بهدوء طبعت أول لمسة نسائية فى الشرق الأوسط على كاميرات الدراما، بين جدران أستوديو 2 و11 المعبقين برائحة الفوازير، وأصوات المليجى والدقن وشويكار ومئات من نجوم التليفزيون، كانت هى خلف الكاميرا تضبط عدستها وتشق بإبداعها طريقًا طويلًا، متحدية عادات المجتمع والنقد والتهميش، لتحفر فى التاريخ اسم "سامية صبحى" أول سيدة تقتحم مجال تصوير الدراما وأول مديرة تصوير دراما فى ماسبيرو.
تلخص رحلة كفاحها لـ"اليوم السابع"، والتى بدأت بدراستها فى كلية الفنون التطبيقية، حتى وضعت لنفسها مكانا فى مبنى ماسبيرو وعبرت مع التليفزيون من عالم الأبيض والأسود إلى الألوان عام 73، فى عبارة واحدة "كنت أول ست تقف على كاميرا دراما عشان كده كان لازم أثبت إنى بـ100 راجل".
ربما لم ترها من قبل، ولكنك بالتأكيد رأيت الدنيا من خلال عينها مئات المرات، فى فوازير فطوطة أو نيللى وشريهان، أو فى الزينى بركات، وربما نصف ربيع الآخر، أو زيزينيا، وهوانم جاردن سيتى، الأعمال التى تقول عنها "فى الوقت ده كان حلم كل واحد فى التليفزيون أنه يكون مختلفا، أنه يعمل حاجة حلوة للمكان، كنا بنصور الفوازير وفى طيارة مستنية فى المطار تأخد الشرايط عشان تروح الوطن العربى كله، كنا حاسين إننا بنعمل حاجة كبيرة رغم أن أكبر النجوم فى الوقت ده كانت مرتباتهم ضعيفة جدا، وكل الفوازير والمسلسلات اللى الناس استمتعت بيها سنين تقريبا أتصورت ببلاش".
فى تجربة المسرح العالمى التى كانت تجمع العائلة بالنجوم محمود المليجى، وتوفيق الدقن، وشويكار، وغيرهم كان لها أيضًا تواجد، وتتذكر هذه التجربة "كانت صدمتى فى الطيبة غير الطبيعية للمليجى ولتوفيق الدقن، ولمرتباتهم البسيطة جدًا، لأنهم يحبون الفن وكان وقت عرض مسلسلاتهم الشوارع بتفضى زى ماتشات الأهلى والزمالك".
وعن السبب فى صعوبة تكرار تجربة الفوازير "عشان مش هييجى زى المخرج الكبير فهمى عبد الحميد"، وتتابع "إحنا فى التليفزيون بعده حاولنا كتير نعمل فوازير لكن الموضوع كان منتهى، فهمى عبد الحميد مات وخد الفوازير معاه".
"فطوطة ده ابتكره ساعى فى التليفزيون" تقول "سامية" بابتسامة ذكريات عشرات السنوات "كان ساعى اسمه عم عبد الرحيم وله كل صفات فطوطة والحاج فهمى خدها وطورها، وفى مرة لقى ابنه لابس حذائه فزود الحذاء الكبير جدا للشخصية وأصبح فطوطة اللى الوطن العربى كله بيقعد يستناه".
عامان مرا على خروج الحاجة "سامية" على المعاش، ولكنها تقول "مقدرش أبطل تصوير إلا لما أموت.. ومستنيه عمل فنى حلو هشتغله ولو ببلاش".
بالصور..أول سيدة تصوير درامى تحكى لـ"اليوم السابع"رحلتها داخل ماسبيرو
السبت، 26 أبريل 2014 12:11 ص
سامية صبحى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة