قال المتحدث الرسمى باسم حركة "فتح" أحمد عساف، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو، ووزير خارجيته الذى وصفه بـ"البلطجى" أفيجادور ليبرمان، هى حكومة متطرفة لا يعنيها الحل السياسى مع الفلسطينيين وتضرب بكل الحقوق والثوابت الفلسطينية عرض الحائط.
وأضاف عساف، خلال مؤتمر صحفى عقده بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل استغلت انشغال العديد من الدول العربية بمشاكلها الداخلية عقب ثورات الربيع العربى، لشن المزيد من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطينى وزيادة أعداد المستوطنات وتهويد الأراضى المقدسة.
وأكد المسئول الفلسطينى البارز بحركة فتح، أن الانقسام الفلسطينى – الفلسطينى هو صنيعة إسرائيلية، مضفيا أن حركة "حماس" تساعد فى تنفيذ مخطط إسرائيل فى إقامة وطن بديل للفلسطينيين فى قطاع غزة وسيناء.
وأضاف عساف، أن هناك العديد من الشواهد تؤكد عزم "حماس" فى السعى لتطبيق هذا المخطط على أرض الواقع، قائلا: "أول تلك الشواهد هى أن إسرائيل أعلنت هذا من قبل عدة مرات وكان آخرها تصريحات رئيس معهد الأمن القومى الإسرائيلى السابق، أيجور أيلاند، الذى طالب أمس باستقلال قطاع غزة عن الضفة وإعلانها دولة مستقلة، وثانيًا المطالب التى عرضتها الحركة خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، بإقامة منطقة تجارة حرة بين سيناء وغزة فى مساحة تصل لمئات الأفدنة، وأخيرًا ما أعلنه مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع، من قبل عندما طالب بإقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين فى سيناء.
وأكد المسئول الفلسطينى، أن تل أبيب تسعى بكافة الطرق لإقامة دولة "غزة – سيناء"، مشيرًا إلى أن المشروع قد طرح فى سنوات الخمسينيات خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفى فترة حكم الرئيس السابق محمد أنور السادات، وأثير مؤخرًا فى عهد الرئيس المعزول مرسى، وأنه أبدى موافقته عليه بل وعاونهم فى ذلك، مشيرًا إلى أن مرسى فى أحد التسريبات التى نشرت مؤخرًا أكد أنه كان ينوى إقامة سفارة لغزة فى القاهرة، رغم أنها تتبع الجسد الفلسطينى الواحد ولا ينبغى أن تنفصل عنه.
وحول الممارسات الإسرائيلية الغاصبة للحقوق الفلسطينية، قال عساف، إن تل أبيب تواصل أعمال الاستيطان بشكل سريع، وتعمل على تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطينى والعربى والإسلامى، كما أن أعداد الأسرى فى سجون الاحتلال وصلت للآلاف وأن بعضهم قضى أكثر من نصف قرن داخل السجن، كما أنها تندس المقدسات الإسلامية بشكل ممنهج أمام كل العالم.
وحول المفاوضات "الفلسطينية – الإسرائيلية" الجارية، أكد عساف أن المدة الزمنية المحددة لانتهاء المفاوضات تنتهى بعد 5 أسابيع، مشيرًا إلى أن تلك الفترة المتبقية ستكون حاسمة فى تاريخ القضية الفلسطينية، وأن الرئيس محمود عباس أبو مازن والقيادة الفلسطينية بالكامل لن تتنازل أى ثابت من الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس واللاجئين والحدود والأسرى.
واضاف عساف، أن القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط إقليمية ودولية هائلة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى للقبول بالشروط الإسرائيلية لإنهاء الصراع، مؤكدًا أن هذه الضغوط لن تبدى نفعًا وأن الرئيس الفلسطينى وكل الشعب لن يتنازل عن أى حق فلسطينى مهما كانت تلك الضغوط، لافتًا إلى أن عباس تلقى تهديدات بتصفيته من جانب إسرائيل ووزير خارجيتها المتطرف.
وأوضح عساف، أن كل الشعب الفلسطينى يراهن على الدبلوماسية المصرية وعلى الجهود العربية، بالإضافة إلى أن الفلسطينيين حكومة وشعبًا يتطلعون بأن تخرج توصيات القمة العربية المقبلة فى الكويت بقرارات حاسمة تنهى هذا الصراع.
وشدد المسئول الفلسطينى على أهمية الدور المصرى فى تلك المفاوضات، كاشفًا بأن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، طالب من نظيره المصرى الدكتور نبيل فهمى، بالتدخل والضغط على أبو مازن للقبول بما يسمى بـ"اتفاقية الإطار" والشروط الإسرائيلية لكن رد فهمى كان قاطعًا وصادمًا لواشنطن، وهو أن القاهرة تقف خلف موقف الرئيس الفلسطينى الثابت على الحقوق الفلسطينية التاريخية، وأن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين المستقبلية.
وأكد عساف، أنه رغم المشاغل الداخلية المصرية، والمشكلات الكبيرة التى تمر بها خلال الفترة الحالية، إلا أن المسئولين المصريين بالقيادة الحالية أكدوا على حرصهم على حل القضية الفلسطينية وأنها من أولويات مصر رغم أى ظرف داخلى.
وأشار عساف إلى أن مصر لا تزال حاضرة فى وجدان الشعب الفلسطينى، وأن جميع الفلسطينيين يتطلعون لمصر فى مساندتهم وعودة جميع حقوقهم المغتصبة من جانب دولة الاحتلال الإسرائيلى.
وردا على سؤال لـ"اليوم السابع" حول رد الفعل الفلسطينى فى حال وصلت المفاوضات الجارية لطريق مسدود، وهل ستكون أحد الحلول فى الذهاب لانتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الكيانى الصهيونى؟ قال عساف: "إن الشعب الفلسطينى فى حالة انتفاضة دائمة ولكنها تختلف أشكالها من فترة للأخرى، وان تلك الانتفاضة فى حالة صعود وهبوط سواء من خلال العمل المسلح أو من خلال الحلول الدبلوماسية والسياسية"، مؤكدًا أن المساعى الدبلوماسية التى خاضتها السلطة الفلسطينية لنزع اعتراف أممى بدولة فلسطينية فى الأمم المتحدة يعد نوعا من أنواع الانتفاضة.
وردًا على سؤال آخر لـ"اليوم السابع" أيضًا، حول الاتهامات التى أطلقها القيادى السابق المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، إلى القيادة الفلسطينية فى أحد البرامج التليفزيونية فى إحدى القنوات الفضائية المصرية الشهيرة يوم الأحد الماضى، قال عساف: "إن دحلان تحدث خلال ساعتين و17 دقيقة، على الهواء فى اتهامات ليس لها أى أساس من الصحة، ونال من الشعب الفلسطينى ورموزه وقيادته بشكل سافر وباطل".
وحول موضوع الاستيطان، أكد عساف أن الاستيطان سيذهب إلى الزوال يوما ما، مستشهدًا بالمستوطنات التى أقامتها إسرائيل على أراضى سيناء وفى نهاية المطاف قام اليهود أنفسهم بتفكيكها.
وفى نهاية المؤتمر الصحفى، أكد عساف، أن المصالحة الفلسطينية لن تتم إلا بعودة "حركة حماس" للوطن الفلسطينى وتخليها عن المصالح الخارجية لبعض الأطراف الإقليمية كقطر وإيران وغيرها، وأن القضية الفلسطينية لن تحل إلا بوجود غزة والقدس الضفة داخل حدود الدولة الفلسطينية، مشددًا على أن غزة يجب أن لا تكون خارج أى اتفاق نهائى لحل الصراع، كما أن القدس ستكون عاصمة فلسطين الأبدية.
حركة فتح: إسرائيل تسعى لإقامة دولة "غزة- سيناء" ومرسى عاونهم فى ذلك.. أحمد عساف: المصالحة لن تتم إلا بتخلى "حماس" عن مصالح قطر وإيران.. وحكومة تل أبيب متطرفة و"بلطجية"
الأربعاء، 19 مارس 2014 05:42 م