خلال الأيام الماضية صدرت عدة فتاوى لعدة هيئات علمية شرعية بوجوب دعم الشعب السورى والثورة السورية على الأفراد والجماعات والدول الإسلامية.
والحقيقة أن العلماء قد أصابوا الحق فى تلك الفتوى، فالجهاد بالنفس فى الحالة السورية واجب وفرض عين على كل أهل سوريا، وقد أجمع الفقهاء على أنه فى هذه الحال يحق للمدين أن يخرج دون إذن دائنه، والمرأة دون إذن زوجها، والولد دون إذن أبيه، ولم يخالف فى ذلك من أهل السنة أحدا يذكر.
تكملة الفتوى أن بقية الأمة الإسلامية يجب عليهم دعم الجزء المحتل من الأمة كلٌ بما يستطيع، وليس الواجب عليهم الجهاد بالنفس، بل كل يدعم بما يقدر عليه، خصوصا أن حاجة السوريين ليست للأفراد والمجاهدين، ولكن ما ينقصهم هو السلاح، لذلك الواجب على الأمة الإسلامية شرعا الآن أن تتحرك لتسليح السوريين فى هذه اللحظة، وذلك واجب على الأفراد والحكومات.
الغريب أن كثيرا من قليلى الزاد فى علوم الشرع لم يفهموا ذلك، وظنوا أن المقصود بالفتوى هو أن يتحرك مليار ونصف مليار مسلم إلى سوريا، وهذا غير ممكن من الناحية العقلية والعملية، وهو غير واجب من الناحية الفقهية الشرعية!
من خلال هذا الفهم السطحى للفتوى، وجدنا مزايدات رخيصة على علماء كبار، فمن قائل: «لماذا لا يذهبون بأنفسهم؟»، ومن قائل: «لماذا لا يرسلون أبناءهم؟»، وغير ذلك من الانتقادات والإساءات من أناس لا يملكون من العلم ولا من العمل ما يؤهلهم لمثل هذا المرتقى الصعب.
إن فتوى العلماء بوجوب دعم المسلمين للثورة السورية لا يشكك فيه إلا شخص لا زاد له فى العلم الشرعى، أو صاحب غرض.
أما ما أخطأ العلماء فيه، فهو إقحامهم هذا الأمر المجمع عليه «أعنى وجوب دعم الشعب السورى» فى أمر آخر مختلف فيه!
لقد نغَّص هذا التحرك المشكور جملا مثل «ضرورة أن يتوحد المصريون خلف قيادتهم الشرعية»، أو الدعاء على معارضى الرئيس المصرى، أو وصف هؤلاء المعارضين بالكفر والفسق والإلحاد، كل هذه الأمور كانت خطأ بينا، وكانت إقحاما للسياسة فى الدين، بل كانت استقواء بالدين ضد الخصوم، واستغلالا لحالة الإجماع الفقهى والوطنى والإنسانى على دعم الثورة السورية، وكأن حرمة معارضة الرئيس المصرى أمر مجمع عليه مثل دعم الثورة السورية.
لقد أخطأ العلماء فى هذا الأمر، وأخطأوا حين انجروا إلى مباراة فى الطائفية بدلا من عرض القضية كقضية تحرر وطنى عادلة، وأخطأوا أيضا حين أدخلوا بينهم من لا يعد من أهل العلم، وصدّرُوا هؤلاء فى منتديات هامة، فما كان منهم إلا أن أطلقوا اتهامات لمخالفيهم لا تليق بأهل العلم، ورئيس الدولة يؤمن فى خشوع فى مشهد سخيف مخيف ستكون له تداعياته.
إن مشهد تأمين رئيس الدولة على معارضيه الكفار الفساق كانت نقطة تحول بالنسبة لى فى تقييم كل ما يحدث الآن، وفى كيفية التعامل مع الشخص القابع فى القصر.
لقد أقحم العلماء أنفسهم فى السياسة، وسكبوا - دون أن يشعروا - بنزينا على النار، وقالوا - دون أن يدروا - كلمة حق خلطت بباطل.
كلمتى تلك لا أبغى بها إلا الله، أقولها لوجه الله، بكل أدب واحترام وتوقير وتبجيل لمقام العلم والعلماء، ممتثلا فى ذلك لقول الرسول الكريم: «الدين النصيحة.. لأئمة المسلمين وعامتهم»، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خليل
اليهود ام الشيعه ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
د. حسين محمود
آلآن فقط يا عبد الرحمن؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
ftaly
علماء
عدد الردود 0
بواسطة:
ropy
اشكرك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
علماء الفتة
عدد الردود 0
بواسطة:
متمردة
مندهشة!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو آدم
مقالة محترمة
عدد الردود 0
بواسطة:
kadri
خروج
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد دسوق
عن أى شيوخ تتحدث
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد فيصل
بداية كويسة