تقول الأسطورة إن من عصروا على أنفسهم الليمون فى المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية هم المتسببون فى وضع مصر السيئ الآن تحت قيادة الرئيس محمد مرسى.
تقول الأسطورة إن عددهم يبلغ ثمانية ملايين مواطن مصرى، «ودُّونا فى داهية»، «منهم لله خربوا البلد»، وإلى آخر هذه المنحوتات التى حفظناها لحد الملل.
الحقيقة المرة أن هناك عددا مماثلا من عاصرى الليمون فى الجهة الأخرى، فالمرشح الآخر الفريق شفيق حصل على ما يقرب من سبعة ملايين صوت إضافى فى المرحلة الثانية، وهؤلاء لم يصوتوا له فى المرحلة الأولى، وغالبيتهم عصر الليمون على نفسه خوفا من الإخوان، كما أن هناك ملايين قد عصروا على أنفسهم ليمون المقاطعة، وما يزيد عن ثمانمائة ألف مواطن عصروا على أنفسهم ليمون إبطال الصوت، فهؤلاء وهؤلاء (أعنى المقاطعين والمبطلين) كانوا يتمنون أن يجدوا مرشحا آخر غير مرسى وشفيق لكى ينتخبوه، أى أنهم كانوا يتمنون أن يشاركوا لا أن يبطلوا أصواتهم أو أن يقاطعوا، ومقاطعتهم أو إبطال أصواتهم هو شكل من أشكال إكراه النفس على شىء تكرهه، أى أنه شكل من أشكال عصر الليمون!
للأسف... لا يدرك كثيرون أن الليمون جزء أصيل من الديمقراطية، وأن الديمقراطية فى كثير من الأحيان لا تنتج إلا خيارات صعبة، وهذا يحدث أحيانا فى أعرق الديمقراطيات، ويحدث كثيرا فى تجارب التحول الديمقراطى الوليدة.
تذكروا تجربة «جورج بوش الابن» فى أمريكا، وتذكروا العديد والعديد من تجارب أمريكا اللاتينية.
الديمقراطية ليست سحرا، بل هى اختراع بشرى يتيح لك الاختيار من البدائل المطروحة، ويكشف لك حقيقة هذه البدائل فى فترة قصيرة نسبيا، وبالتالى يوفر الوقت لكى تقوم الشعوب بتصحيح المسار، فتصحح الشعوب مسارها فى عدة سنوات بدلا من عدة عقود.
أنا شخصيا صوتُّ للدكتور مرسى فى المرحلة الثانية، وكان تصويتا ممزوجا بطعم الليمون، ولكنى أعترف بذلك، أما الآخرون فلا يعترفون بطعم الليمون فى حلوقهم، بل يتعالى عليك الواحد منهم وهو غارق فى الليمون من قمة رأسه إلى أخمص قدميه.
لو عاد بى الزمن ألف مرة ووضعت فى نفس الموقف ووجدت نفسى أمام مرشح سَفَّاح سَرَّاق أفَّاك، وبين مرشح قليل الكفاءة عديم الرؤية.. سأختار الثانى!
سيقول البعض إن الرئيس الحالى قد ارتكب جميع جرائم الرئيس السابق، وأنا أقول هذا غير صحيح، ما زال محتاجا لكثير من الوقت لكى يفعل ذلك، والشعب بالديمقراطية لن يسمح له بذلك.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ياسين
دليلك؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
كلامك جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى أبو جازية
الله ينور عليك ...... يا رقم (1)
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الحفناوي
كلما قرأت مقالا لعبد الرحمن يوسف ادركت حكمة هذا الشاب الرائع الامين مع افكاره وحبه لبلده
عدد الردود 0
بواسطة:
صوت الإخوان الأحرار
يارقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس : مجدي التهامي
سفاح ....وسراق .... أفاك !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود محمد عبد الرحمن
إلى صاحب التعليق رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
ايه الشريف
الدليل
عدد الردود 0
بواسطة:
زينب
الليمون