أكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين فى الشأن التركى، أن تركيا فقدت مكانتها فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأنها تسعى للتحالف مع شركائها القدامى من أجل إيجاد فرصة للتوازن مرة أخرى خاصة عقب عزل نظام الإخوان، الذى كان متحالفا معها.
وقال بشير عبد الفتاح، الخبير الإستراتيجى فى الشأن التركى ورئيس تحرير مجلة الديمقراطية، إن أنقرة بدأت فى التوجه مرة أخرى إلى إيران وإسرائيل، وأنها بدأت فى تحسين علاقتها معهما بعد انحسار دورها الإقليمى فى المنطقة.
وأضاف عبد الفتاح، خلال الندوة التى عقدها "المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط" اليوم الخميس، حول التطورات الداخلية والإقليمية فى السياسة التركية وكيفية التعامل المصرى معها، أن تركيا توثق علاقاتها مع إثيوبيا أيضا بعد أن انحسر دورها فى المحيط العربى، وأنها تحاول التواصل مع كل من إيران وإسرائيل وإثيوبيا لتحسين سياستها الإقليمية.
فيما قال الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن طبيعة العلاقات التركية الإسرائيلية تربطها العديد من الأمور وهناك تحريض إسرائيلى– تركى على عودة تلك العلاقات، وإنهاء كل الأزمات الأخيرة التى حدثت عقب الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية وقتل 9 أتراك عام 2010.
وأكد فهمى، أن الولايات المتحدة حريصة للغاية لعودة العلاقات الطبيعية بين الطرفين، وأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، تدخل بنفسه لعودة العلاقات لمسارها الطبيعى، مضيفًا أن تركيا فى حاجة ماسة إلى إسرائيل، وأيضا تل أبيب حريصة على العودة إلى أنقرة.
وقال فهمى، إنه من المرجح أن إسرائيل ستحاول التدخل فى التطورات التركية ربما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ومساعدتها فى موضوع انضمامها للاتحاد الأوربى، وأن هناك رهانا فى تل أبيب حول استمرار رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، داخل دوائر السلطة بتركيا.
فيما أكد الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، خلال كلمته بالندوة، أن العلاقة بين إيران وتركيا هى علاقات مركبة، تتميز بالتصاعد والهبوط، وأن الوقت الذى اقتربت فيه أنقرة من طهران كانت لفترة قصيرة جدا بالقياس مع مدة الصراع بينهم، مشيرا إلى أن العلاقات الحالية بينهما ستكون علاقات قائمة على المصالح فقط.
وأضاف اللباد، أن أنقرة فوجئت بالحراك الثورى العربى، وأنها أيدت جماعة "الإخوان المسلمين" عقب استلامها الحكم فى مصر، لأن الإخوان من أكثر الجماعات فى المنطقة المؤيدة للزعامة التركية للمنطقة، مشيرا إلى أن الإخوان كانوا مؤيدين منذ نشأتها للنموذج التركى، وبالتالى سعت أنقرة لدعمهم بكل قوة.
وحول العلاقات بين إسرائيل وتركيا، أكد اللباد، أن أنقرة كانت من أولى الدول فى العالم التى اعترفت بإسرائيل عقب قيامها على الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1948، مشيرا إلى أن تركيا كانت لاعبا أساسيا فى المحادثات السابقة غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب.
وأوضح أنها سعت كثيرا للعب أدوار إقليمية ليست من أدوارها فى الوقت الذى كانت تشهد فيه مصر تراجعا فى دورها الإقليمى خلال الأنظمة السابقة التى كانت تحكمها، مشيرا إلى أن أنقرة استغلت الفراغ المصرى الذى تركته فى المنطقة حتى الربيع العربى.
وأشار الخبير الإستراتيجى، إلى أن تعزيز العلاقات بين تركيا وإسرائيل، يأتى فى الوقت الذى تشهد فيه تلك الدولتين تراجعا إقليما كبيرا، وأنهما يقوما بتعويض ذلك التراجع من خلال تعزيز العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن أنقرة تشهد حاليا تراجعا كبيرا فى المنطقة وتركت مساحات كبيرة خلفها وعلى مصر أن تستغل هذه الفرصة للعودة بقوة بدورها الإقليمى بالمنطقة.
وفى سياقٍ آخر، قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، خلال تعقيبه على حديث الخبراء خلال الجلسة الأولى من الندوة، إن الأزمة الداخلية التى تشهدها أنقرة حاليا سيكون الحاسم فيها هو الشارع، وأن الشارع التركى وحده هو القادر على التغيير والإطاحة برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، كما حدث أوكرانيا مؤخرا.
وشدد الزيات، على أن الدور الإقليمى لتركيا يشهد تراجعا بقوة، مرجحا أن الذى عزز هذا التراجع هو تراجع الدور الأمريكى أيضا فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن أردوغان بدا تشكيل "دولة عميقة" تكون متعلقة بالحزب الحاكم التابع له، من أجل السيطرة على زمام الأمور بالدولة ومواجهة المشاكل التى انفجرت فى وجهه مؤخرا.
وأكد الزيات، أن العلاقات العسكرية الإسرائيلية– التركية لم تتأثر مطلقا رغم تراجع العلاقات السياسية مؤخرا، لافتا إلى أن تبادل المعلومات الإستخبارية بين البلدين تشهدا تطورا كبيرا وتعاونا وثيقا.
ونوه الخبير الإستراتيجى، على أهمية عودة مصر بقوة فى المنطقة، ومنافسة بعض الأطراف التى تسعى أن تتزعم إقليميًا، وعليها أن تملأ الفراغ الحالى، لمنافسة النفوذ الإيرانى والتركى الذى بدأ فى الانحسار.
خبراء يؤكدون تأييد تركيا لـ"الإخوان" لموافقة الجماعة على زعامة أنقرة للمنطقة..لجأت لإثيوبيا وإسرائيل وإيران بعدما خسرت مكانتها وانحسر دورها الإقليمى.. وتل أبيب تراهن على بقاء "أردوغان" فى دوائر السلطة
الخميس، 20 مارس 2014 01:39 م