الطفولة فى كرداسة شكل تانى..

أطفال كرداسة من الجرى وراء عربة الرش إلى لعبة "امسك خلية إرهابية"

السبت، 28 سبتمبر 2013 09:11 م
أطفال كرداسة من الجرى وراء عربة الرش إلى لعبة "امسك خلية إرهابية" أرشيفية
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صوت محركات المدرعات وعربات "البوكس" يخترق صمت شوارع كرداسة التى يتقافز فيها أطفال فى أعمار مختلفة اختفت من على وجوههم معالم الطفولة التى استبدلوها بهموم لا تمت لطفولتهم بصلة، كما استبدلوا ألعابهم التى طالما خرجوا من منازلهم لممارستها بحرية بألعاب أخرى تماشياً مع أحدث موضات "استغماية الخلايا الإرهابية" والجرى وراء المدرعات بدلاً من الجرى وراء عربات الرش أو العربات الكارو التى اعتادوا التعلق بها قبل أن تلتصق عبارة "إرهاب" بمدينتهم" وتلتصق اتهامات الخارجين على القانون بأهلها البسطاء.


صيحات عالية متوترة وضحكات لا تخلو من انفعال هى ما حلت محل أصوات ندائهم على "أسامى" الاستغماية أو صيحات "ثبت صنم" وغيرها من الألعاب التى اختفت من شوارع كرداسة، كما يظهر واضحاً على المشهد الذى يغلفها، كما تشرح ببساطة الطفلة "منى منصور" وصديقتها "أسماء خلف" اللتين لم يتعديا طول إحداهما المتر الواحد، وقفتا بابتسامات مصطنعة خلف عدسات المصورين ملوحين بعلامات نصر لا معنى لها قبل أن تبدأ إحدهما فى الحديث قائلة: من ساعة الثورة والإخوان اللى قتلوا الظباط وبطلنا نلعب فى الشارع دايماً فى قلق ودايما فى ناس غريبة فى الشوارع، وجيش وشرطة بيجروا فى كل مكان".

"منة على" طفلة أخرى اشتركت معهم فى اللعب بالشروط الجديدة، كانت دوماً أسرع من تجرى وصولاً "للأمة" قبل أن يمسك بها أحد، أما عن سرعتها فى الاختفاء عن الأعين وضحكاتها التى تتخلل اللعبة كانت دائماً ما تملأ محيط اللعب المقدس الذى تحول بعد فترة إلى مكان مهجور، اكتفوا بالمرور عليه من حين لآخر أثناء ملاحقة مدرعات الجيش التى تطوف المدينة بحثاً عن مسلحين، من وقت لآخر تصل أصوات الرصاص إلى آذانهم قبل أن يهرول الأهالى لإدخالهم للمنازل، أما الذهاب للمدرسة فكان له طعماً خاصاً وسط الحراسات الأمنية المشددة المحيطة بكل "خرم أبرة" فى المكان.

لا تكف المدرعات وسيارات الشرطة عن التجول فى شوارع المدينة وبمجرد وقوفها أمام بعض المنازل تحاط على الفور بالعشرات من الأطفال الذين يرفعون أعلام مصر، تصاحبها صيحاتهم المؤيدة للجيش وللفريق عبد الفتاح السيسى رافعين علامة النصر المؤيدة للجيش.

وترى سعادتهم واضحة لوجودهم بجوار الجيش الذى يرون فيه أمناً لم يعد متاحاً، "وائل محمود" الطفل صاحب الـ12 عاما دائماً ما يتجاهل نداءات أمه المتكررة له التى تخاف عليه مما قد يحدث أثناء هذا الوقت.

تقول نعمة حسين أم وائل "أنا مطمنة عليه علشان الجيش موجود وهيحمينا، بس بردو خايفة عليه لأنه ممكن تحصل أى حاجة أو يكون فى ضرب نار، وده اللى بيخوفنا عليهم.

رافعا شعار النصر بيديه، يجرى هو وغيره من الأطفال خلف رجال الشرطة والجيش متابعين الموقف بدقة، يتندرون به فى جلسات خاطفة أو ربما بعد طابور المدرسة بأصوات منخفضة فى الحالات النادرة التى يسمح لهم أهاليهم بالذهاب إليها، يتذكرون ألعاب زمان التى اختفت مفسحة مجالاً لألعاب أخرى لم تتشابه مع طفولتهم ولكنها تطابقت مع شريط الأحداث.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة