قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الدكتور محمد مرسى تحدى فى خطابه، مساء الثلاثاء، تحذير القوات المسلحة بالرضوخ إلى رغبة ملايين المحتجين المصريين الذين يطالبونه بالرحيل.
وأضافت أن مرسى أصر على أنه الرئيس الشرعى للبلاد، ملوحا أن أى محاولة لإزاحته من السلطة ستغرق البلاد فى الفوضى، ويبدو أنه تجاهل الأعداد القياسية من المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين برحيله.
وتحذر الصحيفة الأمريكية، أن تحدى مرسى وجماعته للشعب والجيش، يثير شبح السنوات الدامية فى التسعينيات عندما استخدمت الجماعات الإسلامية المتطرفة العنف فى محاولة للانقلاب على الحكم.
وقالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن مصير أول رئيس منتخب فى مصر معلق، قبل ساعات من انتهاء المهلة التى حددها الجيش للإذعان لمطالب ملايين المتظاهرين، وأشارت إلى أن مرسى أصر على التحدى فى خطابه ليشعل نيران مواجهة كبرى بين أنصاره الإسلاميين والمصريين الغاضبين من محاولة الإخوان الاستيلاء على السلطة وفشله فى إدارة البلاد.
وبينما يتمسك مرسى بالشرعية، فإن الثوار يؤكدون أنه فقد شرعيته عبر سلسلة من الأخطاء والاستيلاء على السلطة، جنبا إلى جنب مع رفض ملايين المصريين الذين يخرجون لرفضه منذ الأحد الماضى.
وتشير الوكالة الإخبارية إلى أن الإخوان المسلمين والإسلاميين المتشددين استدعوا أنصارهم للخروج إلى الشارع، بداعى الدفاع عن الشرعية، مما أسفر عن أحداث عنف فى أماكن عديدة من البلاد أمس الثلاثاء.
وتضيف أن تسريب خارطة الطريق السياسية التى أعدها الجيش، والتى تتضمن تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى والإعداد لانتخابات رئاسية مبكرة، يبدو أنه يهدف إلى إضافة مزيد من الضغط على مرسى من خلال إظهار نية القوات المسلحة أمام الجمهور، والمجتمع الدولى، التى لا تنطوى على أى انقلاب عسكرى.
وأكدت شبكة "سى.إن.إن" أن رفض مرسى الانصياع لتحذير القوات المسلحة، يمهد الطريق لمواجهة محتملة، ونقلت عن مصادر قولهم "إن الجيش سوف يختار مجلسا مؤقتً من القادة "المدنيين" بدلا من مرسى حتى يتم صياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية.
ووفقا لمصدر مقرب من قيادات رفيعة المستوى فى مصر، فإنه خطوات الجيش بعد انتهاء المهلة المحددة لمصر تتضمن الحد من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل مجلس الوزراء، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وانتخابات برلمانية.
وقال مسئولون حاليون وسابقون فى واشنطن لصحيفة وول ستريت جورنال، إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما استخدمت قنواتها الدبلوماسية والعسكرية لتسليم رسائل هادئة، وتحذيرات لكلا من مرسى والقادة العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى تآكل دعم مرسى ليس على مستوى الشارع فقط، حيث استقال المتحدثون الرسميون باسم الرئاسة والمتحدث باسم مجلس الوزراء، هذا علاوة على الانشقاقات بين صفوف الوزراء أنفسهم.
الإعلام الأمريكى يسلط الضوء على تحدى مرسى للشعب والجيش.. ويحذر من عودة الإسلاميين لعنف التسعينيات.. ويؤكد: خارطة الطريق تظهر للعالم أن الجيش لا يهدف للانقلاب
الأربعاء، 03 يوليو 2013 12:44 م