هو "غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيّام"، المعروف بـ "عمر الخيّام" نسبة إلى عمل والده فى صناعة الخيام، وقد ولد فى مدينة "نيسابور" بخرسان الإيرانية عام 1048، وقد تلقى "الخيام" العديد من العلوم بما فى ذلك العربية والفارسية والفلسفة فى مسقط رأسه وصار من أنبغ تلاميذ ابن سينا، وقد عرف عنه منذ شبابه شغفه بتجديداته العلمية، فهو أول من اخترع طريقة حساب المثلثات والمعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط، كما وضع تقويما سنويا أدق من التقويم السنوى، الذى نعمل به حاليا.
وقد عاش "عمر الخيام" معظم حياته داخل نيسابور وسمرقند، واشتهر بعلمه وبرباعياته التى لم يتم جمعها فى عصره لما تحويها من جرأة شديدة وحكمة بالغة، وإنما ظهرت بعد مرور ثلاثة قرون على وفاته فى سنة 865 هجرية، حيث ترجمة إلى الإنجليزية لتنتشر فى الغرب، ثم قام الشاعر أحمد رامى بترجمتها من الفارسية إلى العربية.
لكن تهمة الإلحاد والزندقة رافقته طوال حياته نتيجة تفسيرها من قبل البعض على أنها نوع من الإلحاد، حيث تم حرق العديد من مؤلفاته لتصل لنا هذه الرباعيات فقط، لكن "الخيام" كان فى الحقيقة كان عالما عبقريا ومبدعًا أكثر من كونه شاعرا، وضياع كتبه فى الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة والإطلاع على ما وضعه فى علوم الجبر والرياضيات.
ويرى البعض الآخر أن هذه الرباعيات لا تخص عمر فى الأساس، حيث إن جميعها يدعو إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن الخيّام عُرف بأنه عالم جليل وذو أخلاق سامية.
وتعتبر الرباعيات مقطوعات شعرية بالفارسية مكونة من أربعة أبيات يكون الشطر فيها مطلقا، بينما الثلاثة الأخرى مقيدة، والتى تتحدث عن الإنسان والوجود والكينونة والقدر، والاختيار والنصيب، والزهد بنوعيه الحقيقى والمزيف، والحث على الأخلاق الكريمة كالصدق والأمانة وخدمة البشر والعدل.

تمثال عمر الخيام ببوخارست

ضريح عمر الخيام بإيران