اهتم موقع واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى بالزيارة التى من المتوقع أن يقوم بها اليوم، الخميس، وزير الخارجية القطرى الشيخ خالد بن محمد العطية للسعودية.
وقال المعهد فى تقرير كتبه سايمون هندرسون، المتخصص فى الشئون الخليجية، تحت عنوان "قطر تحاول رأب الصدع بين دول الخليج" إن تلك الزيارة تمثل أول محاولة دبلوماسية علنية بين الدوحة وجيرانها فى الخليج منذ إعلان الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من قطر احتجاجا على تدخلها فى شئونهم الداخلية.
ويقول هندرسون إنه على الرغم من الإعلان الصادر فى الخامس من مارس الماضى، فإن السفير السعودى كان الوحيد فى الواقع الذى تم استدعاؤه إلى بلاده، بينما كان مبعوثو الدول الأخرى التى أعلنت انضمامها للخطوة، ومنها مصر، فى عطلة أو كان المنصب شاغرا بصورة مؤقتة.
ويشير التقرير إلى أن أصل النزاع يعود إلى فشل قطر الواضح فى الوفاء بوعودها وفقاً لاتفاق نوفمبر الماضى بين العاهل السعودى الملك عبد الله والأمير القطرى تميم بن حمد آل ثان (والذى ينص على ضرورة التزام قطر بوقف دعم الإخوان ووقف دعم الحوثيين ووقف استخدام قطر كملجأ للمعارضات الخليجية).
وقبل وقت معتبر من الاتفاق الذى تم التوصل إليه بوساطة الكويت، كان البلدان على خلاف على مدى عقود، منذ أن برزت قطر من كونها دولة تابعة للسعودية فى سبعينيات القرن الماضى إلى تحولها كلاعب إقليمى على الساحة العربية.
وتعززت الشكوك المتبادلة بين البلدين فى تسعينات القرن الماضى عندما أزاح حمد والده فى انقلاب القصر وفرض نفسه حاكماً، وتشجيع الرياض على القيام بانقلاب مضاد.
ويرى هندرسون أن الدوحة تعتقد على ما يبدو أنه قد تم التخفيف من موقف سياستها الخارجية منذ الصيف الماضى بعد تولى تميم العرش وتعيين الطيار المقاتل السابق الشيخ خالد وزيراً للخارجية، لذا جاء استدعاء السفراء الشهر الماضى بمثابة مفاجأة للمسئولين القطريين.
غير أن احتمالات حل الخلاف تحسنت بعد قرار الدوحة عدم سحب مبعوثيها من دول الخليج، وكذلك من الحقيقة الواقعية بأن اثنين من الأعضاء الآخرين فى مجلس التعاون الخليجى، وهما الكويت عمان، لم يشاركا فى التهديدات الدبلوماسية الصادرة عن الرياض والمنامة وأبوظبى، ورغم ذلك، لا تزال هناك تحديات، خاصة أن قطر غير راغبة على الأرجح بالاعتراف بأخطائها.
وبما أن أزمة سحب السفراء نشأت جزئياً على ما يبدو نتيجة سوء فهم الأمور التى اتفق عليها الملك عبد الله والأمير تميم فى اجتماعهما فى نوفمبر الماضى، فإن السؤال الآن هو فيما إذا كانت الرياض والدوحة بحاجة إلى توضيح هذه الخلافات خلال جلسة الخميس أو مجرد المضى قدماً فى تحسين العلاقات بينهما.
ودعا التقرير واشنطن لتشجيع المحادثات لأن تحسن الأجواء بين الدول الخليجية المجاورة يمكن أن يساعد سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا ومصر.
معهد واشنطن: زيارة وزير خارجية قطر للسعودية محاولة لرأب الصدع مع دول الخليج.. ويؤكد: الدوحة تعتبر نظامها بعيدا عن تهديدات الإخوان
الخميس، 17 أبريل 2014 11:36 ص