انفراد..الحلقة الثالثة من"قالوا عن مبارك"..سامى عنان: الجيش لم يرصد تسلل عناصر من حزب الله وحماس عبر الأنفاق وكلام طنطاوى شواهد وليس معلومات ..وفوجئت بحضور جمال اجتماع مبارك بالمخابرات والجيش 30 يناير

الإثنين، 10 مارس 2014 12:52 ص
انفراد..الحلقة الثالثة من"قالوا عن مبارك"..سامى عنان: الجيش لم يرصد تسلل عناصر من حزب الله وحماس عبر الأنفاق وكلام طنطاوى شواهد وليس معلومات ..وفوجئت بحضور جمال اجتماع مبارك بالمخابرات والجيش 30 يناير عنان ومبارك وطنطاوى
انفراد محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


سألوا موافى وطنطاوى وعنان عن دور الإخوان فى أحداث يناير.. مدير المخابرات السابق أجاب أنهم اشتركوا فى الفوضى.. والمشير قال: تورطوا فى الهجوم على أقسام الشرطة والسجون.. وعنان: لا أستطيع تحديد دورهم بدون امتلاك معلومات دقيقة

الأصل أن المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان تحملا المسؤولية فى إدارة البلاد بالمرحلة الانتقالية، واشتركا سوياً فى اتخاذ القرار باعتبار الأول قائداً عاماً للقوات المسلحة والثانى رئيساً للأركان، ومن ثم فإن كل القرارات التى صدرت عن المجلس العسكرى بشكل خاص والقوات المسلحة بشكل عام هى قرارات نتجت عن مشاورات بين الرجلين وعن معلومات بحوزة الرجلين، وبالتالى عندما يتحدث الرجلان يكاد يكون حديثهما متطابقاً كنتيجة طبيعية لـ 6 سنوات من العمل المشترك، أما أن يخرج الرجلان بحديث مختلف فى واقعة واحدة، فهذا أمر غريب يستحق الدراسة والتحليل والتحقيق أيضاً، خاصة إذا كانت تلك الواقعة وغيرها تتعلق بالأمن القومى وبتاريخها، وبحقيقة ما جرى فى أيام ثورة يناير وما تلاها من أحداث مهمة.



اليوم، نقدم لك الفصل الثالث من سلسلة حلقات «قالوا عن مبارك»، هذا الفصل يلعب فيه الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق دور البطولة، ليس فقط لأهمية المعلومات الجديدة التى يكشف عنها للمرة الأولى، ولكن أيضاً لآرائه المختلفة التى يبديها بشأن قضايا الوطن عن كل قيادات المجلس العسكرى والمخابرات العامة، والتى يمكن سردها تفصيليا فى الوقائع الآتية:

◄الواقعة الأولى: حقيقة قيام مجهولين غير رجال الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين
هل هناك آخرون تسببوا غير رجال الشرطة فى إحداث وفيات أو إصابات بالمتظاهرين يوم 28 يناير؟.. ليس مجرد سؤال، ولكنه عنوان لقضية كبيرة تحتاج لتحقيق موسع من أجهزة الدولة، لأن الإجابة عليه تفتح الباب على جهات خارجية تسللت إلى البلاد بصورة شرعية أو غير شرعية، وحملت الأسلحة، واندست بين المتظاهرين السلميين، وأطلقت الرصاص على المتظاهرين وعلى الشرطة أيضاً، وتكرر الأمر فى أكثر من واقعة، لدرجة دفعت البعض إلى إطلاق مصطلح «الطرف الثالث»، وبالتالى إجابات قيادات الجيش والمخابرات العامة على السؤال تكون إجابات حساسة ومحسوبة بالكلمة، سواء بالنفى أو بالإيجاب.

لنكون أكثر دقة، عندما سئل اللواء مراد موافى، أجاب بالقطع، بأن هناك آخرين غير الشرطة أطلقوا الرصاص، وعندما سئل المشير حسين طنطاوى، أجاب بنعم هناك آخرون ودلل أن هناك عددا كبيرا من رجال الشرطة أصيبوا بعد إطلاق الرصاص من قبل أفراد مندسين بين المتظاهرين، أما عندما سُئل الفريق سامى عنان، فأجاب بأنه لا يستطيع يقينا القول بأن هناك آخرين غير رجال الشرطة تسببوا فى إحداث وفيات أو إصابات فى المتظاهرين.





قبل أن أكمل لك باقى إجابة الفريق سامى عنان على هذا السؤال، دعنى أركز أنا وأنت على الألفاظ التى استخدمها عنان ونقارنها بالألفاظ التى استخدمها قرينه فى إدارة البلاد المشير محمد حسين طنطاوى، فعنان استخدم كلمة لا تحمل التأكيد التام أو النفى التام وترك الأمر دون إجابة حاسمة، خاصة أنه أكمل تعليقه بجملة «أنا لا أستطيع القول ولكن أنا متيقن أن هناك آخرين من أطراف أجنبية».

على الجانب الآخر، قال المشير طنطاوى إجابات حاسمة، فلم يتوقف طنطاوى إلى التأكيد على وجود أطراف غير الشرطة أطلقت النيران، بل ضرب مثالاً بما رواه له اللواء حسن الروينى قائد المنطقة المركزية من اعتلاء عناصر من الإخوان أسطح العمارات المطلة على ميدان التحرير، وقيام الإخوان بمشاركة قيادات من حماس بتنفيذ خطة الهجوم على أقسام الشرطة والسجون ضمن مخطط تخريب مصر.

الغريب أنه فى الوقت الذى كان عنان يعلق على واقعة قيام آخرين غير رجال الشرطة بإطلاق النار وقت أحداث يناير، قاطعه أحد المجتمعين معه واستدعى إلى المشهد نص حديث اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق عن أن بعض إصابات المتظاهرين من طلقات الخرطوش أطلقتها قوات أخرى غير قوات فض الشغب بالأمن المركزى.
الأغرب أن إجابة عنان كانت بأنه لم يتناقش مع اللواء عمر سليمان.

◄الواقعة الثانية: تسلل عناصر أجنبية إلى البلاد
من بين أهم المعلومات الخطيرة التى كشف عنها اللواء عمر سليمان فى شهادته بالجولة الأولى لمحاكمة الرئيس الأسبق مبارك أمام القاضى أحمد رفعت هى واقعة تسلل الحمساوية إلى الأراضى المصرية وقت الثورة، وجاء نص الشهادة فى تلك الواقعة كالآتى: «المخابرات العامة رصدت اتصالات بين عناصر حركة حماس وبدو سيناء، ترتب عليها خروج بعض المجموعات من خلال الأنفاق الموجودة بين غزة والحدود المصرية وأنه تم الاتفاق على مد البدو بالأسلحة والذخائر، فى مقابل معاونتهم على إخراج عناصر من حركة حماس من السجون، وكان ذلك تحديدا يوم 27، وبالفعل قام البدو بتهيئة المناخ لعملية التهريب بضرب نقطة شرطة الشيخ زويد، وضرب عشوائى فى جميع المناطق المحيطة بالأنفاق عن طريق الأسلحة النارية، حتى لا تقترب الشرطة أو حرس الحدود، وتمت عمليات التهريب للأسلحة والذخائر والمفرقعات والألغام، وقامت كتائب عز الدين القسام فى الاتجاه الآخر من الحدود المصرية بنشاط عسكرى حتى لا تتدخل قوات حرس الحدود».

بعد تلك الشهادة التاريخية التى أدلى بها الرجل المخابراتى المعلوماتى الأول فى مصر وقت الثورة يكون أى حديث عن التسلل غير هذا الحديث غير منطقى ويحتاج الدراسة أيضاً، خاصة أن معلومات عمر سليمان حققها فيما بعد القاضى المستشار خالد المحجوب، ووثقها فى قضية ستكتب فى تاريخ الوطن باسم «الهروب من وادى النطرون».

الغريب هنا أنه عندما سئل الفريق سامى عنان عن واقعة التسلل، وهل ما إذا كانت الأجهزة المخابراتية التابعة للقوات المسلحة رصدت أى تسلل عبر الأنفاق فى سيناء لعناصر حزب الله وحماس؟.. كانت إجابة الفريق عنان مغايرة تماماً لكل أحاديث قيادات الجيش عن تلك الواقعة، وقال عنان: «لا لم ترصد».

مقاطعة بسيطة.. كيف يقول عنان إن الأجهزة المخابراتية للقوات المسلحة لم ترصد، فى حين أن المشير طنطاوى نفسه أكد أكثر من مرة أن بعض العناصر الفلسطينية وحزب الله تسللت عبر الأنفاق إلى الأراضى المصرية بغرض إحداث فوضى. المفاجأة الكبرى أن عنان عندما واجهوه بما قاله المشير أن عناصر بالفعل تسللت إلى مصر، أجاب عليهم إجابة لم تكن متوقعة أبداً وفتح النار على المشير قائلاً: «قد يكون ما قاله المشير طنطاوى شواهد وليس معلومات».

الخطير فى الموضوع أن المجتمعين حول عنان اندهشوا من إجابته ومن وصفه حديث المشير عن التسلل بأنه شواهد وليس معلومات، فسألوه: هل تعتقد أن رئيسك فى المجلس العسكرى بشخصيته العسكرية وتاريخه الوظيفى الطويل عندما يدلى برأيه فى هذه الواقعة يكون من منطلق الشواهد وليس المعلومات.

هنا شعر عنان بأنه فى مأزق ليس لشهادته فى واقعة التسلل بأن القوات المسلحة لم ترصد فهى شهادة يتحمل هو وحده نتيجتها ويحاسب أمام الله عليها، ولكن المأزق لأنه وصف حديث المشير طنطاوى بأنه شواهد وليس معلومات، وما كان ينبغى عليه أن يقول ذلك.. تراجع عنان بعد ذلك وقال: «قد يكون المشير طنطاوى لديه المعلومة دون أن تكون عندى».
إلى هنا انتهت واقعة التسلل بكل ما تحمله من دراما وتناقض بين أكبر رجلين فى القوات المسلحة، غير أنه خلف التناقض، هناك تحليل أقرب إلى أن يكون يقيناً، وهو أن عنان يعلم أسراراً ومعلومات عن التسلل والأطراف الأجنبية لا يريد أن يعلن عنها، ويتحفظ عند الحديث بشأنها، ويكفى دليلا أنه عندما سئل فى النهاية عن تعليقه على ما ورد بتقرير مباحث أمن الدولة بشأن القبض على عناصر من حماس وحزب الله فى ميدان التحرير، أجاب بـ «معنديش معلومة».





وللعلم عنان بدأ بعد ذلك فى سرده للأحداث أن يؤيد أى حديث للمشير، فعندما سألوه مثلاً عن رأيه فيما قاله المشير طنطاوى أن ما جرى بالبلاد من أحداث 25 يناير كان حلقة من حلقات تخطيط أمريكى للشرق الأوسط الكبير؟ أجاب الفريق عنان: «لو كان المشير قال هذا الكلام يكون على حق لأن لديه من المعلومات الكثير، ولديه ما يبرهن على ما يقول، وأنا متفق معه تماماً».

◄دور الإخوان فيما جرى من أحداث 25 يناير

عندما تذكر كلمة «إخوان» أمام أى قيادة من قيادات الجيش أو المخابرات ستجد ما لذ وطاب من دورهم فى تهريب السجون وأحداث عمليات فوضى والهجوم على الأقسام، ويتبقى أن أبرز من تحدثوا عن دور الإخوان فى نشر عمليات الفوضى بأحداث يناير هما المشير طنطاوى واللواء مراد موافى، فموافى قال إن 30 يونيو كشفت أن منفذ الفوضى والتخريب فى 28 يناير هو نفس منفذ الفوضى بعد 3 يوليو، وهى الجماعة الإرهابية، أما المشير طنطاوى فقال إن الإخوان تعاونت مع حماس وحزب الله فى الهجوم على السجون، وأن الأمريكان كانوا يخططون ضد مصر ويستغلون الإخوان لتنفيذ مخططهم المعروف بالشرق الأوسط الكبير، إلا أن كلمة «الإخوان» عندما ذكرت أمام عنان كان لها معيار مختلف، فالرجل لم يشر إلى الإخوان بأى اتهام من قريب أو من بعيد، ولم يتحدث عنهم بأى سوء وقال: «لا أستطيع القول بحاجة مثل كده ولا أستطيع أن أحدد دور الإخوان فى أحداث يناير لأنه لابد أن يكون عندى المعلومات الدقيقة»، حتى عندما سئل عن من يقف وراء الهجوم على الأقسام والسجون أجاب: أنه المستفيد من أحداث الفوضى وعندما سؤل من المستفيد؟ قال لا أستطيع أن أحدد.

هنا أنت اذ أمام رجل لا يتحدث إلا بمعلومة ولا يؤمن بنظرية المؤامرة التى تحدث عنها طنطاوى فى الحلقة السابقة.

◄واقعة توريث مبارك الحكم لنجله جمال

عندما سئل المشير طنطاوى عن قضية التوريث فأجاب بـ 3 نقاط، الأولى أن مبارك ونجليه لم يتحدثا مطلقاً إليه فى هذا الشأن، وأن مجلس الوزراء لم يناقشه أبداً فى محضر رسمى بجلساته وأن القوات المسلحة لا علاقة لها بهذه القضية، ولا يصح بالأساس أن يأخذ رأيها فيه، فالقوات المسلحة مؤسسة وطنية تدافع عن أمن ومصالح البلاد دون الدخول فى أى أعمال سياسية.

هذه النقاط الثلاث كانت تعليقات الرجل العسكرى الأول فى القوات المسلحة عن أهم قضية شغلت الرأى العام المصرى قبل 25 يناير، والآن سأقدم لك رأى الفريق عنان الرجل الثانى فى القوات المسلحة والتى تتناقض فى جوهرها تماما مع المشير طنطاوى.

يقول عنان: «المعلومات كانت قد توجد بين الموظفين والإعلام ولكن رئيس الجمهورية لم يذكر هذا وأنه استنكر مثل هذا الحدث، وكان دائماً يستعرض ما يدور فى البلاد وأن الكلام ده غير منطقى».

هذه العبارة تحمل دلالة مهمة وهى أن رئيس الجمهورية تناقش مع قيادات الجيش عن هذا الملف وطرحه عليهم بأنه موضوع غير حقيقى، وذلك على غير ما ذكر المشير طنطاوى من أن مبارك لم يناقش الموضوع بالأساس.

الجزء الثانى المتعلق بواقعة التوريث وهو رأى القوات المسلحة فيها قبل 2011، وكانت إجابة الفريق عنان: «لم تكن موافقة على ذلك، وأن الرئيس مبارك أكد أن مثل هذا الموضوع ليس صحيحا تماماً».

تلك العبارة أيضاً تحمل دلالة نوعية ولكن أكثر خطورة، وهى أن القوات المسلحة كانت غير راضية تماماً عن توريث الحكم وأنها بالفعل فكرت وناقشت وانتهت إلى الرفض، بل وأنها لها رأى فى هذه القضية، ليس كما ذكر المشير طنطاوى من أنه لا يجب أن يوجه السؤال بالأساس إلى القوات المسلحة لأنها ليس لها علاقة. إلى هنا أكون قد انتهيت من عرض بعض التناقضات بين تعليقات المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان على قضايا رئيسية للوطن، تتعلق بأحداثه المهمة التى مر بها، وانتقل بعد ذلك إلى إبراز عدد آخر من المعلومات التى يكشف عنها بطل الحلقة الفريق سامى عنان عن وقائع تاريخية أخرى مرت بها مصر فى السنوات الثلاث الماضية، وستلحظ فى الوقائع التى يتناولها عنان أنه الأجرأ بين كل قيادات الجيش والأكثر فى ضبط مصطلحاته اللغوية فى التعليقات المختلفة.

◄ولعل أبرز الوقائع التى يكشفها عنان الآتى:

◄تدخل مبارك لوقف نزيف الدماء فى أحداث يناير

عندما سئل عنان عن تدخل الرئيس الأسبق بأى صورة لوقف نزيف دماء المصابين والكف عن مزيد من الانفلات؟ أجاب عنان بأن الرئيس الأسبق لم يصدر أى قرار لأحد.

إجابة عنان تحمل دلالات فى غاية الخطورة ستؤثر بشكل كبير على الموقف القانونى لمبارك خاصة أن إجابة عنان تزيد من التقصير المنسوب إلى مبارك من عدم التحرك السريع لحماية البلاد منذ بدء الأحداث واتخاذ قرار متأخر بنزول القوات بعد حالة الانفلات الأمنى فى البلاد.

◄جمال مبارك يحضر اجتماعات القوات المسلحة بالرئيس مبارك

يكشف عنان للمرة الأولى أن جمال مبارك كان يجلس فى اجتماعات القوات المسلحة بالرئيس مبارك وكان يحضر أيضا لقاءات أخرى دون أى صفة، آخرها اجتماع الجيش بالرئيس يوم 30 يناير 2011، ويشرح عنان تلك الواقعة قائلاً: «يوم الأحد 30 يناير حضرت اجتماعا برئاسة الرئيس الأسبق، وحضر عمر سليمان، وبعد ذلك جاء الوزير الأسبق حبيب العادلى، وحضر أيضاً جمال مبارك، وكان بيحضر مناسبات كثيرة ومن غير المنطقى أن أقول له إنت جاى ليه».

◄خطابات مبارك دائماً متأخرة

فى تعليق الفريق عنان على خطابات الرئيس الأسبق مبارك قال عنان: «للأسف مبارك كان بيطلع فى توقيت متأخر، وإذا كان طلع فى توقيت قبل هذا التوقيت يمكن يكون له نتائج أحسن والخطاب الأول كان مناسبا، ولكن الخطاب الثانى فى فبراير جاء متأخرا، وكان يجب أن يستغل بوادر نجاح 1 فبراير، الخطاب ده كان إيجابيا، وفيه اجراءات ممكن تتنفذ، ومبارك كانت ذاكرته حديدية وقادرة على الإدارة».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة