وتعتبر جزيرة فاضل، التابعة لمركز أبو كبير بالشرقية، أكبر قرية تحوى عدد من النازحين الفلسطينيين عقب حرب 48، وبلغ عددهم أكثر من 3000 مواطن فلسطينى، يعانون اجتماعية ويعيشون فى ظروف معيشية صعبة، ومحرومون من التعليم وأيضا انقطع عنهم معاش التضامن الاجتماعى الممنوح للاجئين أو "القبضية" كما يطلقون عليها، فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى.
وانعزل الجيلان الأول والثانى من اللاجئين الفلسطينيين، فلم يتزوجوا إلا من فلسطينيين، إلا أن الجيلين الثالث والرابع خرجا من العزلة، واختلطا بالزواج من مصريين ومصريات، رغبة فى الحصول على الجنسية إلا إن أغلبهم لم يستطيعوا ذلك، فيما يتذكر أشخاص معدودون على أصابع اليدين بلادهم الأصلية، وأغلبهم ممن تخطت أعمارهم الـ70 عاما، وعايشوا نكبة فلسطين وكانوا وقتها فى السادسة أو السابعة من عمرهم.
وتجول "اليوم السابع"، داخل شوارع القرية، وهى طرق ترابية ضيقة جدا وبيوت طينية، ونادرا ما تجد بيت خرسانى بنى حديثا لاستيعاب الزيادة السكانية بالقرية، ولا يوجد بها صرف صحى، ودخلت إليها الكهرباء منذ سنوات قليلة، وتفتقر أبسط أساسيات المعيشية، وتفوح منها روائح القمامة المشونة داخل القرية.
وداخل بيوت البسيطة، تحدث الفلسطينيون عن أحلامهم ومعاناتهم، خاصة أن بعض الأمراض المزمنة تنتشر بينهم بسبب الجهل وزواج الأقارب.
وقال جمعة نصير، 25 سنة، يعمل بجمع قمامة، "أعيش على جمع قمامة، أنا وآلاف من أهالى القرية، ولم أجد مهنة غيرها فلم أستطع التعليم بسبب الظروف الاجتماعية، ولا توجد مهنة فى القرية غيرها، لافتا إلى أنهم محرمون من التعليم أنهم ولدوا على أرض مصر، مشيرا إلى أن حتى الشباب من يحلم فى السفر للخارج، لا يسمح له إلا بالسفر للحج أو العمرة، مشددا على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بمصر، مطالباَ السلطات بتوفيق أوضاعهم القانونية حتى يتمكنوا من السفر للعمل بالخارج.
ويكمل محمد سالم حسين، 60 عاما، معاق، قائلا: "إننا هنا محرمون من البطاقات التموينية لكوننا أجانب"، متسائلا: هل القرية ستحرم من تسلم العيش فى الشهر المقبل مع تطبيق منظومة الخبز الجديدة؟، مطالبا المسئولين بالنظر إلى مشاكلهم، لافتا إلى أن القرية لا يوجد بها أى وحدة صحية، وأنه تم البدء فى إنشاء مستوصف خيرى بالجهود الذاتية، إلا أنه توقف بسبب التمويل وبعض التعقيدات، مطالبا بسرعة إنهائه خاصة أن القرية تنتشر بها الأمراض بين الأطفال بسبب الجهل.
وأضافت عايدة نصير، 30 عاما، أرملة ولديها 4 أبناء، وتعيش فى منزل بدون كهرباء أو أبسط أساسيات المعيشة، قائلة: إنها كانت تعيش على "القبضية" ومنعت عنها، مطالبة برفع المعاش بصورة تضمن توفير أساسيات الحياة لأطفالها.
ولم يختلف كثيرا حال باقى سيدات القرية عن حال عايدة نصير، وناشدن المسئولين سواء فى منظمة شئون اللاجئين أو حكومتى مصر وفلسطين، بعودة صرف المعاش المتوقف، وبرفعة بصورة تناسب غلاء المعيشية، حيث كان لا يتعدى 100 جنيه.
وتقول الحاجة فاطمة إبراهيم سليمان، مصرية متزوجة من فلسطينى، ولديها 11 بنتا وشابا، إنها تحلم بالحصول على الجنسية المصرية، خاصة أنها تقدمت بأوراق الحصول عليها هى وآخرين، ووجدت تعقيدات وعراقيل من الحكومة، حيث طلب منها أوراق الجد الرابع منذ عام 1920، متسائلة: هل فى الظل الفقر كان المواطن يثبت شهادة ميلاده فى الحكومة أو يملك أملاكا فكلنا فقراء أبناء فقراء.
بينما قال حسين النامولى، أحد شباب القرية القليلين الذى التحق بالتعليم، وحصل على دبلوم تجارة، "إننا كفلسطينيين حاولنا البحث عن أهلنا فى منطقة بئر سبع، أو التواصل معهم، على الإنترنت و"فيس بوك"، مشيرا إلى أنه لم يتوصل لأى شىء، حيث إن أهالى القرية معظمهم من أسرة واحدة، وهى عائلة النامولى التى نزحت عام 48.
وتكمل ابنة شقيقه، الطالبة آلاء السيد النامولى، بالصف الخامس الابتدائى، إنها طالبة متفوقة ودائما ما تحصل على المركز الأول كل عام، مضيفة أنها تحلم بأن تلتحق بكلية الطب، إلا أن ما تراه حولها من خروج الشباب من التعليم بسبب عدم تمكنهم دفع مصروفات التعليم الجامعى يحبطها، مناشدة الحكومة الفلسطينية بالنظر للاجئين، وضرورة تنظيم رحلات صيفية واستضافتهم فى بلدهم، والتعرف عليها وعلى معالمها وطبيعة شعبها.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)