قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الاتهامات الموجهة لأحد أساتذة الجامعة المصريين بالتجسس، أثارت مخاوف جديدة حول الحرية الأكاديمية فى مصر، مشيرة أن بعض أساتذة السياسية يشكون من عدم قدرتهم على التحدث بحرية خشية من اتهامهم بدعم جماعة الإخوان.
وأشارت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، إلى أن هذه الشكوى هى ما رددها الدكتور عماد الدين شاهين، أستاذ السياسة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس تحرير موسوعة أكسفورد للإسلام والسياسة والأستاذ الزائر سابقًا بجامعة هارفارد ونوتردام، المتهم حاليا فى "أكبر قضية تجسس فى تاريخ مصر الحديث".
ويواجه شاهين وكبار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بمن فيهم الرئيس السابق محمد مرسى، اتهامات بالتجسس وقيادة تنظيم محظور. وبحسب الصحيفة فإلى جانب الاتهامات السابقة فإن شاهين يواجه اتهامات بمد تنظيم محظور بالمعلومات والدعم المالى والدعوة إلى تعليق الدستور ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من آداء مهامها، والإضرار بالوحدة الوطنية والوئام المجتمعى ومحاولة تغيير الحكومة بالقوة.
وتشير الصحيفة إلى أن لجنة الحرية الأكاديمية التابعة لرابطة دراسات الشرق الأوسط فى أمريكا الشمالية، أصدرت بيانا هذا الشهر يدعو الحكومة المصرية لإسقاط الاتهامات عن شاهين.
وقال البيان: "إن أعضاء لجنتنا يعرفون أن الدكتور شاهين شخص يتسم بالنزاهة ومصرى وطنى لن يضر أبدا ببلاده".
ويقول ناثان براون، رئيس الرابطة وأستاذ العلوم السياسية والشئون الدولية بجامعة جورج واشنطن وصديق شاهين، أن القضية أثارت القلق بين الأكاديميين الغربيين الذين يدرسون الشرق الأوسط.
وأضاف: "عندما يتم التعامل مع عماد باعتباره تهديدا للدولة، فعليك أن تتساءل ما هو نوع الدولة هذه"، مشيرا إلى أن الأكاديميين عليهم أن يفكروا مرتين قبل زيارة مصر، فيمكن يتعرضوا للمضايقة بسبب من يجتمعون معهم وتصريحاتهم العلنية.
وتقول الصحيفة إن العام الماضى، تم اعتقال اثنين من الأكاديميين الكنديين قرابة شهرين على إثر اتهامات من قبل النيابة العامة، بمشاركة أنصار جماعة الإخوان فى الهجوم على مركز شرطة خلال أحداث مسجد الفتح فى رمسيس.
وتضيف الصحيفة أن قضية شاهين حظيت بأكبر قدر من الاهتمام العام، لكن يواجه أكاديميون آخرون المقاضاة بسبب تصريحاتهم العلنية، مثل عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، الذى يواجه تهمة إهانة القضاء بسبب تويتة انتقد فيها حكم قضائى.
ووجهت نيويورك تايمز بعض الانتقادات للدكتور حسن نافعة، قائلة إنه بينما أصدر أعضاء الكلية والطلاب فى الجامعة الأمريكية بيانا لدعم شاهين، فإن بعض الأكاديميين المصريين بدو أقل صراحة، وأشارت أن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تنحى جانبا عن الأسئلة الخاصة بالاتهامات الموجهة لشاهين وحمزاوى قائلا، إنه ليس على علم بتفاصيل القضايا.
ونقلت قوله: "فى هذه اللحظة فإن البلاد تواجه وضعا استثنائيا، فالجامعة ليست مشغولة حاليا بما يسمى الحرية الأكاديمية". فالأولوية وفق نافعة هى العمل على إنهاء الفوضى داخل الحرم الجامعة، حيث يقود الطلاب الإسلاميون احتجاجات محاولين تعطيل الدراسة والامتحانات.
وترى نيويورك تايمز أن الانقسامات العميقة فى مصر، جعلت بعض أساتذة السياسة يترددون فى التحدث علنا على الأحداث الجارية. ونقلت عن شاهين قوله إن زميل مصرى له رفض حضور مؤتمر فى جامعة جورج تاون، بعنوان "مصر والنضال من أجل الديمقراطية"، خشية من الانتقام.
والجدير بالذكر أن المؤتمر الذى يشير إليه شاهين، حظى بشكوك واشتباه من قبل بعض الباحثين الغربيين وعلى رأسهم الباحث بمعهد واشنطن إريك تريجر، الذى تساءل عن هوية جميع المتحدثين والذين يدعمون جماعة الإخوان المسلمين، حتى أن القبطى الوحيد الذى حضر هو "رامى جان" المعروف بتحالفه مع الجماعة.