"أم قيس" الأردنية .. مدينة تحاكى الجولان السورى وبحيرة طبريا ليل نهار

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013 11:07 م
"أم قيس" الأردنية .. مدينة تحاكى الجولان السورى وبحيرة طبريا ليل نهار صورة أرشيفية
عمان (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أم قيس" .. أو ما كان يعرف قديما باسم "جدارا" .. هى مدينة من أروع المدن التاريخية والسياحية فى الأردن، وآثارها تروى قصة مدينة عظيمة، أما موقعها الجغرافى فجعلها تحاكى الجولان السورى المحتل وبحيرة طبريا ليل نهار.
وتقع "أم قيس"، التى تعد إحدى المدن اليونانية الرومانية العشر والتى ورد ذكرها فى الكتاب المقدس، على بعد 20 كم شمال مدينة إربد فوق مرتفع يعلو 364 مترا عن سطح البحر، يحدها من الشمال ويفصلها عن هضبة الجولان نهر اليرموك ومن الجنوب وادى العرب، ومن الغرب بحيرة طبريا.
وآثار "أم قيس" تعد شاهدا على الحضارات القديمة التى عاصرتها، حيث دخل أبوابها القديمة المقدونيون الذين قاموا فى البداية بتأسيس الأكروبوليس (كلمة يونانية قديمة تعنى المدينة العالية) ثم الرومان والبيزنطيون والأمويون والعثمانيون.
وقد احتلت "جدارا" فى أوائل القرن السابع قبل الميلاد، حيث وصف المؤرخ اليونانى بوليبيوس المنطقة بأنها تقع تحت حكم بطليموس فى ذلك الوقت، وحكمها أنطونيوس الثالث فى عام 218 قبل الميلاد، وسمى المدينة "أنتيوخيا وسيلوسيا".

وفى عام 63 قبل الميلاد، قام القائد الرومانى بومباى (بومبيوس) بتحرير جدارا وضمها إلى المجموعة الرومانية المسماة بالمدن العشر، وبعد ذلك، تحسن وضعها بسرعة وأصبح البناء فيها قائما على قدم وساق.

وخلال السنوات الأولى من الحكم الرومانى، كان النبطيون، وعاصمتهم البتراء، يسيطرون على طرق التجارة حتى دمشق فى الشمال، غير أن القائد الرومانى مارك انتونى لم يكن راضيا عن هذا الوضع الذى كان ينافس الرومان، ولذلك فقد أرسل الملك هيرودوس على رأس جيش ليقاتل النبطيين، مستهدفا بذلك صفوفهم.

وفى النهاية، تنازل النبطيون عن طرقهم التجارية فى الشمال سنة 31 قبل الميلاد، وتقديرا لجهود هيرودوس قامت روما بمنحه "جدارا" ووصلت المدينة قمة ازدهارها فى القرن الثانى بعد الميلاد، حيث انتشرت الشوارع المبلطة والهياكل والمسارح والحمامات فيها.
وقد شبه الشاعر اليونانى الساخر ميلاجروس جدارا بمدينة أثينا، وهى شهادة تثبت أنها أصبحت مركزا للثقافة الهيلينية فى الشرق الأدنى القديم، ولكن بدءا من القرن الرابع الميلادى لم تعد منارة للعلم وبدأت تتراجع خلال القرن السادس الميلادى.

وفى عام 636 وقعت الحرب بين البيزنطيين والعرب المسلمين ولم تكن بعيدة منها، غير أنها (الحرب) لم تترك أى أثر للتدمير الواسع عليها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة