تحدثت الأسبوع الماضى عن المسؤولين عما آلت إليه علاقاتنا بأفريقيا، وكيف أدى ذلك إلى القطيعة أو إلى ما يشبه الحرب الباردة مع كثير من هذه الدول، وكيف أدى ذلك إلى تدهور بعض الملفات حتى وصلت إلى حافة الهاوية، مثل موضوع سد النهضة.
لو كنت رئيسا أو مرشحا رئاسيا، لوضعت فى برنامجى الانتخابى إنشاء وزارة للشؤون الأفريقية، على أن تُعطى هذه الوزارة صلاحيات واسعة، وعلى أن يدقق فى اختيار وزيرها الأول، لأنه سيكون الوزير المؤسس لهذه الوزارة، فلا بد أن يكون رجلا وطنيا فوق صغائر الاستقطاب، يحترمه الجميع، وصاحب رؤية واضحة فى الشأن الأفريقى، ولا بد أن يبقى عدة سنوات متواصلة فى موقعه ليتمكن من تأسيس هذه الوزارة بشكل محترم محترف.
مهمة هذه الوزراة باختصار إنهاء جميع مشاكل مصر الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع سائر دول أفريقيا، وخصوصا دول الجوار ودول منابع النيل، والدول الأفريقية الكبرى مثل جنوب أفريقيا وإثيوبيا.
هذه الوزارة لا بد أن تضع جدولا زمنيا للوصول بعلاقات مصر مع سائر دول أفريقيا إلى الحد الأكمل، على أن تكون هذه العلاقات علاقات ثقافية (بالإعلام، والأزهر، والكنيسة)، واقتصادية (بالصناعة، والزراعة، والرى)، وعسكرية (بالقوات المسلحة).
هذه الوزارة ستكون قائدا لحركة وزارة الخارجية فى كثير من الملفات، ولا بد أن يكون لها الحق فى توجيه وزارة الخارجية لتنفيذ التوجه الصحيح للدولة.
سترسم هذه الوزارة خطة خمسينية لشكل علاقاتنا مع أفريقيا، وستضع عدة خطط خمسية وعشرية لتحقيق الأهداف الكبرى لمصر فى أفريقيا، بحيث تستعيد مصر قوتها الناعمة فى هذه المنطقة خلال عقد من الزمان على أكثر تقدير.
هذه الوزارة لا بد أن يخصص لها ميزانية ضخمة، ولا بد أن يكون لها كلمة عليا فى كثير من الشؤون الخاصة بأفريقيا، بدءا بتقييم أداء السفراء، ووصولا إلى رفع التقارير عن أداء وتعاون كل أجهزة الدولة، بما فيها الأجهزة «السيادية» التى ساهمت فى تقليص قوة مصر الناعمة.
وزارة الشؤون الأفريقية ستحول مصر من دولة تتعامل مع الشأن الأفريقى يوما بيوم، وبارتجال يصل حد السفه، إلى دولة حقيقية لها خطة واضحة طموحة رصدت لها الإمكانات كافة.
هناك العديد من الأسماء تصلح لتأسيس هذه الوزارة، ولكن – للأسف – لا أحد يشعر بضرورة إنشائها أصلا، ولذلك نحن فى الورطة التى نعانى منها.
لابد أن أختم كلامى بأن الذين يقرعون طبول الحرب، والذين يتحدثون عن عمليات مخابراتية، إنما يتحدثون من منطق يتعالى على حقيقة أننا أمة مأزومة، ودولة لا تملك رؤية لمؤسساتها، وأن إخواننا فى الدول الأفريقية بإمكانهم الرد، وأننا ينبغى أن ننظر للأمر من منظور أننا أولى بأفريقيا من إسرائيل، لا بمنطق أننا سادة وهم (....)!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو صبرى
انت راجل محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
عمران
وزارة افريقيا
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الإفريقى
2- ليس صحيحا .. الدخل القومى لأثيوبيا 10 % فقط من دخل القومى لمصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن الشهيد الجزائري
دعكم من طولت اللسان
عدد الردود 0
بواسطة:
المعلم
4 - عفوا ... ليس ندا لكنه يعتمد على المشروع الصهيو أمريكى منذ الستينات
عدد الردود 0
بواسطة:
Ali
لماذا يا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد صعيدى
أفريقيا ... أفريقيا .... أفريقيا .........ذلك الجرح النازف
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed El-Sebaei
تسلم
عدد الردود 0
بواسطة:
4
5
عدد الردود 0
بواسطة:
أسماء ماهر محمد
أفكار نيرة ..