الأنبا إبراهيم إسحاق يترأس قداس العيد والبابا تواضروس أبرز المهنئين يوم 25 ديسمبر..
تواصل الكنيسة الكاثوليكية في مصر هذه الأيام تحضيرات مكثفة لاستقبال عيد الميلاد المجيد، حيث بدأ المؤمنون صوم الميلاد يوم 10 ديسمبر ويستمر حتى يوم الاحتفال بالعيد 25 ديسمبر. ويعد الصوم فرصة روحية للمؤمنين للتأمل، والصلاة، وتجديد القيم المسيحية، استعدادًا لاستقبال ميلاد السيد المسيح.
وخلال فترة الصوم، تُقام القداسات اليومية وتُردد التسبحة الخاصة بشهر كيهك، وتُجهز الكنائس مغارات الميلاد منذ اليوم الأول للصوم، استعدادًا لوضع تمثال السيد المسيح فيها قبل قداس ليلة عشية عيد الميلاد المجيد، ليكون محور الاحتفال الروحي للمؤمنين.
قداس ليلة 24 ديسمبر يقوده الأنبا إبراهيم إسحق
يتصدر غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، قداس عيد الميلاد المجيد مساء 24 ديسمبر في كاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر. وتتميز هذه المناسبة الروحية بصلوات الميلاد، وترانيم عيد الميلاد المجيد، وقراءة نصوص من الكتاب المقدس، لتجسد روح المحبة والسلام التي يحملها الحدث الأعظم في العالم المسيحي.
وفي الوقت نفسه، تحتفل الكنيسة الأسقفية بقيادة المطران سامي فوزي بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك، في مشهد يعكس وحدة الاحتفال وروح الأخوة بين الكنائس المسيحية في مصر.
صوم الميلاد: الامتناع عن الأطعمة وتجديد الروح
أوضح القمص جورج سليمان كاهن كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية أن صوم الميلاد ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو رحلة روحية لتقوية النفس، وتعزيز القيم المسيحية. ويُمنع خلال الصوم تناول الأطعمة التي تحتوي على "روح"، مثل اللحوم، الدواجن، البيض، الأجبان، والألبان، بينما يُسمح بالأطعمة النباتية والأسماك طوال الأسبوع، مع استثناء يومي الأربعاء والجمعة.
ويهدف الصوم إلى تنقية النفس والروح، وزيادة التركيز على الصلاة وأعمال المحبة، مع تعزيز الانضباط الذاتي والمشاركة المجتمعية في الروحانية.
استقبال المهنئين صباح يوم 25 ديسمبر
تستقبل الدار البطريركية بكوبري القبة صباح يوم 25 ديسمبر المهنئين بعيد الميلاد، على رأسهم قداسة البابا تواضروس الثاني. وتشهد هذه المناسبة حضورًا شعبيًا واسعًا من المؤمنين، مع تقديم التهاني والتبريكات، في مشهد يعكس الروابط الأخوية بين الكنائس المختلفة وروح المحبة التي تجمع المسيحيين في مصر.
دلالات الصوم وأهمية مغارة الميلاد
يمثل صوم الميلاد المجيد لدى الأقباط الكاثوليك رحلة روحية نحو الصفاء الداخلي وتجديد الإيمان، إذ يُعتبر الامتناع عن بعض الأطعمة وتقوية الانضباط الذاتي تدريبًا للنفس على التحكم في الرغبات والتمسك بالقيم المسيحية.
وتكتسب مغارة الميلاد رمزية خاصة، إذ يتم وضع تمثال السيد المسيح فيها خلال القداسات، لتصبح محور التركيز الروحي والصلوات، ويجسد ميلاده رمز الأمل والخلاص والسلام للبشرية.
عيد الميلاد فرصة لنشر المحبة والسلام
يمثل عيد الميلاد المجيد في الكنيسة الكاثوليكية مناسبة لتأكيد قيم المحبة والتسامح والسلام، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية بين المؤمنين. وتحرص الكنيسة على إشراك جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك الصم وضعاف السمع، في احتفالات القداسات والترانيم والأنشطة الروحية، لتكون المشاركة شاملة ومليئة بالفرح والروحانية.
وتختتم الاحتفالات بليلة عيد الميلاد المجيد، حيث يتبادل المؤمنون التهاني والتبريكات، ويرددون كلمات الكتاب المقدس: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"، لتجسد روح العيد الحقيقية.