صراع على ملكية أرض مدرسة "شباب المستقبل" بإمبابة منذ 17 عاما يُهدد طلابها.. الصرح التعليمى بلا مسئول وأبوابها "على البحرى".. أولياء الأمور: سنعتصم حال نقل أبنائنا.. وإدارة شمال الجيزة التعليمية تنفى

السبت، 12 أبريل 2014 08:45 ص
صراع على ملكية أرض مدرسة "شباب المستقبل" بإمبابة منذ 17 عاما يُهدد طلابها.. الصرح التعليمى بلا مسئول وأبوابها "على البحرى".. أولياء الأمور: سنعتصم حال نقل أبنائنا.. وإدارة شمال الجيزة التعليمية تنفى المدرسة المُتنازَع عليها
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تشاهد مبنى مدرسة "شباب المستقبل" ملاصقا لمركز "شباب إمبابة"، يثور سؤالان مهمان هما: ما سبب وجود المؤسستين "التعليمية، والرياضية" فى مبنى واحد والفاصل بينهما سور حديدى؟.. وكيف لمدرسة أن تجمع 4 مراحل مختلفة "حضانة، ابتدائى، إعدادى، ثانوى" فى 4 أدوار فقط؟، بالإضافة إلى وجود صراع قائم منذ 17 عاما بين وزارة التربية والتعليم، ومجلس إدارة مركز شباب إمبابة فى محاولة كل طرف لإثبات ملكيته وأحقيته فى أرض مقر المدرسة، بالإضافة إلى فتح بوابات المدرسة على مصراعيها دون أية رقابة من قبل الإدارة المدرسية.

وقالت إحدى أولياء الأمور، لـ"اليوم السابع" عند سؤالها عن أسباب تواجدها داخل المدرسة فى منتصف اليوم الدراسى، "نشعر بالقلق حيال مستقبل أبنائنا، فقبل بداية الفصل الدراسة الثانى وأثناء زيارتنا للمدرسة للسؤال عن الكتب الدراسية، علمنا بوجود لجنة لمعاينة مقر مبنى المدرسة، تمهيدا لنقل الطلاب منه، لتكون مقرا لإدارة شمال الجيزة التعليمية، مع بداية شهر مايو القادم، عقب حدوث شروخ بالمبنى الخاص بها، وعندما حاولنا الحديث معهم للاطمئنان على أبنائنا وبيان صحة القرار تحدثوا معنا بطرق غير لائقة".





وأضافت أخرى: "المدرسة بها 12 فصلا للمرحلة الإعدادية، ومثلها للثانوية، و24 فصلا للابتدائية بمتوسط كثافة 70 طالبا بكل منهم، فكيف لمدرسة كبيرة مثل مدرستنا أن تُنقل بشكل مفاجئ، خاصة أن كل المدارس ممتلئة بطلابها ولا مكان لاستيعاب أبنائنا، وسمعنا أن المرحلة الابتدائية سيتم نقلها بمدرسة لتكون فى الفترة المسائية، القرار أشعرنا بالقلق فالمنطقة غير آمنة على أبنائنا فى النهار وكثيرا ما تعرض ابنى لعمليات سرقة من قِبَل بلطجية استولوا على تليفونه المحمول ومصروفه الخاص هو وأصدقاؤه، فكيف أشعر بالأمان خلال تواجدهم بالمنطقة نفسها مساءً؟ نحن نأتى بشكلٍ يومى لتوصيل أبنائنا، ونظل بانتظارهم حتى انتهاء يومهم الدراسى لضمان عدم تعرضهم لأذى!".

وقاطعت حديثها إحدى السيدات من خلال إشارتها لممر ضيق بالطابق الأول مغلق ببوابات حديدية، وجالس بها حارس كهل، فقالت: "مركز الشباب أغلق هذا الجزء من الطابق فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى دفع إدارة المدرسة للاستغناء عن معمل الكمبيوتر، ليكون بديلًا للفصول التى استولى عليها رجال المركز"، ليبادلها الحارس فى الحديث بسؤال لهم: "ما أسبابكم وراء تمسككم بالبقاء فى مدرستنا؟ فهى ملك لنا وسترحلون.. سترحلون".





وأكدت السيدات جميعهن أنهن تقدمن بشكوى إلى الإدارة والمحافظة لبيان أسباب تضررهن من قرار النقل، وتضمنت أسماءهن جميعا وأرقام بطاقاتهن، مؤكدات أنهن حال نقل أبنائهن إلى مدارس أخرى فسيعلن اعتصامهن بمقرها لحين العدول عن القرار، مؤكدات أن مقر الإدارة التعليمية ليس أكثر أهمية من مستقبل أبنائهن، لافتات إلى أن مركز الشباب أغلق جزءًا كبيرا من المدرسة وسلمين كاملين، وتركوا سلما واحدا لصعود ونزول جميع الطلاب، مما تسبب فى وجود تكدس فى أوقات المغادرة أو فترات الراحة.

وأوضح الطلاب "إسلام على، ومينا سمير، ومحمود أحمد، ومحمد عادل" وهم بالصف الثانى الإعدادى، ومصطفى محمد أولى إعدادى، إن العاملين بمركز الشباب وإدارة شمال الجيزة يريدون السيطرة على المدرسة، وتوزيعهم على عدة مدارس متفرقة، مشيرين إلى أنهم اعتادوا على مدرستهم كما هى، ولا يريدون مفارقة أصدقائهم".





وأكد عدد من المعلمين أنهم أعدوا شكوى رسمية وقع عليها الجميع، تضمنت بيان أسباب اعتراضهم على النقل وأبرزها أنهم لديهم أبناء فى مراحل مختلفة، ونقلهم يؤثر بالسلب عليهم، وأنهم مدرسون ليسوا حديثى التعيين، ومنهم معلمون خبراء واقتربوا من الإحالة للمعاش، ويشعرون بالاستياء حيال توزيعهم كـ"تكملة عدد"، واصفين ذلك بالاستيلاء من زملائهم بالإدارة التعليمية على المدرسة، متهمين مدير عام الإدارة بالعمل على ضم من يتبعونه معه فى المبنى، عقب تشتتهم فى مدرستين؛ نتيجة لحدوث شرخ فى المبنى ترتب على بناء أدوار إضافية به".

وأوضحوا أن المدرسة حققت تفوقا فى جميع المجالات على مستوى الإدارة وتحصل على المراكز الأولى فى الأنشطة المدرسية على مستوى الإدارات، وإن التفكيك سيؤدى إلى توقف تلك الأنشطة بدلا من أن توفر الإدارة حافزا لدفعهم للأمام، وطالب المعلمون الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، ببناء مدارس جديدة لهم بدلا من توزيعهم على عدة مدارس تكتفى بالفعل بأعداد طلابها.




من جانبه، أبدى أسامة عبد الرحمن، مدير مركز شباب إمبابة، استياءه من وضع المدرسة وعدم وجود مدير واحد لكل المراحل فيها للحديث معه حول رمى الطلاب أوراقا بالنادى، مشيرا إلى أن الطلاب دائمو تسلق الأسوار الفاصلة بين المركز والمدرسة، للدخول للعب فى الملاعب الخاصة بهم.

وأوضح أن الصراع القائم حول ملكية الأرض بين المدرسة وبينهم يرجع إلى عام 1997، وكانت المدرسة خاصة تابعة لمديرها ممدوح الحسينى وقتها وكانت تتبع مركز شباب إمبابة، وبناها لخدمة أهالى المنطقة ولتدخل أموالا للصرف على المركز، ولكن أهدى المهندس إسماعيل هلال، مرشح مجلس الشعب السابق عن دائرة إمبابة، وأحد أعضاء مجلس إدارة مركز الشباب، المدرسة للمستشار ماهر الجندى آنذاك، وكان محافظ الجيزة الأسبق، فأصدر قراره فى العام نفسه بتحويل المدرسة من خاصة إلى حكومية تتبع وزارة التربية والتعليم.




وأضاف: "منذ ذلك الوقت تم رفع قضية من قِبَل المركز لاسترداد المدرسة، وما زالت القضية تُنظر بمجلس الدولة دون أى جديد، ودون دفع أى مقابل مادى لاستخدام الفصول"، فيما أكد أحد العاملين بالمركز " المدرسة ملكا لنا وسنأخذها.. حصلنا على جزء من الطابق الأول، وكلما أُتيحت لنا الفرصة سنُغلق فصول وتُضم لنا حتى يرحلوا عنا".

من ناحية أخرى، أكد محمد الصغير، مدير إدارة شمال الجيزة التعليمية، لـ"اليوم السابع"، أن قرار نقل طلاب المدرسة إلى مدارس أخرى ليس له أى أساس من الصحة، وأن الطلاب باقون بأماكنهم، مشيرا إلى أن الخلاف بين ملكية الأرض يعود إلى فترة طويلة، وأنه حال صدور قرار بالنقل سيعلنه بشكل رسمى خلال اجتماع يجمعه بأولياء الأمور لتوضيح الأمر لهم.

وفيما يتعلق بعدم وجود أمن على البوابات ومسئول بها، فأكد أن المدرسة كان مخصصا لها رجل أمن، إلا أن ضعف راتبه الشهرى وفشلهم فى توفير راتب أعلى دفعه إلى ترك عمله، لافتا إلى أن المدرسة مازال لديها غفير يتواجد فى الفترة المسائية فقط لحراسة المدرسة، وأنه لم يعد يأتى فى الصباح عقب تعرضه للضرب من قِبَل ولية أمر طالب عند منعه لها من الدخول، مستنكرًا دخول أولياء الأمور إلى الفصول بالمدرسة، مشيرا إلى أن كثرة أعداد الطلاب بالمدرسة يجعل هناك تجاوزات، وأن كل طابق له بوابة حديدية خاصة، بها تحمى الطلاب من أية اعتداءات.


























































مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة