هدأ الغضب الشعبى الذى أخرج أمس الأحد ملايين المصريين إلى الشوارع فى أنحاء البلاد، غير أنه لم تبد بادرة تنم عن اقتراب انتهاء الأزمة السياسية التى دفعت البعض للتطلع إلى الجيش لإنهائها.
ولا تزال جماعة الإخوان المسلمين، تواجه غضبا من ليبراليين وآخرين يريدون أن يترك مرسى مقعد الرئاسة، حتى أن بعض رفاقه الإسلاميين يقولون إن عليه أن يقدم تنازلات.
واقتحم شبان المقر الرئيسى لمكتب الإرشاد التابع للإخوان المسلمين بالقاهرة اليوم الاثنين، ونهبوا محتوياته بعد أن غادره من كانوا به إثر ليلة شهدت أحداث عنف خلفت قتلى وجرحى.
وصباح اليوم الاثنين ساد الهدوء ميدان التحرير الذى شهد أمس الأحد احتجاجات هى الأكبر منذ انتفاضة عام 2011. وظل بضع مئات معتصمين بالميدان كما اعتصم آخرون فى أنحاء أخرى بالبلاد.
وفيما يتعلق بالأحداث عند مقر الجماعة فى المقطم اشتكى زعماء الإخوان من غياب الشرطة لحماية المقر مما يشير إلى الصعوبات التى تواجهها الجماعة فى السيطرة على أجهزة الأمن منذ تنصيب مرسى كأول رئيس مدنى منتخب قبل عام.
واحتشد الملايين أمس الأحد فى ميدان التحرير وفى محيط قصر الاتحادية الرئاسى بالقاهرة وفى مدينة الإسكندرية ومحافظات أخرى فى أكبر تجمع احتجاجى تشهده مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك عام 2011.
ولم يظهر مرسى لكنه اعترف من خلال متحدث باسمه بحدوث أخطاء وقال إنه يعكف على إصلاحها وإنه مستعد لبدء حوار مع المعارضين. لكنه لم يبد استعدادا للتنحى.
وقال عصام العريان القيادى البارز فى جماعة الإخوان فى صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعى "لم تقع حرب أهلية كما روج الكاذبون. ولن يحدث عصيان مدنى كما يتمنى الواهمون. ولن يكون هناك انقلاب عسكرى كما يريد الفاشلون. سيتحد المصريون جميعا للخروج من حالة الاحتقان الشديدة وسيعلم كل المحتشدون فى كل الميادين بكل المحافظات أنه ليس هناك بديل عن حوار حر غير مشروط للتفاهم حول الانتخابات البرلمانية القادمة".
وأشار عصام الحداد مساعد الرئيس للشؤون الخارجية إلى وجود ثلاثة طرق للمضى قدما أولها إجراء انتخابات برلمانية وهو ما وصفه بأنه الطريق "الأكثر وضوحا" وثانيها إجراء حوار وطنى وهو طريق قال إن المعارضة رفضت أن تسلكه مرارا وثالثها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما يطالب المحتجون لكنه قال إن هذا "يدمر ديمقراطيتنا".
وأظهرت الاحتجاجات الحاشدة أن جماعة الإخوان المسلمين لم تثر غضب الليبراليين والعلمانيين وحسب وإنما أغضبت أيضا ملايين المواطنين العاديين لسوء إدارة الاقتصاد.
ودعا منظمو الاحتجاجات المصريين إلى الاعتصام فى الميادين فى نطاق حملة عصيان مدنى لإجبار مرسى على التنحى. ويخطط المعارضون لتنظيم مسيرة إلى قصر القبة الذى يوجد فيه مرسى مساء غد الثلاثاء وذلك ما لم يتنح مرسى عن الحكم بحلول الساعة الخامسة مساء غد.
وينتهج الجيش نهجا حياديا حتى الآن وأظهر بوادر تنم عن حسن النية عندما حث التيارات السياسية المختلفة الأسبوع الماضى على التعاون لحل مشاكل البلاد.
وسار ضباط شرطة بالزى الرسمى وسط المتظاهرين فى القاهرة والإسكندرية مرددين هتافا يقول "الشعب والشرطة إيد واحدة" واعتلى ضباط منصة فى التحرير وتحدثوا إلى الحشود، وألقى ذلك بالشك فى إمكانية اعتماد مرسى على قوات الأمن فى فض المظاهرات إذا اتخذ قرارا بذلك.
وأعلنت جبهة الإنقاذ الوطنى المعارضة التى تضم أحزابا ليبرالية ومدنية ويسارية انتصارها قائلة، إن الجماهير أكدت سقوط نظام مرسى والإخوان المسلمين.
وحثت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى مرسى على إشراك المعارضة فى الحكم، وقالا إن التوافق الوطنى وحده هو الذى سيساعد مصر فى التغلب على أزمتها الاقتصادية الطاحنة وبناء مؤسسات ديمقراطية.
"رويترز": أزمة مصر السياسية تواصل اشتعالها.. إسلاميون طالبوا مرسى بتقديم تنازلات.. والداخلية تمردت على الرئاسة والإخوان.. وحيادية الجيش أظهرت حسن نواياه.. و"الإنقاذ" تحتفل وتعلن سقوط النظام
الإثنين، 01 يوليو 2013 01:45 م
مليونية التحرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة