تايم: مهمة اقتصادية صعبة تنتظر حكومة الببلاوى بعد الإشادة به عالميًّا..المساعدات الخليجية غير كافية رغم حجمها..قرض صندوق النقد بالغ الأهمية لاستعادة ثقة الحكومات والمستثمرين الأجانب

الإثنين، 15 يوليو 2013 10:01 م
تايم: مهمة اقتصادية صعبة تنتظر حكومة الببلاوى بعد الإشادة به عالميًّا..المساعدات الخليجية غير كافية رغم حجمها..قرض صندوق النقد بالغ الأهمية لاستعادة ثقة الحكومات والمستثمرين الأجانب الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إنه مع سعى رئيس مجلس الوزراء المؤقّت حازم الببلاوى للعمل من أجل تشكيل الحكومة وإعادة البلاد إلى ما يشبه الاستقرار، فإن واحدة من التحدّيات الأكثر إلحاحًا ستكون مهمة ينبغى أن يكون الببلاوى مؤهلا باقتدار للتعامل معها، ألا وهى الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

وأشارت المجلة فى تقريرٍ لها إلى أن الببلاوى تولّى مقاليد الحُكم فى بلد تنتابها حالة سقوط اقتصادى، فى ظل تراجع قيمة الجنيه إلى مستويات متدنية غير مسبوقة، وتراجع الاحتياطى الأجنبى لأقل من النصف منذ خَلع مبارك عام 2011، وعجز الميزانية الذى يُقَدَّر بأكثر من 11% إلى جانب المشكلات التى يَتَعرَّض لها قطاع السياحة بسبب الاضطرابات التى تُبعِد السائحين لشهر أو اثنين فى كل مرة تتجدد فيها.

ولَفَتَت المجلة إلى أن وزير التموين السابق باسم عودة سبق وحذَّر الأسبوع الماضى بأن مصر تمتلك من القمح ما يكفيها لمدة تقل عن شهرين، مما يثير احتمال حدوث خلل خطير فى بنية الغذاء المدعم فى مصر، وقالت إن احتمال نقص القمح مزعج، حيث تُعَد مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، ويُشَكِّل القمح أساس النظام الغذائى فيها، وذكرت التايم باضطرابات عام 1977 عندما تم رفع الدعم عن الخبز وما أدى إليه القرار من تظاهرات عارمة فى شوارع مصر.

وأضافت المجلة الأمريكية "فى ظل هذه الدوامة الاقتصادية، فإن اختيار الببلاوى لرئاسة الحكومة تم الإشادة به عالميًّا من قِبَل المجتمع الاقتصادى الدولى".

من جانبه قال راجى أسعد، أستاذ الشئون العامة فى جامعة منيسوتا الأمريكية، وهو من أصل مصرى، إن الببلاوى معروف جدًّا ويحظى باحترام كبير.

ويضيف أسعد الذى عمل لفترة وجيزة مع الببلاوى قائلاً إن هذه ربما تكون واحدة من أفضل الحكومات التى نراها فى سنوات من حيث الفريق الاقتصادى.. لكنها لن تحظى بتفويض لمدى طويل.

من ناحية أخرى، قال أنجوس بلير، رئيس مركز "سينت" الاقتصادى بالقاهرة إنه كان متشككا منذ البداية فى الببلاوى عندما تولى منصب وزارة الاستثمار قبل عامين، لكنه فاز بشكل سريع، ويقول إنه يتمتع بقلب "شبابى"، ويتمتع كذلك بقدرٍ من القوة، وهو يعلم مشكلات مصر، ولديه الإرادة للتعامل معها.

وتقول "تايم" إن الببلاوى يبدأ حكومته على ما يبدو معتمدًا على موجة من الشهرة، بعضها ترجع لسمعته الشخصية والبعض الآخر لمجرد حقيقة أنه يمثل بداية جديد لعهد مرسى الكارثى المثير للانقسام الذى استمر قرابة العام.

ويقول محمد أبو باشا، الخبير الاقتصادى فى مجموعة هيرمس إن هناك بالفعل أجواء إيجابية فى بعض الدوائر، لكننا فى حاجة إلى رؤية تحركات إيجابية.

وأضاف أنه على المدى القصير لن يكون هناك الكثير الذى تستطيع الحكومة أن تفعله لتغيير الأمور، فما يمكن أن تفعله سريعا هو استعادة ثقة المستثمرين قليلاً.

وعلى الرغم من الأموال التى ضَخَّتها الدول العربية لمصر عقب الإطاحة بمرسى والتى تُقَدَّر بـ12 مليار دولار، إلا أن أبو باشا يقول إن قرض صندوق النقد لا يزال بالغ الأهمية لأنه يمثل ضوء أخضر دولى حاسم بالنسبة للحكومات والمستثمرين الغربيين لضخ المزيد من المساعدات والاستثمارات.

وتمضى المجلة الأمريكية قائلة إنه فى حين أن أموال الخليج فتحت بعض المساحات أمام الببلاوى للمناورة، وتخفف الشعور بالضغوط الاقتصادية، إلا أنها تُعَد مهلة مؤقتة وليست حلاً على المدى الطويل.

ويُقَدِّر أبو باشا أن مصر ستحتاج إلى حوالى 35 مليار دولار للبقاء واقفة على قدميها على مدى العامين المقبلين، معتبرًا أن المساعدات الخليجية مبلغ محترم لكنها تمثل ثُلث ما تحتاجه مصر فقط.

وتتابع المجلة الأمريكية قائلة إن الببلاوى سيعتمد على حسن النية والثقة للمضى قدما، بما أن أحد البنود الأولية لأجندته الاقتصادية ينطوى على بعض الخطوات المؤلمة التى تجنبتها الحكومات المتعاقبة حتى منذ عهد مبارك، وتشمل تخفيض الدعم والذى تصفها الصحيفة بالجبل الذى لا بد من تسلقه من أجل تحديث الاقتصاد المصرى.

ويشير راجى الأسعد إلى أن مصر تحتاج 15 مليار دولار لتوفير الوقود للمواطنين بأسعار أقل.. واعتبر هذا دربًا من الجنون فى ظل العجز الكبير فى الميزانية، مؤكّدًا على عدم وجود حل لتلك المشكلة دون التعامل مع مسألة دعم الطاقة، لكن هذا يتطلب حكومة ذات مصداقية لتقوم به، لأن بعض إجراءات التقشف تتطلب توافقًا سياسيًا كغطاءٍ لها، ولم يتمكن مرسى أبدًا من تحقيق هذا النوع من التوافق.

وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن المفارقة أن مرسى من خلال استعدائه لقطاعات شاسعة فى البلاد خلال عامه الوحيد فى الحكم، ربما أفسح الطريق لنظام جديد يؤسس الإصلاحات الاقتصادية، لكن فى ظل استمرار ارتباط الحياة الاقتصادية والسياسية فى مصر بالشارع المتذبذب، فإن العمل الصعب قد بدأ لتوه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة