ما زلنا نعانى من تبعات عبث بعض الأجهزة بعقول العامة، والتى ترسخ فى أذهانهم فزاعات وتصدر إليهم خرافات حول توطين الفلسطينيين فى سيناء، وقد يكون أحد أهم الأسباب ورواج هذه النغمة وترديدها مؤخراً هو القرار رقم 202 و203 لسنة 2012 (حظر التمليك أو حق الانتفاع أو إيجار أو إجراء أى نوع من التصرفات فى الأراضى والعقارات الموجودة فى المناطق المتاخمة للحدود الشرقية بمسافة 5 كم غرباً ما عدا مدينة رفح والجهات المقامة داخل زمام وكردونات المدن فقط والمقامة على الطبيعة قبل صدور القرار الجمهورى رقم 204).
مؤكد هذا القرار هو من أحدث الخلط وأوجد التخوفات خاصة المادة الثالثة فى القرارات التى تتيح حق الانتفاع لغير المصريين بغرض الإقامة والاستثمار لمدة 50 عاما وكأنها مفصلة على أشخاص بعينهم، اعتقد الكثيرون أن المراد فى هذه المادة تفريغ السكان فى المنطقة والذين يزيدون عن 17 ألف أسرة ومعظمهم من قبيلتى (السواركة، الترابين) ويسكنون المثلث الذى يطلق عليه مثلث الرعب (شبانة – المهدية – العجرة) وجال فى خاطرهم مقارنات بتعامل إسرائيل مع عرب 48، خاصة أن إسرائيل تعتقد بل وتؤمن بأن سيناء بلا شعب، ثم ما لبث أن مارست هذه الأجهزة مرة أخرى سياسة "فرق تسد"، فبعد أن دعت المشايخ والعواقل للحوار مع قادة القوات المسلحة بدأت تارة فى استقطاب بعضهم وتارة فى استنزاف الوقت وطالبوا بفترة للشرح والتفسير.
نسى هؤلاء المشايخ والعواقل جميعاً أننا لسنا فى حاجة للاعتراف بالملكية، ولكن هو الاعتداد بملكيتها فقط، ربما لهم الكثير من الحق فى هذه التخوفات، فالإعلام يصور للشعب المصرى أن سيناء أرض حرب فقط وليست أرض بناء وتنمية، وطالما يردد رجال الأجهزة فى برامج التوك شو الأكاذيب مثل بيع الأراضى الحدودية بعقود عرفية للفلسطينين، حتى إن أحدهم ذكر النسبة 80%، وكأنه كلام صدق وبحق أضف إلى ذلك كله الخصوم السياسيين الانتهازيين للإسلاميين وللإخوان على وجه التحديد أخذوا يرددون هذه الأقاويل ربما نكاية ليس أكثر، وهم أكثر من ضروا قضية التمليك بتقولهم الكذب، رغم أنهم أول من طالبوا بفتح المعابر بصورة دائمة ثم ما لبثوا أن رددوا أن وجود منطقة حرة على الحدود يساعد على التوطين حولها.. والله ما هكذا الخصومة!!، وإنما هو عمى البصيرة وسوء الخلق وانتهاك للمهنية.
ونسى هؤلاء أن أعداد لفلسطينيين المقدرة بـ35 ألف لاجئ داخل سيناء يرفضون أصلا رجوعهم إلى قطاع غزة، ويتمسكون بحق العودة لبلدهم الأصلية (يافا والقدس).
نسى هؤلاء أيضاً أنهم يسجلون أولادهم فى بلادهم الأم خشية وحفاظاً على حق العودة، نسى هؤلاء أن فلسطينيى الشتات لا يستريحون ولا يهنئون وهم يسمعون صراخ إخوانهم وأهليهم يتعذبون جراء ويلات الصهاينة، يكفى أن تعرف أن الحكومة المصرية المصونة رفضت إحياء فكرة المدرسة الفلسطينية التى جاءت كتبرع من منظمة التحرير الفلسطينية لتقليل أعباء التعليم عن اللاجئين الذين يحاسبون بالعملة الأجنبية بمصر، وكأنهم أجانب وليسوا أشقاء، يكفى أن تعرف أن التقارب الفكرى، بل التطابق- إن أردنا الدقة- للإخوان من حركة حماس لم يشفع لها بميزة جديدة أو إضافية فى عهد حكم الإسلاميين، كل ما هنالك أن الفلسطينيين رفضوا التهجير إلى محافظات أخرى غير سيناء حتى يكونوا قريبين من الوطن الأم.
نسى هؤلاء أن إسرائيل عرضت قديماً أكثر من وطن بديل فى الأردن برضى حاكمها حين ذاك ورفض جموع الفلسطينيين ذلك، ما أقول إلا شهادتى فحسب أن العمليات الإرهابية التى حدثت مؤخراً هدفها الوقيعة بين الشعبين واستعداء للشعب المصرى على المقاومة.
يمكننى أن أختم بالقول بأن المشروع (الصهيوأمريكى) الذى يروج له الغرب لن يمر ولن يحدث، فأهل سيناء هم الدرع البشرى ضد أى ممارسات أو أحلام بوطن بديل، لن ينجح سيناريو تكفير الشعب بالعروبة وبحقوق الأخوة والإسلام نحو الشعب الفلسطينى، ولن تنجح فزاعات الأمن القومى التى ما زالت تُستخدم كذريعة للبطش بسيناء وبحقهم فى الاعتداد بملكية أراضيهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن زكريا
ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن زكريا
ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
شادية
رد غير مقبول