أصبحت المدرسة عبئا على طلبة الثانوية العامة؛ لأنهم يقضون معظم يومهم فى مراكز الدروس الخصوصية وقد استعاضوا عن كتاب المدرسة بمذكرات المدرس الخصوصى ويبدأ حجز الدروس الخصوصية عند المدرسين المرموقين قبل بداية العام الدراسى بشهور!
إنه الأمر الواقع الذى نعيشه وقد اضطررنا له؛ ولكى تستعيد المدرسة مكانتها وتجتذ بطلابها مرة أخرى يجب أن تتغير الاستراتيجية التعليمية بحيث يتم تغيير المناهج ليصبح الجانب الأكبر منها عمليا يتم تفعيله داخل المدرسة وتمنح درجاته على أساس الحضور والمشاركة ويمنع الطالب من دخول امتحان الترم إذا لم يجتاز الجانب العملى وأن تتعدد المناهج فى السنة الواحدة بحيث تكون نتائج الطالب العملية هى المحدد الرئيسى لباقى المنهج الذى سيدرسه الطالب فى باقى السنة الدراسية وتبقى الإمكانات سببا مهما لإنجاح الفكرة.
لا يمكن أن ننهض بالعملية التعليمية فى ظل المناهج الصماء التى لا ترتبط بالواقع العملى ولا تثرى فكر وخيال الطالب، إن شعور الطلاب بأن النشاط المدرسى جزء من المنهج وأن توجيه الطالب فيما سيدرسه يتوقف على نجاحه فى الجانب العملى سيسهم فى كشف المواهب وتحديد المنهج الدراسى الذى يناسب كل طالب حسب ميوله وموهبته.
إن حجم المبالغ التى ينفقها أولياء الأمور فى الدروس الخصوصية تعدى العشر مليار جنيه سنويا وهو مبلغ كفيل برفع مصر إلى مصاف الدول التى تضع البحث العلمى من أهم أولوياتها ولن يتردد أولياء الأمور فى توجيه هذه المبالغ التى ينفقونها سنويا رغما عنهم وإذعانا للأمر الواقع فى مجال الدراسة العملية لأبنائهم والتى تعود بالنفع على المدارس وتنشط الجانب العملى فى حياة أولادنا، علينا أن نتعامل بصدق مع واقعنا وندرك الرغبة الحقيقية لدى الأسر المصرية فى تعليم أولادهم وإنفاق المبالغ الطائلة من أجل تعليمهم وكيف نوجه هذه المبالغ الضخمة لإصلاح العملية التعليمية وتطوير المناهج الدراسية.
لا يمكن السكوت على الوضع الحالى الذى أطاح بدور المدرسة التعليمى وجعلها مجرد غطاء للعملية التعليمية ومكانا لعقد دورات الامتحان، وحتى أولياء الأمور الذين لا يجدون قوت يومهم ويدفعون بأولادهم إلى المدرسة يصطدمون غالبا مع الواقع حيث يدرك مدرس المدرسة أن جل الطلبة داخل الفصل يترددون على الدروس الخصوصية خارج المدرسة وأغلبهم يشوش على مدرس الفصل المنهك أصلا من الدروس الخصوصية خارج المدرسة عند قيامه بشرح المقرر ويضيع هؤلاء الطلبة الذين رغبوا فى الاستفادة من المدرسة فى ظل الاتجاه الغالب.
أشرف مصطفى الزهوى يكتب: حتى نقول وداعا للدروس الخصوصية
الأحد، 12 يناير 2014 08:02 ص