"فورين بوليسى": "كيرى" بحاجة لتوضيح أن واشنطن لن تستقبل "مرسى" الربيع المقبل إذا استمرت الاضطرابات فى مصر.. وقبول الولايات المتحدة غير المشروط للإخوان هدد التحول الديمقراطى بالقاهرة

الخميس، 28 فبراير 2013 11:07 ص
"فورين بوليسى": "كيرى" بحاجة لتوضيح أن واشنطن لن تستقبل "مرسى" الربيع المقبل إذا استمرت الاضطرابات فى مصر.. وقبول الولايات المتحدة غير المشروط للإخوان هدد التحول الديمقراطى بالقاهرة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقدت مجلة فورين بوليسى الأمريكية استمرار السياسيات الأمريكية تجاه مصر على نهجها القديم، القائم على ضمان التزام النظام بمعاهدة بغض النظر عن الوضع الداخلى. وقال مايكل وحيد حنا، المحلل بمؤسسة القرن فى مقالة بالمجلة، إن هذا النهج السياسى الضيق، الذى لا تزال تتعامل به الولايات المتحدة مع مصر، يقوض ظهور سياسات بناءة فى مصر، ويسىء فهم المصالح الوطنية المصرية. كما أنه دفع واشنطن بالفعل لتركيز اهتمام كبير على علاقاتها بالإخوان المسلمين، وهو ما يتجاهل غالبا الديناميات السياسية الأوسع فى مصر.

ويشير المحلل الأمريكى إلى أن الحكومة المصرية الحالية تعتقد فى أهميتها الاستراتيجية، وأنها تحظى بدعم واضح من الولايات المتحدة والمجتمع الدولى، لكن بينما يتحدث الكثيرون عن صفقات سرية بين الولايات المتحدة والإخوان المسلمين، فإن هذا ليس له أساس فى الواقع.

ويوضح أن الإدارة الأمريكية ربما ارتكبت بعض الأخطاء فى تعاملها مع النظام الإسلامى الجديد فى مصر، والتى أدت بدورها إلى هذه التصورات. فبسبب رضائها عن دور الرئيس محمد مرسى فى عقد هدنة بين إسرائيل والحركة الإسلامية المسلحة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة، فهمت واشنطن ببطء خطورة الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس عقب ساعات من إشادة الإدارة الأمريكية له.

وهذه الأخطاء تبلورت عندما استقبلت واشنطن فى قلب هذه الأزمة عصام الحداد، مساعد الرئيس لشئون العلاقات الخارجية والتعاون الدولى، وهو ما أثار الانتقادات، وفهم الأمر على أنه علامة على الدعم الخارجى للإخوان المسلمين فى مواجهة النضال السياسى للمصريين الساعين لتأسيس دولة ديمقراطية.

ويخلص "حنا" مؤكداً على أن الولايات المتحدة بحاجة لتأكيد التزامها بدعم الشعب المصرى، وإعادة تقييم العلاقة الأوسع للمساعدات، وترتيب الشروط القابلة للتطبيق، ويشير إلى أن نفوذ واشنطن باق، لافتا إلى أن القادة الحاليين لمصر يتلهفون إلى تأكيد قبولهم وشرعيتهم دوليا، ويلقون بثقلهم معتمدين على الدعم والمساعدات الخارجية، لاسيما من المؤسسات المالية الدولية.

ومع استعداد وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى لزيارة مصر، مطلع الأسبوع المقبل، فإنه من المهم أن يوضح "كيرى" للنظام المصرى أنه فى ظل الظروف الحالية، فإن البيت الأبيض لا يمكنه استضافة "مرسى"، كما هو مخطط له الربيع المقبل.

وربما تكون الولايات المتحدة على حق فى ادعائها بأنها لا تدعم حزبًا سياسيًا معينًا فى مصر، وإنما تدعم العملية الديمقراطية، يقول الكاتب، لكن تصرفاتها مؤخرا لا تدل على ذلك، والأهم من ذلك أنه من خلال الإشارة بقبولها غير المشروط لـ"مرسى" وحكومته، فإن الولايات المتحدة شجعت الممارسات التى تهدد بشدة نجاح تحول مصر من الحكم الاستبدادى.

ويتابع "حنا" أن الخيار النهائى بشأن التعامل مع تجاوزات الإخوان المسلمين يقع على المصريين أنفسهم، لكن على أقل تقدير يتعين على الولايات المتحدة أن تمتنع عن تشجيع الممارسات المزعجة التى أظهرها الإخوان فى وقت قصير ومضطرب منذ وصولها للسلطة.

ويختم محذرا من أن إعادة عقد صفقة مع نظام استبدادى خيار لم يعد مطروحا، فالخضوع للأنماط القديمة لن يؤدى سوى للمخاطرة بمصالح الولايات المتحدة، ويشجع بالطبع على استمرار الوضع غير المستقر الحالى فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة