سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 يونيو 1800.. حرق اليد اليمنى لـ"سليمان الحلبى" وإعدامه على خازوق وتشييع جنازة كليبر

الثلاثاء، 17 يونيو 2014 08:43 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 يونيو 1800.. حرق اليد اليمنى لـ"سليمان الحلبى" وإعدامه على خازوق وتشييع جنازة كليبر سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سأل المحقق الفرنسى الشخص الذى تم القبض عليه بتهمة قتل "كليبر"عن اسمه، وسبب إقدامه على ارتكاب جريمته، فأنكر معرفته بها، وبالتعذيب القاسى اعترف قائلا: "اسمى سليمان محمد أمين الحلبى"، عمرى 24 سنة، وأبى تاجر من حلب، سأله المحقق: "لماذا جئت إلى القاهرة، ولماذا أقدمت على الجريمة؟ فحكى القصة كاملة.

اعترف أنه غادر سوريا إلى بيت المقدس، ثم حضر إلى القاهرة خصيصا لقتل "كليبر"، وقضى واحد وثلاثين يوما حتى ينفذ خطته، وكما جاء فى كتاب عبد الرحمن الرافعى "تاريخ الحركة القومية ونظام الحكم فى مصر- الجزء الثانى"، قال سليمان، إن رؤساء الجيش العثمانى هم الذين حرضوه، حيث التقى بضابط من ضباط الجيش العثمانى اسمه "أحمد أغا"، كان يعرفه منذ أن كان رئيسا للانكشارية فى حلب، وكان هذا الضابط معزولا من وظيفته وجاء إلى القدس ليسعى إلى مقابلة الصدر الأعظم ويلتمس منه إعادته إلى منصبه.

شكا "سليمان" إلى "أغا" من مظالم إبراهيم باشا، والى حلب، لوالده وإجباره على أداء غرامات فادحة، وطالبه بالتدخل من أجل أن يرفع عن والده الظلم، فوعده "أغا" بمساعدته على أن يسافر إلى مصر لاغتيال "كليبر"، فقبل سليمان العرض، وحضر إلى القاهرة التى كان يعرفها من قبل حين حضر إليها وقضى فيها ثلاث سنوات كاملة لطلب العلم فى الأزهر.

أصدر الجنرال "مينو" يوم 15 يونيو 1800 أمرا بتشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة "الحلبى" وآخرين اعتبرتهم المحكمة شركاء له، لأنهم عرفوا بمخططه ولم يبلغوا عنه، وهم محمد الغزى، أحمد الوالى، عبد الله الغزى، عبد القادر الغزى، وكذلك مصطفى أفندى البروسه الذى بات عنده سليمان أول ليلة حضر فيها إلى القاهرة.

وقضت المحكمة فى مثل هذا اليوم "17 يونيو 1800" باعتبار سليمان الحلبى وشركائه الأربعة مذنبين، وبراءة مصطفى أفندى وإطلاق سراحه، وحكمت بإحراق يد سليمان اليمنى ثم إعدامه على الخازوق وترك جثته تأكلها الطير، وإعدام شركائه الأربعة بقطع رؤوسهم وإحراق جثتهم بعد الإعدام مع مصادرة أموال المتهم "عبد القادر الغزى"، وكان هاربا ولم يكن عنده مال.

أصدرت المحكمة حكمها، وتم تشييع رفات "كليبر" ودفنه فى مقبرة أعدت خصيصا بحديقة "القصر العينى"، وعقب انتهاء الجنازة ودفن الجثة، تم تنفيذ حكم الإعدام بقطع رؤوس الأزهريين الثلاثة عند تل العقارب، على مشهد من الجنود وأعيان المدينة، وإعدام سليمان الحلبى على الخازوق.

اللافت فى تأريخ "عبد الرحمن الرافعى" للقضية، أنه يسردها بوجهة نظر منحازة ضد "الحلبى"، وفى نفس الوقت يعتبر أن المحاكمة كانت عنوانا لـ"العدالة العسكرية"، هو يتحدث عن السياق الذى تمت فيه الحادثة التى يصفها بـ"الجريمة" على اعتبار أن "الحلبى" جاء للقاهرة مدفوعا بمقايضة لصالح والده، وبالرغم من هذا الرأى لـ"الرافعى" إلا أن "الحلبى" يظل بطلا فى المخيلة الشعبية العربية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة