دراسة: حوادث الانتحار بين جنود أمريكيين سببها الأمراض النفسية

أفادت دراسة أمريكية نشرت الثلاثاء، أن حوادث الانتحار التى تزايدت بشكل كبير فى صفوف العسكريين الأمريكيين خلال السنوات الأخيرة ليست مرتبطة بالصدمات الناتجة عن القتال، بل هى ناتجة عن أمراض نفسية سابقة.

وتدقق الدراسة الصادرة فى مجلة "جورنال أوف ذى أميريكان ميديكال اسوسييشن" فى عوامل الخطر لدى مجموعة تضم أكثر من 150 ألف عسكرى حالى وسابق من جميع فروع الجيش.

وتبين بعد تحليل بيانات استمارات الأسئلة ل83 عسكريا أقدموا على الانتحار بين 2001 و2008 أن بين العوامل المرتبطة بزيادة مخاطر الانتحار كونهم من الذكور، ويعانون من الاكتئاب أو الاضطراب الهوسى الاكتئابى، ويسرفون فى تناول الكحول أو يعانون من مشاكل على علاقة بالكحول.

غير أن الباحثين لم يجدوا رابطا بين زيادة مخاطر الانتحار والمشاركة فى المعارك، او تراكم أيام الانتشار أو عدد عمليات الانتشار التى شارك فيها الجنود.

وقالت الدراسة التى قادتها سينثيا ليردمان من مركز الدراسات البحرى للصحة فى سان دييغو بكاليفورنيا أن تزايد نسبة الانتحار بين العسكريين "قد تكون تعكس إلى حد بعيد عن تزايد انتشار الاضطرابات العقلية لدى هذه الشريحة. وهذا الانتشار قد يكون ناتجا عن الضغط المتراكم خلال عمليات الانتشار أو فى القاعدة الأساسية".

ورأى الباحثون أنه "من المفترض توفير وقاية أفضل بفضل رصد الاضطرابات العقلية وسوابق استهلاك المخدرات أو الإسراف فى تناول الكحول مع توفير علاج نوعي".

ولاحظ الجيش الأمريكى زيادة فى عمليات الانتحار منذ 2005 تتزامن مع الانتشار العسكرى فى العراق وأفغانستان غير أن السبب لم يعرف بشكل واضح.

وبحسب آخر تقرير صدر عن البنتاغون حول هذا الموضوع فان 301 من العسكريين انتحروا عام 2011 (بالمقارنة مع 268 عام 2008)، كما أن 64% من الذين قاموا بمحاولات انتحار لديهم سجل معروف من الاضطرابات السلوكية.

ولفت تشارلز أنجل الطبيب فى الكلية العسكرية للعلوم الصحية فى بيثيسدا بمريلاند فى مقالة نشرته الصحيفة مع الدراسة، إلى أن الأبحاث الجديدة تبعث أملا فى خفض نسبة الانتحار بين العسكريين.

وكتب أن "هذه الاستنتاجات تقدم فرصا مطمئنة لتحقيق تقدم. فالسوابق العقلية لانتحار العسكريين التى يمكن تعديلها من اضطرابات فى المزاج وسوء استهلاك الكحول هى اضطرابات عقلية توجد بشأنها علاجات فعالة".

ورأت ريشل يهودا أستاذة الطب النفسى فى جامعة جبل سيناء الطبية فى نيويورك أن هذه الدراسة "تثبت أن الأمراض العقلية مسئولة عن عدد كبير من عمليات الانتحار وان هذه الاضطرابات يمكن معالجتها".

وأضافت "يبقى أن نعرف كيف تتفاعل حالات القتال مع الاضطرابات العقلية القائمة سابقا وتزيد من مخاطر الانتحار".