ماذا عن الخطة البحثية للأكاديمية خلال الفترة القادمة؟
تتمثل هذه الخطة فى الاهتمام بالمشروعات القومية، مثل مشروع بالوادى الجديد لإقامة معمل لزراعة الأنسجة لزيادة إنتاجية النخيل، وحل مشاكله فالوادى الجديد به مليون ونصف نخلة، ولكن نصف مليون منها به مشاكل، ومشروع لإقامة مركز إقليمى بالعريش لقيادة إنتاجية بحيرة البردويل من الأسماك من 5 آلاف طن إلى 200 ألف طن سنويا، ومشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبى بقيمة 22 مليون يورو لتوليد الطاقة الشمسية باستخدام المركزات الشمسية، والهدف هو فك الطلاسم لتوطين التكنولوجيا داخل مصر.
أزمة الغذاء ما دوركم فى تقديم حلول بحثية فيها؟
من أهم المشروعات هو زيادة إنتاجية القمح، الاستمرار فى زيادة إنتاجية القمح حيث تمكنت الأكاديمية من خلال الأبحاث تحقيق زيادة فى إنتاجية القمح فى 2000 حقل إرشادى ساعد على زيادة إنتاجية إردب القمح بنسبة تصل إلى 30%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة تراوحت بين 20% إلى 30%، وزاد دخل الفلاح بما يصل لنحو 40%، وتم إنفاق 3 مليون جنيه على هذه الحقول الإرشادية ووفرنا على الدولة ما يقرب من 2.6 مليار جنيه كانت تنفق لاستيراد كميات من القمح، وأن الخطة الجديدة تستهدف 4200 قرية يطبق عليها.
هناك عدد من المشروعات القومية التى أعلنت عنها الحكومة مؤخرا مثل محور قناة السويس فما دور الأكاديمية فى ذلك؟
تم الاتفاق مع هيئة قناة السويس لتوفير أنواع من الغواصات يمكنها العمل فى القناة دون تعطيل الملاحة، للتعرف على الأماكن التى يحدث فيها انهيار فى جوانب القناة، حيث يقوم المركز الإقليمى التابع للأكاديمية بالقناة بالتعاون بينه وبين الهيئة لتوفير علماء وأجهزة ومعدات تعمل مع مركز بحوث هيئة قناة السويس لإيجاد حلول لبعض المشاكل ومنها انهيار بعد الرمال من جوانب القناة نتيجة سير السفن وهو ما يتسبب فى تقليل عمق القناة، وقدمت الأكاديمية عددًا من الملفات التى تحمل حلولا لمجلس الوزراء، متعلقة بالطاقة والغذاء والمياه.
كم حجم الموازنة التى طالبت بها الأكاديمية من مجلس الشورى؟
طالبنا 200 مليون جنيه وتم الموافقة مبدئيا على 100 مليون جنيه، ولكن هناك إصرار غريب من وزيرة البحث العلمى الدكتورة نادية زخارى لتخفيضها إلى 65 مليونًا ونرجو ألا يحدث ذلك.
هل هناك مصادر أخرى للتمويل؟
المجتمع المدنى يساعد فى بعض الأبحاث والمشروعات البحثية مثل مؤسسة مصر الخير، الاتحاد الأوروبى، وبصفة عامة فإن 80% من ميزانيتنا تأتى من الحكومة، و20% من المجتمع المدنى والقطاع الخاص ومنح أجنبية، التى يعد الاتحاد الأوروبى الشريك الأكبر فيها.
تقدم أحد الباحثين ببلاغ ضدك يتهمك بإهدار 11 مليون يورو فما حقيقة الأمر؟
لم تهدر الأموال ولم أخذ "مليم" فى جيبى، لكن الذى قام برفع الدعوى لديه رؤية مغلوطة، فهذه الأموال تذهب لبرنامج البحوث والتطوير والابتكار ويتم تمويل المشروعات البحثية وفقا لمسابقة وتقييم حيث تقدم 700 مشروع بحثى تم الاتفاق على 58 وكان عائد المشروعات 42 مليون يورو، ولذلك وافق الاتحاد الأوروبى على منح 20 مليون يورو فى الدورة الثانية تأكيدا على نجاح المشروعات.
الابتكار والتميز والإبداع بحاجة إلى حرية أكبر.. فما رأيك؟
لم يتقدم أحد بفكرة أو ابتكار وتم تعطيله، وللأسف البعض يرد أن يلصق بالإسلام اتهامات من نوعية أنه ضد الإبداع والابتكار، لكن الحقيقة أن الإسلام لم يحرم الإبداع، والتعليم للأسف يفتقد للإبداع وتم الدخول فى مبادرة مبتكرون للتعليم الإبداعى حل متكامل أجهزة برامج تعليم للمدرس 20 مدرسة على 11 ألف تلميذ للتعليم الإبداعى فى العلوم.
هل الظروف السياسية والاقتصادية الحالية ملائمة للبحث العلمى؟
نحن لسنا فى جزيرة منعزلة نقوم فيها بالبحث العلمى، فالباحث مقيد بالقوانين والتشريعات والظروف السيئة فمثلا أزمة البنزين لو قضى الباحث نصف يومه للبحث عن بنزين لسيارته أو للوصول لمعمله أكيد سيضر ذلك ويؤثر على ابتكاره وجهده وإنتاجيته، فضلا عن ضعف المرتبات، الأفكار الموجودة ليست كافية لنشعر بأن هناك تأثيرا للبحث العلمى فمصر بحاجة إلى المزيد من الابتكار والإبداع.
البحث العلمى بحاجة لتشريعات للتعامل مع القطاع الخاص بقوة وحرية، فالقوانين والمناقصات عفا عليها الزمن، وزيادة الميزانية إلى 2% فهى تتأرجح من نسبة 6% إلى 8%.
هل سوء هذه الظروف الحالية زاد من هجرة عدد كبير من الباحثين والأساتذة؟
الطبيعى هو توفير المناخ المناسب وللأسف المناخ ليس مواتيا بصورة كاملة، ولن نستطيع إصلاح كل المشاكل فى نفس الوقت فلو توفرت هذه الإمكانات للباحثين لن يهاجروا، لكنهم يجدون فرص فى الخارج، فهم بحاجة إلى تحسين أحوالهم لأن الباحثين المصريين جميعهم ينجحون فى الخارج ومن ينجح منهم فى الداخل وسط هذه الظروف فهو "سوبر مان".
ما حجم الباحثين والعلماء الذين تفقدهم مصر؟
نحو 8.3% من الذين يسافرون خارج مصر يقطعون علاقتهم بالبلد تماما، ونسبة 26% من الذين سافروا لم يرجعوا بل هناك خيط رفيع على صلة وعلاقة بمصر وهى النسبة التى نحاول العمل على استردادها أو التعاون معها لتبقى على اتصال بمصر، وأن أكثر الدول الأجنبية التى تستقطب المصريين هى الولايات المتحدة الأمريكية وبالنسبة للدول العربية تأتى السعودية فى المقام الأول.
وهل تقدم بالفعل أحد الباحثين لطلب السفر للهجرة لإسرائيل؟
لا أتخيل أن هناك مصريًا "عنده دم" وشرب من النيل أن يطلب ذلك، وأن محاولة أحد طلب وقول ذلك غيظ واستثارة الناس وأرض الله واسعة.
ترأست الأكاديمية منذ العهد السابق فى حكم مبارك والآن فى حكم الإخوان ما الفرق بين الفترتين؟
أيام حكم مبارك كانت الشعارات براقة ولا تتماشى مع ما يتم تحقيقه على أرض الواقع، لكن حاليا فى حكم الإخوان الشعارات تتفق مع التنفيذ، لكن للأسف الظروف التى تمر بها البلاد لا تعطى فرصة لانطلاقة البحث العلمى، فنحن تراكمت لدينا خبرة نعرف ما هو المطلوب، فالأكاديمية هى العصب الرئيسى للبحث العلمى فى مصر ينتمى لها كل علماء مصر فى الداخل والخارج، وهى تضم 15 مجلسًا نوعيًا كل منها يضم 15 عالما على اتصال بـ5 آلاف عالم بالخارج.
وماذا عن الأخونة التى أصابت معظم مؤسسات الدولة؟
لم يتم انتداب أحد من الإخوان كمستشارين أو مساعدين، ولكن الأكاديمية بداخلها كافة التوجهات السياسية من سلفيين أو إخوان أو حتى من يؤمنون بحركة تمرد وكل حر فى رأيه السياسى، كما أن وجود وزيرة مسيحية على رأس الوزارة لم يكن ليؤدى إلى ذلك.






