد سبق هذه الفيضان تحذيرات أصدرتها هيئة الأرصاد فى التاريخ يوم السبت ؛ ما دفع السلطات لفتح تحقيقات موسعة للوصول الى المسؤلين عن هذه الكارثة .
#المغرب..الحصيلة الأولية للفيضانات حسب الصفحات المغربية بلغت 22 وفاة رحمهم الله برحمته الواسعة pic.twitter.com/X8GOtd9Hmp
— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) December 14, 2025
فتح تحقيق حول الكارثة
وعلى صعيد متصل؛ أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، عن فتح تحقيق قضائي، على إثر السيول الفيضانية التي شهدها إقليم آسفي والتي أدت إلى وفاة حوالي 37 ضحية في حصيلة مؤقتة.
وقال بلاغ للوكيل العام، إن النيابة العامة فتحت بحثا في الموضوع بواسطة الشرطة القضائية للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الحادث الأليم والكشف عن ظروفه وملابساته.
وكانت السلطات المحلية بإقليم آسفي، أفادت بارتفاغ حصيلة الخسائر البشرية الناجمة عن التساقطات الرعدية الاستثنائية التي شهدها الإقليم وما نتج عنها من سيول فيضانية قوية ومفاجئة، إلى سبعة وثلاثين وفاة.أما فيما يخص الأشخاص المصابين، فيسجل خضوع 14 شخصا للعلاجات الطبية، بمستشفى محمد الخامس بآسفي، من ضمنهم شخصين بقسم العناية المركزة.
وتظل تدخلات السلطات العمومية، ومصالح الوقاية المدنية، والقوات العمومية، وكافة المتدخلين مستمرة من خلال تواصل عمليات التمشيط الميداني والبحث والإسعاف وتقديم الدعم والمساعدة للساكنة المتضررة .
وتؤكد السلطات المحلية بإقليم آسفي، في هذا الإطار، على ضرورة الرفع من مستوى اليقظة واعتماد أقصى درجات الحيطة والحذر والالتزام بسبل السلامة، في ظل التقلبات المناخية الحادة التي تعرفها بلادنا، بما يضمن الحفاظ على الأرواح والممتلكات والحد من المخاطر المحتملة.
تعليق الدراسة
المغرب
وفى سياق الإجراءات التى تتخذها حكومة المغرب إزاء هذه الكارثة الطبيعية ؛ أعلنت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة بآسفي، عن تعليق الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية على مستوى الإقليم لمدة ثلاثة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية؛ حرصًا على سلامة الطلاب والمعلمين نتيجة السيول والأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة.وأفادت المديرية في بيان لها أنه، وبتنسيق مع السلطات الإقليمية، تقرر تعليق الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية بالإقليم أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء كتدبير احترازي.
الثلوج ف المغرب
وأكدت أن هذا الإجراء يأتي تفاعلا مع النشرات الإنذارية التي تصدرها مديرية الأرصاد الجوية، وحرصا على سلامة التلاميذ والأطر التربوية والإدارية من الأخطار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية والتي تقتضي التحلي بالحيطة والحذر.
وأشارت إلى تضرر مدرستين ابتدائيتين غمرتهما المياه دون أن تخلف أي خسائر بشرية جراء التساقطات المطرية الاستثنائية التي شهدها الإقليم .
وأضافت أنه تم التنسيق مع رؤساء المؤسسات التعليمية قصد الحرص على سلامة التلاميذ والأطر التربوية والإدارية وذلك من خلال تفعيل خلية اليقظة المحلية والتنسيق مع كافة المتدخلين والسلطات المحلية واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحتياطية والتعامل الفوري من النشرات الإنذارية.
وأكدت المحافظة استمرار عمليات التمشيط الميداني والبحث والإسعاف، بالإضافة إلى تقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين من السيول، لضمان استقرار الوضع الإنساني والأمني بالمدينة.وكانت محافظة آسفي قد أعلنت مساء الأحد ارتفاع عدد القتلى إلى 21 شخصًا بعد أن كان 14 في وقت سابق، قبل أن تصل الحصيلة النهائية إلى 37، ما يعكس خطورة الأمطار الرعدية والسيول التي اجتاحت المدينة.
تحذيرات من الأرصاد
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية، أعلنت يوم السبت، تساقط الثلوج على ارتفاعات تفوق 1700 متر، إلى جانب أمطار غزيرة مصحوبة أحيانًا بعواصف رعدية في عدد من أقاليم المملكة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كما توقعت المديرية، استمرار هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية محلية، يوم الثلاثاء، في مختلف أنحاء البلاد.
وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية سابقة من مستوى يقظة برتقالي، أنه من المتوقع تسجيل أمطار قوية من 20 إلى 40 ملم بعمالات وأقاليم فكيك والرشيدية وآسفي وسيدي بنور والجديدة والرحامنة وبركان والناظور، وذلك اليوم الأحد من الساعة الخامسة والنصف مساء إلى الحادية عشرة ليلا.
🚨 فيضـــانات أســـفي 🇲🇦⚠️
— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) December 14, 2025
▫️ ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 14 حالة وفاة
وإسعاف 32 شخصا مصابا لحد الآن ( حصيلة رسمية )#المغرب pic.twitter.com/tF8nMjzWpZ
وأضاف المصدر ذاته أنه يرتقب أيضا تسجيل تساقطات ثلجية (ابتداء من 1600 متر) من 50 إلى 60 سم بعمالات وأقاليم الحوز وأزيلال وورزازات، ومن 30 إلى 50 سم بعمالات وأقاليم شيشاوة وتنغير وتارودانت وميدلت وخنيفرة وبني ملال، ومن 10 إلى 30 سم بعمالات وأقاليم إفران وصفرو وبولمان، وذلك من يوم الثلاثاء المقبل على الساعة الثانية عشرة ليلا إلى الأربعاء المقبل على الساعة الثانية عشرة زوالا.
كما يرتقب تسجيل أمطار قوية أحيانا رعدية من 40 إلى 60 ملم بعمالات وأقاليم الحوز وأزيلال وبني ملال والخميسات وبن سليمان وسطات وتمارة – الصخيرات وسلا وبرشيد وخنيفرة وخريبكة، وذلك يوم الثلاثاء المقبل من الساعة الثانية عشرة ليلا إلى الساعة الحادية عشرة ليلا.
ويرتقب كذلك تسجيل رياح عاصفية قوية من 75 إلى 85 كلم في الساعة بمناطق وأقاليم الحوز وتارودانت وورزازات وزاكورة وطاطا وتيزنيت وسيدي إفني وكلميم، وذلك من الثلاثاء المقبل وحتى الأربعاء المقبل.
فيضانات متكررة مع الجفاف
الفيضانات ظاهرة متكررة في المغرب، رغم معاناته من جفاف حاد للعام السابع على التوالي، ففي سبتمبر 2014، أسفرت فيضانات ناجمة عن ظروف جوية قاسية في جنوب البلاد وجنوب شرقها عن مقتل 18 شخصًا
وفي نوفمبر من العام نفسه، لقي أكثر من 30 شخصًا حتفهم في جنوب المغرب، إثر أمطار غزيرة أدت إلى فيضان عدة أنهار عند سفوح جبال الأطلس. أما في عام 1995، فقد شهد وادي أوريكا، على بعد 30 كيلومترًا جنوب مراكش، فيضانات مدمرة أودت بحياة المئات.