قالت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية إن بؤر تفشي الحصبة تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تفقد البلاد مكانتها كدولة خالية من المرض، وهو أمر يربطه أخصائيو الأمراض المعدية مباشرةً بتعيين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لروبرت ف. كينيدي جونيور وزيرًا للصحة والخدمات الإنسانية.
وفرضت ولاية كارولاينا الجنوبية هذا الأسبوع حجرًا صحيًا على 254 شخصًا على الأقل بعد تأكيد أكثر من عشرين حالة إصابة بالحصبة في الولاية. ويُعد هذا أحدث تفشٍ في أسوأ عام تشهده الولايات المتحدة من حيث انتشار الحصبة في التاريخ الحديث.
وشهد تفشي المرض في غرب تكساس هذا العام أكثر من 700 حالة مؤكدة منذ يناير ، ووفاة طفلين. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد تم الإبلاغ عن 47 حالة تفشٍ في البلاد هذا العام.
تفشى بسبب حركة مناهضة التطعيم فى الولايات المتحدة
وقالت فيونا هافرز، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة إيموري والموظفة السابقة في قسم الأمراض المعدية بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «هذا مثال واضح جدًا على الضرر الذي ألحقته حركة مناهضة التطعيم في الولايات المتحدة».
وكان كينيدي من أبرز مناهضي التطعيم في البلاد عندما عينه ترامب رئيسًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية. ومنذ توليه السلطة، سعى كينيدي إلى إعادة تشكيل المجلس الاستشاري الوطني للتطعيمات وأجزاء أخرى من الحكومة لتعكس رؤيته.
وتفقد الولايات المتحدة لقبها كدولة قضت على الحصبة عندما تشهد 12 شهرًا على الأقل من انتقال العدوى بشكل مستمر.
وشهدت كندا والمكسيك ارتفاعًا حادًا في حالات الحصبة هذا العام أيضًا، حيث فقدت الأولى رسميًا لقبها كدولة قضت على الحصبة الشهر الماضي.
أمريكا قضت على الحصبة عام 2000
وأعلنت الولايات المتحدة القضاء على الحصبة عام 2000، لكن 20 يناير من العام المقبل سيصادف مرور 12 شهرًا متواصلة من انتقال الحصبة دون انقطاع، ويبدو الوصول إلى ذلك اليوم مع استمرار انتشار المرض أمرًا شبه مؤكد.
وصفت هافرز هذا الوضع بأنه «مُحرج للغاية» للولايات المتحدة.
وقالت: هناك عدة عوامل جعلت السيطرة على هذه التفشيات المستمرة أمرًا بالغ الصعوبة. أحدها هو أن عقودًا من المعلومات المغلوطة حول لقاحات الحصبة، التي نشرها [كينيدي الابن] وغيره من المنتمين لحركة مناهضة التطعيم، أدت إلى انخفاض معدلات التطعيم".
وأقرت هافرز بأن احتواء تفشي الحصبة يزداد صعوبة مع استمرار انخفاض معدل التطعيم في الولايات المتحدة.