قال العالم المصرى فاروق الباز، إن مستقبل مصر يتوقف على الشباب، موجهاً حديثه لشباب مصر قائلاً: "أنتم خير مصر و مستقبلها، وأنتم الوحيدون القادرون على صناعة المستقبل".
جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها فاروق الباز خلال الجلسة الأولى بمؤتمر البيوفيجين المنعقد بمكتبة الإسكندرية، خلال الفترة من 6 أبريل إلى 7 أبريل، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والعلماء البارزين.
وحول مشروع ممر التنمية، أوضح الباز أن تنفيذ المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية لديها رؤية مستقبلية، مطالبا الشباب الذين أبدوا إعجابهم بالمشروع بالضغط من خلال نواب البرلمان على الحكومات القادمة لتنفيذ هذا المشروع.
وبشأن سد لنهضة، أضاف العالم المصرى، أنه السد ليس له تأثير على المياه فى مصر أو تنفيذ مشروع ممر التنمية، لأنه أنشئ لتوليد الكهرباء، موضحا أن التأثير على مصر سيكمن فقط فى السنوات التى ستمتلئ فيه منطقة المياه خلف السد.
وطالب الحكومة المصرية بالتفاؤل حول المدة التى يستغرقها ملء الخزانات خلف السد من أجل مساعدة إثيوبيا فى الحصول على الكهرباء، خلال تلك السنوات، مطالبا بزيادة عدد البعثات الدبلوماسية إلى دولة إثيوبيا للتفاوض حول الأزمة.
وأوضح أن الثورات فى العالم تستغرق وقت طويل لا يقل عن عشرة سنوات، وأن مصر لم تستغرق هذا الوقت، مؤكدا على أن الوقت القادم هو وقت البناء وهو ما سوف يستغرق الوقت الأكبر من عمر الثورة المصرية حتى تثمر الثورة.
وأضاف أن الثورة تتعثر وسوف تستمر فى التعثر ولكنها لا تتوقف، مشيراً على أن الرئيس القادم لن يستطيع القضاء على كافة المشاكل فى يوم وليلة، مطالبا الشباب بالصبر والمشاركة فى صناعة المستقبل.
وحول مستقبل مصر فى ظل الزيادة السكانية وتقلص حجم الأراضى الزراعية، أوضح الباز أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن فسوف تنتهى رقعة الأرض الزراعية خلال ٤٠ عاما، مشيرا إلى أن الحل فى الخروج خارج وادى النيل للحفاظ على الأرض الزراعية المتبقية من البناء عليها، وهو فكرة مشروع ممر التنمية فى التوسع و التنمية فى صحراء مصر.
وقال إن مقياس الجفاف فى غرب مصر، يسمح بتوليد كميات هائلة من الطاقة الشمسية يمكن الاستفادة منها فى المستقبل من خلال بناء مصانع تعمل بالطاقة الشمسية، فضلاً عن إنشاء منطقة سياحية كبيرة غرب الأقصر، فضلاً عن إمكانية إنشاء مطار عالمى.. وتابع مازحاً: "هتكون أفضل من تلاتة دبى".
وأوضح أن منطقة غرب كوم أمبو وغرب أسوان تتميز بالخصوبة الشديدة، ويمكن استغلالها فى الزراعة، خاصة وأن بها كميات كبيرة من المياه الجوفية، مؤكداً أن ربط مناطق ممر التنمية بعضها ببعض من أهم إستراتيجيات التنمية، وهو ما اتبعته دول أخرى مثل الهند.
وتابع الباز خلال كلمته: "إن ممر التنمية لا يجب أن يتوقف عن حدود مصر، ولكن يمكن التوسع إلى السودان والامتداد لربط دول إفريقيا ببعضها البعض، بما يسمح بزيادة التبادل التجارى بين دول إفريقيا بأكثر من ٢٠٠ مليار دولار".
ونوه إلى أنه فى عام ٢٠٥٠ سيكون عدد سكان مصر ١٤٠ مليون نسمة، ولابد من الاستعداد لتلك الزيادة السكانية الرهيبة من الآن.
فاروق الباز خلال محاضرة بمكتبة الإسكندرية: مستقبل مصر يتوقف على الشباب.. والثورات تتعثر ولا تتوقف.. والرئيس القادم لا يستطيع حل المشاكل بين يوم وليلة.. ويؤكد: مشروع ممر التنمية يحتاج إرادة سياسية
الإثنين، 07 أبريل 2014 05:08 م