"التعليم" كلمة بسيطة ولكن هدفها كبير، هى المستقبل والأمل فى الغد، ونظرا لما يعانى منه النظام التعليمى فى مصر من محن كثيرة، فكر الأستاذ باسم بركات، ذو الخمسين عام، بفكرة تساعد على تطوير التعليم بعيدا عن الإجراءات الروتينية للتغير والاجتماعات التى لا تنتهى داخل الوزارة.
يقول باسم: "أعمل مدرس تربية رياضية فى مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية بكفر الشيخ، بدأت الفكرة قبل ثورة 25 يناير بعد أن لاحظت اتساع الفجوة بين التعليم والطلاب، ورأيت أن الحل يكمن فى الطالب ذاته علينا الاستماع إليه وإلى وجهة نظره حتى نستطيع التعامل معه، ومع اندلاع الثورة وشعور كل منا بأهمية العمل من أجل الوطن للقضاء على الفساد الحقيقى، بدأت فى العمل على إيجاد حل لسد الفجوة، ورفعت شعار "عايزين نتعلم صح".
ولأن الإجراءات الروتينية مازالت متوفرة بمصر وبكثرة، قررت أن أوجه الفكرة فى مرحلتها الأولى إلى زملائى فى العمل المهنى، وتكمن هذه المرحلة فى تصحيح سلوك المعلم، على أن تكون المرحلة الثانية موجهة للوزارة وهى تعديل المناهج التعليمية.
ويضيف، لابد أن يشعر الطالب بأهمية ما يقوم بدراسته وأنها ليست معلومات يقوم هو بحفظها لوضعها فى ورقة الإجابة أثناء الامتحان لضمان النجاح فقط، من هنا بدأ عمل بحث استمر سنتين على الطلاب أنفسهم، حيث قمت بعمل لقاءات فردية مع كل طالب على حدة وتحاورت معهم فى أسباب هروبهم الدائم من المدرسة ومدى أهمية المناهج التى قاموا بدراستها، ووجدت ردود أفعال تبدو غريبة بعض الشىء حيث تحدث الطلاب بطلاقة شديدة وكأنهم ينتظرون من يستمع إليهم وإلى شكواهم فهم يفكرون بشكل عملى للغاية، وقام كلا منهم بتحديد المعلومات المهمة التى يريد أن يجدها فى المناهج الدراسية على مدار سنوات الدراسة كاملة وإزالة ما يتم حشوه داخل الكتب المدرسية، وعندما قمت بتحليلها وجدت أنها معلومات قيمة للغاية من حقهم أن يتعلموها وليس هناك اختلاف على أهميتها.
ثم انتقلت إلى النقطة الثانية وهى كيفية تطوير المعلم، وهذا لن يتحقق بدون الاستماع إلى وجهات نظر الطلاب أنفسهم، وقاموا بتوضيح النقاط السلبية التى لا يريدونها فى المعلم فهم يريدون تطبيق المقولة المأثورة "قم للمعلم ووفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسول"، وغيرها من السلبيات التى أوضحها الطلاب.
ويشير باسم، إلى آن الطلاب والأبحاث التى جمعتها من أفكارهم هى قلب التعليم، وكل ما احتاجه هى تطبيق للفكرة من جانب المعلمين من مختلف المحافظات بالإضافة إلى استماع الوزارة إلى آراء الطلاب وجمع آراء أخرى من مدارس مختلفة، ونعمل على تطبيق ذلك فى أسرع وقت حتى يعود للتعليم المصرى قيمته التى افتقدها.
إلى من يهمه أمر التعليم فى مصر..
باسم مدرس ألعاب.. فكر فى تطوير المناهج التعليمية من خلال الطلاب
السبت، 14 سبتمبر 2013 01:10 م