محمد فودة يكتب: أنا فى حملة السيسى!!..ظاهرة سلبية ابتكرها أصحاب المصالح وأنصاف الموهوبين لاستغلال اسم «المشير» من أجل تحقيق الشهرة و«المنظرة»

السبت، 12 أبريل 2014 08:37 ص
محمد فودة يكتب: أنا فى حملة السيسى!!..ظاهرة سلبية ابتكرها أصحاب المصالح وأنصاف الموهوبين لاستغلال اسم «المشير» من أجل تحقيق الشهرة و«المنظرة» مقر حملة المشير السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


نقلاً عن العدد اليومى
توقفت طويلاً خلال الأيام القليلة الماضية أمام ظاهرة سلبية تصل إلى حد الاستفزاز، تتعلق بمجموعة من «الأفاقين»، والمدعين، والذين «يحترفون ركوب الموجة»، فكلما التقيت شخصاً وسألته عن أخباره، فإننى لم أسمع سوى إجابة واحدة، وهى «أنا فى حملة السيسى الانتخابية»، وعلى الرغم من اختلاف الإجابات فإنها تصب فى معنى واحد وهو أن هؤلاء الأشخاص قد انضموا إلى حملة السيسى، وكأن مصر كلها - وبقدرة قادر - قد أصبحت تعمل ضمن حملة المشير السيسى، فى سباق الانتخابات الرئاسية.

والعجيب فى الأمر أن من يجاهرون بهذا القول، ويتباهون به، هم فى الحقيقة مجرد شخصيات وهمية لا قيمة لها فى المجتمع، لأنهم ببساطة شديدة يفتقدون للمواصفات التى ينبغى أن تتوافر فى أى شخص يمكن أن يسهم ولو بقدر ضئيل فى حملة انتخابية تتعلق بشخص فى حجم ومكانة المشير عبدالفتاح السيسى، فضلا عن ذلك فإن الغالبية العظمى منهم مجرد «أنصاف»، بل «أرباع موهوبين»، لذا تجدهم يحرصون كل الحرص على أن يكملوا هذا الضعف فى قدراتهم بالتمسح فى اسم «السيسى»، فيصبحون بمثابة معول هدم بدلا من أن يكونوا إضافات حقيقية لحملته، ليس هذا وحسب، بل نجدهم فى كثير من الأحيان يسيئون له ولحملته أيضاً، خاصة أنهم فى الأصل هم من حملة «المباخر» و«المطبلاتية»، بل ورجال كل العصور، لأنهم يجيدون الأكل على كل الموائد.

لقد استفزتنى تلك الظاهرة، لدرجة أنها أصابتى فى بعض الأوقات بـ«حرق الدم»، لأننى على يقين تام بأن المشير السيسى وحملته لا تربطهم بهؤلاء أى صلة، فالمشير السيسى له اسمه ومكانته التى تجعله فى غنى عن هؤلاء «الأفاقين»، كما أن الرجل فى كلمته الشهيرة التى وجهها إلى الأمة حينما أعلن نيته الترشح لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، أكد وبشكل قاطع أنه لن يكون لديه حملة انتخابية بالمفهوم التقليدى، تماشيا مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، مكتفيا بتقديم برنامج ورؤية مستقبلية لوجه الحياة بالكامل على أرض مصر.. فقد قال فى كلمته بالحرف الواحد «اسمحوا لى أن أصارحكم - والظروف كما ترون وتقدرون - أنه لن يكون لدى حملة انتخابية بالصورة التقليدية... لكن بالتأكيد فإنه من حقكم أن تعرفوا شكل المستقبل كما أتصوره، وده حيكون من خلال برنامج انتخابى، ورؤية واضحة، تسعى لقيام دولة مصرية ديمقراطية، لكن اسمحوا لى بأداء ذلك دون إسراف فى الكلام أو الإنفاق أو الممارسات المعهودة، فذلك خارج ما أراه ملائماً للظروف الآن».

ها هو الرجل يؤكد على ضرورة العمل من أجل قيام دولة مصرية ديمقراطية بلا أى إسراف أو مزايدة، وها هم أصحاب المصالح يسرفون فى التقرب إليه، وتقديم خدماتهم دون أن يكون لهم أى قيمة، ودون أن يكون فى مقدورهم تقديم شىء نافع لمصر.. وحتى أكون منصفا، فهناك كفاءات ورجال يتمتعون بسمعة طيبة فى مجالات عديدة، يعملون من أجل البلد، ولكنهم يعملون فى صمت، ويعملون ضمن حملة السيسى، بعيدا عن الأضواء، وبعيداً عن الصخب الإعلامى.. هؤلاء فقط هم الذين نحن فى أمس الحاجة إليهم فى الوقت الراهن، هؤلاء فقط هم أصحاب القامات العالية الذين بكل تأكيد بمثابة «إضافات حقيقية، حينما يعملون من أجل مصر فى حملة المشير السيسى.

وللأسف الشديد فقد تحولت مسألة «التمسح» فى اسم المشير السيسى إلى ما يشبه الفوضى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأعتقد أن هذه الفوضى التى تروج لها بعض وسائل الإعلام «غير النظيفة»، تكمن خطورتها الحقيقية فى أنها قد تتسبب فى الإساءة إلى المشير السيسى نفسه، لذا فإننى أرى ضرورة أن تكون هناك وقفة حاسمة وحازمة، مع اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد كل من تسول له نفسه أن يقحم نفسه فى حملة المشير السيسى، وأن يروج لهذا الأمر، سواء كان ذلك يتم بشكل مباشر أو بأشكال غير مباشرة.

لقد أصابنى ما أراه الآن بنوع من «الزهق»، وجعلنى أنوه إلى ضرورة وقف هؤلاء «المدعين» عند حدهم، ويشهد الله أننى لم أقصد بما أكتبه الآن أى تجريح شخصى، أو الطعن فى نزاهة أى شخص، وإنما أردت فقط أن نظفر فى نهاية الأمر بنتيجة مشرفة للانتخابات الرئاسية، نتيجة تكون لائقة بالشكل الحضارى لمصر تحت قيادة شخص فى حجم المشير السيسى، لأنه فى نظرى، وفى نظر الملايين من أبناء الشعب، هو الشخص الوحيد القادر بأن يعبر بمصر إلى بر الأمان.

ومن هذا المنطلق، فإننى أنوه إلى أن مصر مليئة بالكفاءات ومليئة بالأشخاص الذين يحبون مصر المحروسة، حباً يصل إلى درجة العشق، هؤلاء الأشخاص أعرفهم بالاسم، وأتابع ما يقومون به من أجل خدمة مصر دون أى ضجيج إعلامى، لأنهم وحسب ما يتمتعون به من أخلاق رقيقة المستوى، قد اختاروا العمل فى صمت، وذلك بدافع من الحب، وبدافع حرصهم على أمن واستقرار مصر، من أجل أن تنطلق نحو المستقبل بخطى ثابتة، تحت قيادة المشير السيسى.

واللافت للنظر فى ظاهرة من يدعون كذباً انتماءهم إلى حملة السيسى أنها تزداد وتنتشر بين الناس، وكأنها خطة «ممنهجة» يروج لها أعداء السيسى الذين هم أصحاب المصلحة الحقيقية فى تشويه صورة الرجل بهذا الشكل.

قد يفعل ذلك البعض بحسن نية، وفى محاولة حقيقية منهم للتطوع من أجل خدمة مصر، ولكن وللأسف الشديد فإن الغالبية العظمى من الأسماء التى يتشدق أصحابها بعبارات «ضخمة»، ويتحدثون سواء بمناسبة أو بدون مناسبة عن ارتباطهم بحملة السيسى، هم فى حقيقة الأمر وجوه «محروقة»، تحاول العودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية، من خلال ارتداء عباءة جديدة، بدلا من تلك العباءات التى كانوا يرتدونها من قبل، والتى تمزقت على يد ثورتين قامتا فى مصر قضت كل منهما على أى أمل لدى البعض فى العودة إلى الظلم والاستبداد مرة أخرى.

وهنا أكرر ما سبق أن قلته من قبل: لا بد من تطهر حملة السيسى «من أى عناصر فاسدة، خاصة حينما لا تكون الحملة نفسها على علم بها، كما أرى أيضا ضرورة تحرى الدقة من جانب وسائل الإعلام حينما يتم التعامل مع أى شخص يدعى كذبا وبهتاناً أنه من بين المنتمين إلى حملة المشير السيسى الانتخابية، حتى لا ندع كل «من هب ودب» يتصرف كما يشاء، وأن يعطى لنفسه الحق فى التحدث باسم السيسى، فيمنح نفسه الحق فى التضخم، واكتساب المزيد من الامتيازات، التى تؤهله لإعادة إنتاج نظام فاسد، أسقطته ثورتا 25 يناير و30 يونيو، فأصبح مجرد ذكرى مؤلمة ومجرد أيام سوداء انتهت ولن تعود.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة