استنكر كاتب بمجلة فورين بوليسى ما وصفه بـ"العداء" الذى يحمله المصريون حيال الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن تسونامى من الخطاب المعادى لواشنطن يجتاح مصر.
وتحدث مارك لينش، كاتب التقرير وأستاذ العلوم السياسية والشئون الدولية بجامعة جورج واشنطن، عن مقال الأستاذ عبد اللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون المصرى فى عهد مبارك، على موقع "العربية" الذى يتهم فيه السفيرة الأمريكية آن باترسون بتوجيه قناصة من الإخوان المسلمين لقتل الجنود المصريين.
وفيما يصف لينش هذا الكلام "بهذيان" يد مبارك القديمة، مشيرا فى الوقت ذاته أنه لا ينفصل عن الموجة الحالية من الخطاب المناهض للولايات المتحدة، مع امتلاء الشوارع بالمنشورات واللافتات والجرافتى التى تندد بدعم الرئيس باراك أوباما للإرهاب وأبرزها صورة له باللحية تحت اسم "أوباما بن لادن".
ويضيف الكاتب أن هذه الكراهية التى تستهدف السياسة الأمريكية تمتد إلى طيف واسع من السياسيين، فلقد وصف اليسارى المخضرم جورج إسحق، السفيرة باترسون بأنها "سيدة الشر"، ودعت الجبهة السلفية إلى تظاهرات أمام السفارة الأمريكية، ضد التدخل الخارجى فى الشأن المصرى الداخلى، كما رفض قادة حركة "تمرد" لقاء نائب وزير الخارجية الأمريكى وليام بيرنز، لأنه الولايات المتحدة تدعم الإرهاب، فيما يتهم قادة الإخوان واشنطن بالتآمر لانقلاب عسكرى ضدهم.
ويوضح أنه لا شك من أن العديد من المصريين من الجانبين غاضبين بالفعل من سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، ولا يمكن لأى شخص أى يختلف حقا حيال فشل واشنطن فى التواصل بشكل فعال مع حالة الاستقطاب المتزايدة فى مصر.
ويتهم لينش الليبراليين والثوار بإثارة هذا العداء ضد الولايات المتحدة، على غرار نظام مبارك، وتابع: "إن البيئة الإعلامية الجديدة قد أثبتت مثالا للانتشار السريع للإشاعات والإدعاءات للتعبئة ضد أعداء مزعومين للدولة، سواء كانوا أمريكانا أو إخوانا أو فلسطينيين أو سوريين أو أتراكا".
ويقر الكاتب الأمريكى بارتكاب بلاده أخطاء عديدة فى حق المبادئ الديمقراطية فى مصر، وعلى رأسها موقف إدارة أوباما عندما أصدر مرسى فى نوفمبر الماضى إعلانا دستوريا يمنح نفسه من خلال سلطات تشريعية وينتهك الرقابة القضائية، ويعتبر أن طيفا واسعا من المحللين المصريين والأمريكان حثوا الإدارة الأمريكية وقتها على التحدث علنا وبوضوح للدفاع عن القيم والديمقراطية والليبرالية والضغط على مرسى من أجل حقوق الإنسان والتسامح.
واختتم الكاتب مقاله قائلاً: "ينبغى على الإدارة الأمريكية أن تتوقف عن دعم جماعات سياسية معينة فى مصر، وأن ترتبط بشكل أوسع بشريحة واسعة من الرأى العام المصرى، وتقديم صيغة واضحة لسياساتها التى تبدو متناقضة".