الأمازون على شفا كارثة.. حرارة وجفاف غير مسبوقين منذ 10 ملايين عام

الإثنين، 15 ديسمبر 2025 10:00 ص
الأمازون على شفا كارثة.. حرارة وجفاف غير مسبوقين منذ 10 ملايين عام غابات الأمازون

فاطمة شوقى

لم يعرف كوكب الأرض مناخًا يُصنف على أنه «فائق الاستوائية» منذ ما لا يقل عن 10 ملايين عام، لكن دراسة علمية حديثة تحذر من أن غابة الأمازون المطيرة قد تكون على أعتاب دخول هذا النطاق المناخي غير المسبوق.

تحول لمناخ فائق الاستوائية


ووفقًا لدراسة  حديثة ،فقد يرى باحثون أن الأمازون تقترب من التحول إلى مناخ «فائق الاستوائية» (Hypertropical)، وهو نمط أشد حرارة وجفافًا وتقلبًا من المناخ الاستوائي المعروف، وقد يؤدي إلى نفوق واسع النطاق للأشجار ويقوض دور الغابة كأحد أهم خزانات الكربون على كوكب الأرض.

انبعاثات الغازت الدفيئة


ويحذر مؤلفو الدراسة من أنه في حال عدم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل جذري، قد تشهد الأمازون بحلول عام 2100 ما يصل إلى 150 يومًا سنويًا من الجفاف الحار، وهي فترات يجتمع فيها الجفاف الشديد مع درجات حرارة قصوى، حتى خلال أشهر موسم الأمطار التي نادرًا ما تسجل مثل هذه الظروف حاليًا، مثل مارس وأبريل ومايو.

وقال الباحث الرئيسي جيف تشامبرز، أستاذ جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن هذه الظواهر تمثل تجاوزًا لما يُعرف اليوم بالمناخ الاستوائي التقليدي، مؤكدًا أن الغابة تدخل نطاقًا مناخيًا جديدًا لم تشهده منذ 10 مليون عام.
الحر والجفاف
واعتمدت الدراسة على أكثر من ثلاثة عقود من بيانات الحرارة والرطوبة ورطوبة التربة والإضاءة، جُمعت من مواقع بحثية قرب مدينة ماناوس في البرازيل، واستخدم الباحثون مجسات داخل جذوع الأشجار لمراقبة استجابة الغابة لموجات الحر والجفاف، خاصة خلال فترات الـ نينيو الأخيرة.

تهديدات بانسداد الأوعية الدموية لدى البشر


وكشفت النتائج عن نقطتي انهيار رئيسيتين: الأولى عندما تنخفض رطوبة التربة إلى نحو ثلث معدلاتها الطبيعية، فتغلق الأشجار مسام أوراقها لتقليل فقدان الماء، ما يحد من قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، أما الثانية فتحدث مع استمرار الحرارة، حيث تتشكل فقاعات في العصارة النباتية تعيق نقل المياه داخل الأشجار، في عملية شبّهها الباحثون بانسداد الأوعية الدموية لدى البشر.
وتبيّن أن الأشجار سريعة النمو والأقل كثافة خشبية هي الأكثر عرضة للموت، ما يجعل الغابات الثانوية — التي نشأت بعد تدخل بشري أو كوارث طبيعية — أكثر هشاشة أمام هذه التغيرات.
ورغم أن معدل نفوق الأشجار في الأمازون لا يتجاوز حاليًا 1% سنويًا، إلا أن الدراسة تتوقع ارتفاعه إلى نحو 1.55% بحلول نهاية القرن، وهي زيادة تبدو طفيفة رقميًا، لكنها تعني فقدان أعداد هائلة من الأشجار نظرًا لضخامة مساحة الغابة.

تحذيرات


ويحذر الباحثون من أن تراجع قدرة الأمازون على امتصاص الكربون قد يسرع وتيرة الاحترار العالمي، خاصة أن الغابات الاستوائية تُعد من أكثر النظم البيئية امتصاصًا للكربون، كما قد تمتد التداعيات إلى غابات أخرى في غرب أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ويختتم تشامبرز بالقول: «كل شيء يعتمد على خياراتنا الآن. إذا واصلنا إطلاق الغازات الدفيئة بلا قيود، فسوف نُسرع ظهور هذا المناخ الفائق الاستوائية».

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة